
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـــدق الــذي ســمّاك بالبيضــاء
مـن أجـل مـا لـك مـن يـد بيضـاء
إن البيـاض لنصـف حسـن ذوي البها
وبيــاض حســنك حــاز كــل بهـاء
فبيـاض غرّتـك المضـيئة فـي اخضرا
ر ربــاك تحــت القبــة الزرقـاء
قـد جـاء فيـه من التناسب ما غدت
ترنـــو إليــه مقلــة الحمــراء
وغــدا بـه للشـارب الصـهبا يطـي
ب تبـــادل الصــفراء بالصــفراء
لا غـرو أنـت جميلـة المـدن الـتي
فــي غربنــا جلــت عـن النظـراء
ذات الحضــارة والنضـارة والتجـا
رة والعمــارة مــن بنــي حــواء
ذات المعــاني والمغـاني والغـوا
نــي والأغــاني مــن لذيـذ غنـاء
حيــاك ثغـر الأنـس مـن بلـد تبـا
هــت بالمبــاني الضـخمة الشـماء
بلــد ســقتها أدمعـي غـب النـوى
والــدمع قــد يغنـي عـن الأنـواء
أبــدا يحــرك سـاكني شـوقي لهـا
فأظـــل صــبحي أرتجــي ومســائي
حسبي الهواء بها انتشاقا فأعجبوا
لأخــي الهـوى كيـف اكتفـى بهـواء
طــوبى لســاكنها وناشــق طيبهـا
مــن ربعهــا المتــأرج الأرجــاء
يـا سـاكني البيضـاء قلـبي عندكم
كوديعــة يــا ســاكني البيضــاء
فمـتى يعـود الـدهر يسـمح باللقا
رغمــا مــن العــذال والرقبــاء
شــكرا لكــم ممــن تقلــد جيـده
مـــــــن بركــــــم بلآلئي الآلاء
شــكرا لكــل مواصــل قـد زارنـي
مـــن ســائر الأدبــاء والفضــلاء
ورعــى الإلــه زيــارتي لمنــازل
ومنــــازه كمنـــازه الـــزوراء
دارت كهـــالات الأهلّـــة دورهــا
وتشـــيدت فــي هامــة العليــاء
طــالت فطــاولت الســما بسـموها
حـــتى امتطــت ســهوة الجــوزاء
فكأنمـا رفعـت علـى عمـد مـن الن
نــورين نــور ســنا ونـور سـناء
تهـوى الثريـا والنجـوم الزهر أن
يطلعـــن فيهــا لا بــأفق ســماء
وكــذا الصـباح يـود خيـط ضـيائه
لــو حــل موضــع كهربــاء ضـياء
للــه ســاعات قضــيت بهــا كمـا
شــاءت سـعود الـدهر طبـق رجـائي
مــا أومضــت أيامهــا حـتى مضـت
لكــن كمــا الأعــراس فــي سـراء
أيــام وصــل قــد تقلــص نــورا
للـــبين مثـــل تقلــص الأفيــاء
فـي معهـد قـد كـان نظم الشمل في
ه مثــل عقــد الغــادة الحسـناء
فـي معهـد كـالروض بـاكره الحيـا
فمشـى النسـيم بـه علـى اسـتحياء
وصـبت صـباه فـي الصـباح عليلـة
ترجــو لصــحتها رقــيّ الورقــاء
مـا شـم مضـني مـن نسـيم هـوائه
إلا وعــــاد مفارقــــا لعنـــاء
متــذكرا لقميــص يوســف إذ أتـى
لأبيـــه يعقـــوب يريـــح شــفاء
ســقيا لــه مـن معهـد بـل مشـهد
بـــل مقعــد بــل روضــة غنــاء
بـــل منـــزه زاه وقصــر زاهــر
ينســيك قصــر التــاج والزهـراء
منــي عليــه فـي الختـام تحيـة
تغشــــاه بـــالأنوار والأنـــواء
مـا قلـت فـي البيضاء لما زرتها
صـــدق الــذي ســماك بالبيضــاء