
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفتــاة ســوريّا أسـير هـواك
لا يبتغـي فـي الـدّهر غيـر علاك
جــودي علـى صـبٍّ يـروم رضـاك
وتعطّفــي كرمــاً علـى مضـناك
أمليكـة القلـب المعنّى بالهوى
أضـرمت في الأحشاء نيران الجوى
فـي مهجري ما غيّرت عهدي النّوى
روحـي ولـو طـال البعـاد فداك
أفتــاة أحلامــي جمالـك رائع
وضـياء وجهـك كـالزّواهر سـاطع
ولئن تهــبّ علـى حمـاك زوابـع
فبمهجــتي الحـرّى أصـون حمـاك
أفتـاة سـوريّا إذا اشتدّ السّقم
فطبيبـك الشـّافي يقيك من الألم
وإذا فقدت ضياك من فرط الظّلم
فبنــور عينــي أسـتعيد ضـياك
إّنــي تركتــك والبلاد قواحــل
والشـّعب معصـوب المحـاجر غافل
طـال النّـوى وصبا إليك الرّاحل
لــولاك مــا ذاق النّـوى لـولاك
مـاذا جـرى بعد الفراق تذكّريال
ماضـي يلـوح لنا قريب المخبر
هــل كـان عهـد خصاصـةٍ وتقهقـر
وظلامـــة وصـــغارةٍ وتشـــاكي
يـا سـعد رحـت إلى بلاد المهجر
أرض المعـالي والهـدى والمفخر
وذووك فـي وادي الشـّقاء المقفر
شـــدّت رقــابهم بشــرّ شــباك
حكّامنـا سـلبوا المها والمالا
شـنقوا الأسود وأبعدوا الأشبالا
هـدموا الـدّيار فأصـبحت أطلالا
جــــوعٌ وآلام وطـــرف بـــاكي
تحت الثّرى جثث ثوت وعلى الثّرى
جثــث ممزّقــة تــداس وتـزدرى
وأخو الحجى فقد الحجى ممّا يرى
يهــــذي بلا فهــــمٍ ولا إدراك
ولكـم فتـاةٍ جـارت الدّنيا على
آلٍ لهـا فمضـت تعـاف المنـزلا
هـامت ويـا للعـار نازعـةً إلى
خلــع العــذار بدجنــة الأحلاك
صـعق الفـتى وجلا وقد مدّ اليدا
للصــدر يســند قلبـه متجلـدا
وعلى الفتاة رمى السؤال مشدّدا
لا تكتمــي خــبرّا بحــقّ هـواك
مـاذا دهـى أهلـي أجـابت ماتوا
ويلــي وإخــوان الصـّفاء رفـات
كتبــت علــى حجراتهــم آيــات
هــذي ضــحايا فتيــة الأتــراك
مـاذا جرى لأبي إلى الأرض ائتوى
وأخـي المفـدّى قـرب والـده ثوى
وشـقيقتاي إذا لقـد قذف الطّوى
بهمــا لــدار القـائد الأفـاك
ويلـي جننـت الجـوع مزقّ داريا
والقـائد السـّفّاح خلّـد عاريـا
إنّــي إذا لأكـون وحشـاً ضـاريا
بفمــي أمــزق مهجــة الفتّـاك
ربّـاه إن كنت الذّي خلق السّما
والأرض كيـف غفلـت حتّـى نظلمـا
سـأكون بين النّاس سفّاك الدّما
إن كـان لا يحيـا سـوى السـّفّاك
الأرض مــن ألمـي تميـد تحرّجـا
والنّـار فـي صـدري تزيد تأججا
ويـل الظّلـوم المستبد متى دجى
ليل الهموم على الطّليم الشّاكي
ما كان يؤلمني الزّمان إذا طغى
كلاّ ولا البـاغي الأثيـم إذا بغى
لـو بات أهلي في ميادين الوغى
طعــم الوحـوش ومأكـل الأسـماك
لكنّهــم مــوت الأذلّــة مـاتوا
ويقــال عنهــم خـائنون جنـاة
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي) ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة laquoالبستانraquo الداخلية في laquoبكفياraquo التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. وتوفي يوم 25 - 8 - 1950