
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا علـى مَـن ناح في تعزية السبط الحسين
وجـرت مـن كـلِّ عضـوٍ منه في ذا الرُّزء عين
إنّــه رزءٌ عظيـمٌ فـي البرايـا ليـس هَيـن
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
بــأبي أفـديه فـراداً فـي فيـافي كـربلاء
وعليــه قــد أحــاط الكـربُ فيـه والبلاء
وإليـــه جحفـــل الفجّـــار بغيــاً أقبلا
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
لســتُ أنســاه وقــد قــام خطيبـاً فيهـمِ
ببليــغ الــوعظ واللفــظ لعُجــمٍ مفهــمِ
بفصــيح النــثر طـوراً مـن غريـب الكَلـمِ
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
أو بنظــمٍ يســبه الســّحر بيانـاً مُعربـاً
يـا لقـومي فـاطلبوا عمّـا سـيُردي مَهربـا
ودَعـــوني ورجــوعي نحــو جــدّي يثربــا
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
أوَ لسـتُ ابـنَ النّـبي المصـطفى وابـنَ علي
فــاطم الزَّهــراءُ اُمّـي نَسـَبي فيكـم جلـي
جعفر الطيَّارُ ابنَ النّبي المصطفى وابنَ علي
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
راجعـوا أنفسـكم يـا قـوم فيمـا جئتمـون
عاتبوهــا فعســاكم بعــد ذا أن تــدعون
لا تبــؤوا بقتــالي مـا لكـم أن تقتلـون
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
فــأبوا إلاّ ضــلالاً مثـل مـا كـانوا عليـه
وتعــدَّوا حجَّــة اللــه ومـا يـدعو إليـه
وَرَأوا قتـل ابـنَ بنـت المصـطفى مع وَلَديه
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاى الحسـين
فســطى فيهــم فَولَّــوا حُمــراً مســتنفرة
رَأتِ اللّيــث ففــرَّت خيفــة مــن قَســورَة
فهُـــمُ شـــطران للقتـــل وشــطرٌ ذُعَّــرَه
بـأبي أفـدي ونفسـي خيـرة اللـه الحسـين
مــا ســمعنا كحُســين فــي الزمـانِ الأوَّل
مُفــــرداً أمَّ إليـــه كعديـــد الأرمُـــل
جيـشُ كفـرٍ وهـو منهـم فـي الوغى لم يجفَلِ
بـل غـدوا مُـذ أبصـروا كـرَ حسـين فرقتين
شـهدوا بـدراً واُحـداً حملـة اللّيث الصأول
حيــدرَ الكــرّار والفرسـانُ إذ ذاك تجـول
مــا رأوا قـطُّ كحملاتِ فتـاهُ ابـن البتـول
مفــرداً يـا بـأبي أفـدي لمـولاي الحسـين
هكــذا أوجــب أن يحمِـل فيهـم ذو العُلـى
لِيـــروا أنّ حُســيناً حُجّــة اللــه عَلــى
مَــن دَنــى مِـن هـؤلاءِ الخلـق طُـرّاً أو عَلا
فعســى يَــدَّبروا بــالقول والفعـل لِتَيـن
حجّـــتين أبـــرز الرّحمـــنُ منــه لُهُــمُ
عِظَـــةً بالغـــةً قـــولاً فلمـــا صــمَّموا
أتبــع القــولَ بفعـلٍ معـربٍ كـي يفهمـوا
ويَــروا ألاَّ معــاذير لهــم بعـد الحسـين
وحيــاة المـرء والمـوت امتحـان للعبـاد
فِلـذا خَـرَّ صـريعاً مـن علـى ظهـر الجـواد
عـافراً فـي التّـرب لم يلفِ سواها من مهاد
طعنــة غــادَرَهُ فيهــا خــبيثُ المولـدين
يـا لَهـا مـن فتنـةٍ قد حدثت في العالمين
خيـرة الجبّـار يُمسـي وهو في البوغا طعين
وأبــوه حجـة اللـه الفـتى ليـث العريـن
حيـدر الكـرّار والهـادي مُصـلّي القبلـتين
يـا لـه خطبـاً علـى ديـن إلـه العـرش حلّ
واحـد الـدَّهر ومـولى الخلـق حقـاً عن كَمل
ترتــوي مــن دِمــه بيـض الأعـادي والأسـل
وهــو عطشــان ومــا ذاق المَــا قطرتيـن
يـــوم لا خِـــلَّ لخــلٍّ نــافع إلاّ الإمــام
يـا لقـومي مـن عَـذِيري فـي بكائي للحُسين
غيــرة اللـه اغضـبي لإبـن النـبي الأعظـمِ
خيــرة العــالم مــولى عُربهــا والعَجَـمِ
جســمه فــوق الــثرى منـه صـبيغٌ الأعظـمِ
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولاي الحسـين
بيــن أنصــارٍ كــرامٍ قُتلـوا بيـن يـديه
قُتِلــوا صــَبراً عطاشـى رأوا الأمـرَ إليـه
فســخت أنفســهم بالقتـل مـن خـوف عليـه
ففــــدوه فليفُـــز كلهُّـــم بـــالجنّتين
سـبقوا السـابقَ واللاحِـقَ فـي هـذا المقام
عَلِمــوا ألاّ نَجـا فابتـدروا كـأسَ الحمـام
فاحتســوه كلُّهُـم فـي اللـه نصـراً للإمـام
لـم يَضـر ذلـك مَـن فـاز بكلتـا الحسـنين
بــأبي أفــديه يجـري دَمُـهُ فـوقَ البطـاح
عاريــاً تصــهره الشـمسُ بميـدان الكفـاح
غاديــاتٍ رائحــاتٍ فــوقه هــوجُ الريـاح
يــا بنفسـي وأبـي أفـدي لمـولايَ الحسـين
بــأبي أفــدي دمـاءً سـائلاتٍ فـي الرِّمـال
بــأبي أفــدي جســوماً فــي وهــادٍ وتلال
بــأبي أفــدي رؤوسـاً فـوق أعـوادٍ طـوال
أدرك الأعــداءُ فيهــا ثــارَ بَـدرٍ وحُنَيـن
بــأبي أفــدي نسـاءً مـن خباهـا خارجـات
هائمــاتٍ فــي الــبراري بـذيولٍ عـاثِرات
أبرزوهــنّ مــن الســتر وكــانت خَفِــرات
مُعـــولاتس صـــارخاتٍ نادبـــاتٍ للحســين
هاتفــاتٍ برســول اللـه فـي أسـر الأعـاد
صــفَّدوهُنَّ ولمَّــا يحــذروا يــوم التنـاد
نـاظراً شـزراً إليهـا حاضـِرُ النـاسِ وبـاد
فَمَـن المُسـعُدني أُجـري الدِمّا في الوجنتين
جُـد يفيـضِ الـدمع ما عشتَ على هذا المصاب
إنّــه حَبَّــةَ قلـبِ المصـطفى الطهـر أصـاب
ولنفــس المرتضــى الكــرَّار مولانـا أذاب
وأقِـــم دأبــاً عــدُوّاً وعشــياً مــأتمين
ولــك اللــه بهـذا يعظـم الأجـرَ العظيـم
إنّـه أوهـى قـوى الإسـلام والـدين القـويم
وحِمـى الجبّـارِ أضـحى وهـو مهتـوكُ الحريم
وبـهِ الشـّركُ وديـن الكفـر قـرّت منـه عين
هـو رزءٌ قـد بكـت مـن أجلـه سـَبع الشداد
ولــه قـد فاضـت الأرضُ دمـاً بيـن العِبـاد
وعليــه زُلــزلَ العـرش وبيـتُ اللـه مـاد
واقشـعَرَّ الكـون والأرض ومـا فـي الحرميـن
أيهـا السـاري مُجـدّاً جُـز على وادي الغََري
تَّجــدن فيــه ســريّاً للهــدى خيــرَ سـَرَي
ومحيطـــاً بعلــومٍ أُنزِلــت فــي الزُّبُــر
حجّــةَ اللـه عليّـاً والـد السـبط الحسـين
عُـجَّ بالشـكوى علـى القـبر وقل بعد السَّلام
جئتُ أنعـى سـيدي إبنـك مـن فـوق الرّغـام
قتلـوه القـوم عطشـاناً علـى غيـر اجترام
فـي اُنـاسٍ مـن ذويـه بأبي الزّاكي الحسين
قتلـــوه وَذويـــه وَعتَـــوا مســـتكبرين
أوطــأوه الخيـلَ ظهـراً بعـد صـدرٍ فَرحيـن
ثــمَّ مــالوا النســا فـانتُهِبَت لا وَجِليـن
ربَّقــوا بالحبـل منهـا عنقـاً بَعـد يَـديَن
بــأبي الســجادَ أفـدي خيـرةَ اللـه علـي
بينهــا يــا ســيّدي فــي أيّ قيـدٍ مُثقـلِ
ركِّبــوهم بــالعَرى مــن فــوق نيـبٍ هـزَّل
مَغنمــاً تســتاق للرجـس خـبيث المولـدين
يـــا بنـــي طــه ويــس وطســينٍ وصــاد
يـا هُـداةَ الخلـق يـا مَن لَهُمُ أمرُ العباد
يـا مـواليَّ عليكـم مـا عرانـي مـن فسـاد
أصـلحوا حـالي بـإذن اللـه رب المشـرقين
واقبلــوني إننــي أحمــدكم والوالــدين
وابــن موســى وخليلاً فيكــم أســهر عيـن
وعليكـــم صــلوات اللــه رب المشــرقين
مــا علا ذكركــم فــي شـرقها والمغربيـن