
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أراجعــةٌ تلـك الليـالي كعهـدها
إلى الوصلِ أم لا يُرتجى لي رجوعُها
وصــحبة أقــوامٍ لِبســتُ لِفَقـدِهم
ثيــابَ حــدادٍ مُســتَجَدَ خليعُهــا
إذا لاحَ لـي مـن نحـو بغدادَ بارقٌ
تجـافَت جُفُـوني واسـُتطيرَ هُجُوعُهـا
وإن أَخلَفَتهـا الغاديـاتُ رُعُودَعـا
تُكَلّــف تصــديقَ الغمـامِ دمُوعُهـا
ســقى جـانبي بغـدادَ كُـلُّ غَمَامـةٍ
يُحَـاكي دمـوعَ المسـتهام هُمُوعُهـا
مَعَاهِــد مـن غـزلانِ إنـسٍ تحـاَلَفت
لواحِظُهـــا ألا يُــدَاوَى صــريعُها
بهـا تسـَكُنُ النَّفسُ النفورُ ويَغتَدي
بـآنسَ مِـن قلـبِ المقِيـمِ نَزِيُعهـا
يَحــنُّ إليهــا كــلُّ قلـبٍ كأنمـا
يُشــَاد بحبَّــاتِ القلـوبِ ربُوعُهـا
فكـلُّ ليـالي عَيشـها زَمَـنُ الصـَّبا
وكـلُّ فصـول الـدَّهر فيهـا ربُيعها
ومـا زلـتُ طَـوعَ الحادثاتِ تقُودُني
علــى حُكمهـا مُسـتكرَهاً فأطيعُهـا
فلمـا حللـتُ القَصـرَ قَصـرَ مسـرَّتي
تَفَرَّقــنَ عنــي آيســاتٍ جُمُوعَهــا
بـدارٍ بهـا يَسلَى المشوقُ اشتياقَه
ويــأمَنُ رَيـبَ الحادثـات مَروعُهـا
بهـا مسـرحٌ للعيـن فيمـا يَرُوقُها
ومُســتَروَحٌ للنَّفــس مِمَّـا يروعُهـا
يـرى كـلُّ قلـبٍ بينهـا مـا يَسـُرُّه
إذا زَهَــرَت أشــجارُها وزروعُهــا
كـأنَّ خريـرَ المـاء فـي جَنَبَاتهـا
رُعُــودٌ تلقَّــت مُزنَــةً تسـتريعُها
إذا ضـرَبتها الريـحُ وانبسطت لها
مُلاءةُ بَـــدرٍ فَصـــَّلتها وَشــِيعُها
رأيــتُ سـيوفاً بيـن أثنـاء أدرُعٍ
مُذهَّبــةً يَغشــَى العيـونَ لميعُهـا
فمـن صـنعةِ البدرِ المنيرِ نُصُولُها
ومـن نسـجِ أنفـاسِ الرِّياحِ دُرُوعُها
صـفا عَيشـُنا فيهـا وكادَت لِطِيِبها
تُمازِجُهــا الأرواحُ لـو تسـتطيعها
علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني، أبو الحسن.قاض من العلماء بالأدب. كثير الرحلات. له شعر حسن. ولد بجرجان وولي قضاءها، ثم قضاء الريّ، فقضاء القضاة. وتوفي بنيسابور، وهو دون السبعين، فحمل تابوته إلى جرجان.من كتبه (الوساطة بين المتنبي وخصومه - ط)، و(تفسير القرآن)، و(تهذيب التاريخ)، و(ديوان شعر)، و(رسائل) مدونة.وكان خطه يشبه بخط ابن مقلة. وهو صاحب الأبيات التي أولها:يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما