
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بيـن غزلان النّقا في الوادي
ورخيـم تغريـد الهـزار الشـّادي
وخفيـف أوراق الغصـون ورقصـة ال
نسـم البليـل على الغدير الهادي
وأريـج زهـر الرّوض في فصل الرّبي
ع المنعــــش الأرواح والأجســـاد
خطـرت فتـاةٌ لـم تقـع عينـي على
أبهـى وأجمـل مـن سـناها البادي
هيفــاء مشــرقة المحيّـا غـادةٌ
تســبي النّفـوس بقـدّها الميّـاد
حسـناء مـا شـمس الصـّباح ونورها
إلا انعكــاس جبينهــا الوقّــاد
نظـرت بسـاحر طرفهـا الذّاوي إلى
شـــيخٍ بلاه الـــدّهر بالإقعــاد
وغــدت تطـارحه الغـرام بمنطـقٍ
تشــفي عــذوبته غليـل الصـّادي
قـالت علـى الشـّيخ السـّلام معطّراً
كالمسـك مـرّ بـه النّسيم الغادي
إّنــي وددتـك دون أبنـاء الـورى
فـــاعطف علــيّ ولا تــرد ودادي
فأجابهــا يــا غـادة الآداب مـا
هـذا الـوداد فقـد أضـعت رشـادي
أنت الفريدة في البها وأنا كما
تجــدين شــيخٌ مـن بقايـا عـاد
مـا كنـت أعهـد أنّ فاتنـة الحمى
تهـوى امـرءاً مثلـي مـن الزّهاد
قــالت لـه واللـه لا أهـوى سـوا
ك ولــو أردت قطيعــتي وبعـادي
إّنـي أرى بـك من معاني الحسن ما
لــم ألقــه فـي نـاطقٍ بالضـّاد
فأجابهــا مخدوعــةٌ واللــه أن
ت ومــا فطنــت لظهــري المنـآد
وافيتنـي ومنحتنـي هـذا الهـوى
عفـــواً بلا نظـــرٍ ولا اســتعداد
ولئن تفيضــي بالمديــح فـإنّني
أخشــى علـى نفسـي مـن الحسـّاد
قــالت عشـقت وإنّ عشـقي كيفمـا
علّلتــــه متوطّــــد الأوتـــاد
لمّــا بــدوت لمقلــتيّ فتنتنـي
وسـعرت نـار الوجـد طـيّ فـؤادي
قال ارعوي عن ذا الغرام وحاذري
عقـبي الغوايـة وانطقـي بسـداد
مـا ترتجيـن من امرئٍ هرم طوى ال
أعـــوام يقضــي ليلــه بســهاد
والـــدّهر ذر بعارضــه مشــيبه
والهـــمّ دبّ بـــذهنه الهجّــاد
هنـد انثنـي عن عزمك الواهي وعي
مــا قلـت وانصـرفي إلـى أولادي
فعسـاك أن تلقـي حبيبـاً صـادقاً
يجـد الوصـول إليـك خيـر مـرّاد
قـالت تحـاول أن تصـدّ عـن الهوى
قلــبي وتعــرض طالبـاً إبعـادي
إمّــا فعلـت فـإنني أجـري علـى
خطواتــــك الميلاء كالصــــّياّد
فأجابهـا ولهـاً وقـد برقـت أسـر
رة وجهـــه لفؤادهــا المنقــاد
يـا هنـد هـذا الشـّيخ متّهـم لدى
بعــض الـورى بـالكفر والإلحـاد
والعصــر عصــر مــذاهبٍ وتعصـّب
فــاجري مـع التيّـار دون تمـاد
مـن خـالف الجمهـور كـان جزاؤه
قيـــد الســّجون وفيصــل الجلاّد
والحـرّ فـي ذا العصـر مضطهدٌ فلا
تتعرضــــي لملامــــة الأضـــداد
قـالت هـو الأمـر الـذّي أرجوه من
دهـري فقـد أفصـحت عـن مرتـادي
يـا حبّـذا الكفـر الـذّي تفسيره
حــبّ القريــب ونصــرة القصـّاد
أنـا لسـت أخشـى فـي هواك ملامة
فقــد ازدريــت سفاسـف الأوغـاد
لمّـا رأى أن لا منـاص لـه مـن ال
حســناء قــال لهــا بصـوت وداد
لبيـك يـا ذات العفـاف إذا بـدا
لـك مـن بقايا الشّيخ بعض الزّاد
جـدّدت بـي عهـد الصـّبا وجعلتني
صـبّاً يهيـم مـن الهـوى فـي واد
والشـّيخ إن يعشـق تمشى العشق في
دمــه فَقُــرّي قـد ملكـت فـؤادي
أهــوت عليــه فضـمّها وتعانقـا
فكأنمــا كانــا علــى ميعــاد
هــي قســمة ضــيزى ولكـن هكـذا
شـاءت فتـاة الحـيّ يـا أسـيادي
الشــّيخ معــروفٌ وأمّــا هنــده
فهـي المعـارف نـور هذا النّادي
للــه أربــاب المعــارف إنّكـم
روح الرّقـــيّ وأسّ كـــلّ رشــاد
نـور الهدايـة أنتـم في النّائبا
ت تكـــافحون لصـــون حــقّ بلادي
جـدّ الأجـانب فـي العلاء وقومنـا
يتغزّلــــون بزينـــبٍ وســـعاد
نمشـي علـى الغـبراء زحفـاً عجّزاً
ويطيــر أهـل الغـرب بالمنطـاد
أهــل المعــارف إنّ شـعب بلادنـا
ضــلّ السـّبيل بسـيره المعتـاد
فيــودّ ذلــك أن يسـود الأجنـبي
وســواه يرفــض رأيــه بعنــاد
هـــذا يؤيـــد قــوله بمحمّــدٍ
ويلــوذ ذلـك بالمسـيح الفـادي
وكلا محمّـــد والمســـيح تـــبرّآ
مــن وصــمة الأحــزاب والأحقـاد
إنّــي لأعجــب مــن جهـول قـائلٍ
أصــبحت حـرّاً وهـو فـي الأصـفاد
ومـن الـذّي نـادى مضى استعبادنا
وهــو المسـوق بسـوط الاسـتعباد
ومـن الـدّعي يصـيح وحّـدنا القوى
فـي الـرّأي وهـو ممـزّق الأعضـاد
يــا قـومي اتّعظـوا ولا يأخـذكم
هــوس الغــرور فنحــن رهـن جلاد
لا تســتهينوا بــالأمور فإنمّــا
لبنــان يمشـي فـوق شـوك قتـاد
لـم يبـق فـي الجبل الأشمّ سيمذع
يحمـي الـذّمار ولا رفيـع عمـاد
أخــذت بلاد الغــرب كــلّ حلاحـلٍ
منّــا وكــلّ فــتى طويـل نجـاد
والحـرب أودت بالـذين سـموا وقد
كــثر الوشــاة وقـلّ كـلّ جـواد
لا ترفعـوا الأعلام فيـه بل انسجوا
لشــوامخ الأطــواد ثــوب حـداد
يـا ويـح مـؤتمر السّلام وويح من
راحـوا يسـنّون النّظـام العـادي
جـاروا علـى أبهـى وأجمـل بقعـةٍ
وســبوا ذخيـرة خيـر شـعبٍ هـاد
بلــدٌ بنــوه كالنعـاج يقـودهم
بالختــل أضــعف فاتــحٍ مرتـاد
لـم يغضـبوا يومـاً ولا ثاروا ولا
كـانوا مـع التّاريـخ غيـر جمـاد
نـــومٌ عميـــقٌ لا تليــه صــحوةٌ
إلا علـــى التّصـــفيق للقــوّاد
واللـه مـا هجروا الدّيار وآثروا
شــقّ البحــار إلــى أشـقّ بلاد
لـو لـم يروا شبح المجاعة ماثلاً
والشــرّ يعظـم والفسـاد ينـادي
أفـذا جـزا شـعبٍ ألـمّ بـه الشّقا
وقضـت عليـه مـن الزّمـان عـوّاد
واللـه مـا نجح الجبان ولا ارتقى
فـي الكـون غير الثّائر النقّاد
أبنـاء أوطـاني ارعـووا كيلا يقا
ل هـووا فلـم يجـدوا لهم من هاد
الجهــل سـاد وليـس يخفـى أنّـه
عيـــبٌ يـــدُكُّ شــوامخ الأطــواد
وحـذار مـن سـعي الوشاة فإنّهم
يقفـــون للأحــرار بالمرصــاد
وتــذكّروا مجـد الجـدود فأرضـنا
مهــد العلــوم ومربــض الآسـاد
واسعوا لتأليف القلوب على الولا
واستأصــلوا بـالعلم كـلّ فسـاد
وتعــاونوا حتّــى تصـان بلادكـم
صــون البلاد بشـعبها المتفـادي
مـا قـام بالعمل العظيم فتىً على
حــدةٍ إذا لــم يســتعن بسـواد
الفـرد يحيـا بـالجموع إذاً كمـا
تحيــا الجمــوع بقـوّة الأفـراد
مهمــا يَجُــر وطنـي علـيّ وأهلـه
فــــالأرض أرضـــي والبلاد بلادي
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي) ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة laquoالبستانraquo الداخلية في laquoبكفياraquo التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. وتوفي يوم 25 - 8 - 1950