
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــدأت فأَســلفتَ التَّفَضـُّلَ والـبرَّا
أَوليـتَ إنعامـاً مَلكـتَ بـه الشكرا
وللسـابق البـادي مـن الفَضل رُتبةٌ
تُقَصـِّر بالتـالي وإن بَلَـغَ العُـذرَا
أتتنـا عَـذَارَاك اللـواتي بَعَثتَهـا
لتوســعَنَا علمــاً وتُلبسـَنَا فَخـراً
فأَفصــحنَ عــن عُــذرٍ وَطَـوَّقنَ مِنَّـةً
وقلـنَ كـذا مَـن قال فليَقُلِ الشِّعرا
فأَوليتَهــا حُســنَ القَبُـولِ معَظِّمـا
لِحَـقِّ فـتىً أهـدي بهـنَّ لنـا ذكـرا
تنـاهى النُّهـى فيهـا وأبدَع نَظَمها
خَـوَاطرَ ينقـادُ البـديعُ لهـا قَسرا
إذا لُحظــت زادت نواظرنَــا ضــِياً
وإن نُشــِرَت فَـاحَت مجالسـُنَا عطـرا
تنازَعهَــا قلــبي مَليَّــاً ونـاظري
فــأعطيَتُ كلاً مــن محاسـنها شـَطرا
فــترَّهتُ طرفــي فـي وشـِيِّ رياضـها
وألقطـتُ فِكـري بين ألفاظها الدُّرا
تُضــَاحكَنا فيهـا المعـاني فَكُلَّمـا
تـأملتُ منهـا لفظـةً خلتُهـا شـعرا
فمـن ثَيِّـبٍ لـم تُفتَـرع غيـرَ خلسـَة
وبكـرٍ مـن الألفـاظ قـد زُوِّجت بِكرا
يظــلُّ اجتهــادي بينهــنَّ مُقَصــِّراً
وتُمسـِي ظُنُـوني دُون غايِتهـا حَسـرى
إذا رُمـتُ أن أدنـو إليهـا تَمنَّعـت
وَحَقَّ لها في العَدِل أن تُظهر الكبرا
وقـد صـَدرَت عن معدِنِ الفضلِ والعُلا
وقـد صـَحِبَت تلـك الشمائلَ والنَّجرا
فتَمَّـت لـك النُّعمَـى وسـاعدَكَ الُمنَى
ومُلِّيـت فـي خفـضٍ أبـا عُمَرَ العُمرا
كَفَتنَــا وإيــاك المعــاذير نيَّـةٌ
إذا خَلُصـَت لم تذكر الوصلَ والهجرا
مـدحتُ فعـدَدتُ الـذي فيـك مـن علا
وأَلبسـتِنِي أوصـافَكَ الزَّهـرَ الغُـرا
ومـــا أنــا إلا شــعبةٌ مســتمدِّة
لمغـرزِ فيـضٍ منـك قـد غمرَ البحرا
وقـد كـان مـا بُلِّغتُـه مـن مقالـةٍ
أَنفـتُ بهـا للفضلِ أن يألفَ الصغرى
إذا البلَـدُ المعمـورُ ضـاق برُحِبـةً
علـى ماجـدٍ فليسـكنِ البَلَدَ القَفرَا
وكـم ماجـدٍ لم يرضَ بالخَسفِ فَانبرَى
يُقـارع عـن هَّمِـاتهِ البيضَ والسُّمرا
ومــن علّقـت نيـلُ الأمـاني همـومَهُ
تَجَشـمَ فـي آثارِهـا المَطلبِ الوَعرا
فلا تشــكُ أحــداثَ الزمـانِ فـإنَّني
أراه بَمــن يشــَكو حَـوَادثَه مُغـرّى
وهـل نَصـَرَت مـن قبـل شكواك فاضلاً
لِتأمَــل منهـنَّ الَمعُونَـةَ والنَّصـرا
ومــا غلــب الأيــامَ مِثــلُ مُجـرِّبٍ
إذا غَلَبَتــهُ غايــةٌ غلَّـبَ الصـَّبرا
علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني، أبو الحسن.قاض من العلماء بالأدب. كثير الرحلات. له شعر حسن. ولد بجرجان وولي قضاءها، ثم قضاء الريّ، فقضاء القضاة. وتوفي بنيسابور، وهو دون السبعين، فحمل تابوته إلى جرجان.من كتبه (الوساطة بين المتنبي وخصومه - ط)، و(تفسير القرآن)، و(تهذيب التاريخ)، و(ديوان شعر)، و(رسائل) مدونة.وكان خطه يشبه بخط ابن مقلة. وهو صاحب الأبيات التي أولها:يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما