
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــل لــي ولـيّ الـدّين أيـن تكـون
فلقــد دهتنــي مــن نـواك شـجون
هـل أنـت روح فـي الوجـود وطيـن
أم شــذّ فــي تركيبــك التّكــوين
أبمصــر بــات كلاهمــا أم فرّقــا
هـذا إلـى العليا وذاك إلى الشّقا
هــذا يطيــر بــأفق مصـر محلّقـا
حــــرّاً وذاك بأرضـــها مـــدفون
أهمـا كمـا قـالوا لنـا شيئان قد
وجـدا معـاً أم واحـدٌ تحـت الجلـد
الـرّوح تعلـو أم تحـلّ مـع الجسـد
أم ذا حـــديث خرافـــةٍ ومجـــون
قـل لـي إذا مـا اسـتطعت قولاً يصدق
يرضـي الحجـى ويصـحّ فيـه المنطـق
فأنــا بحبــل الــوهم لا أتعلّــق
مــا لــم يؤيــده هــدىً ويقيــن
قــل لــي إذا مـا كنـت ذا إحسـاس
بعــد الممـات كقـول بعـض النّـاس
هـــل للإلــه الحــقّ قلــبٌ قــاس
يشــقى الأديــب لــديه والمسـكين
أنــا لسـت أدري أيـن أنـت ولا أرى
لك بعد رسمًا في التّراب وفي الذّرى
الجسـم يفنـى تحـت أطبـاق الثّـرى
والــرّوح إن وجــدت فــأين تكـون
انظـــر ولــيّ الــدّين فــالأحرار
لــم تحــوهم بيــن البريّــة دار
نــزل الحمــام بهـم وعـمّ العـار
فــإذا مصــير النّاهضــين الهـون
انظــر ولــيّ الــدّين كيـف يعـذب
بـالجور بعـض بنـي السـّلام ويسلب
أخــــبر إلهـــك إنّ ذاك تعصـــّب
ألقــاه فـي صـدر الجهـول الـدّين
قــل لـي بـوحي المسـلمين المنـزل
أتــرى كشــفت خــبيئة المسـتقبل
هــل يـدرك الأحـرار بعـض المأمـل
فـي الشـّرق أم هـو بالشـّقا مرهون
قـل لـي إذا ما جلت بين بني الأمم
هـل مثـل أهل الشّرق في حمل النّقم
إن قــام حــرّ يسـتبش بـه الهمـم
ضـــحكوا وقــالوا إنّــه مجنــون
سـر فـي فضـاء بنـي الـورى وتجـوّل
وإذا نزلـــت بـــدار ذلّ فارحــل
وارجـع وأوح إلـيّ مـا ترجـوه لـي
ولعصـــبةٍ تشـــقى هنــا وتهــون
قــل لــي وأصـدقني أذلـك منتهـى
كــلّ امــرئٍ حــرّ يزينــه النّهـى
يحيـــا ويقضــي يائســاً متأوهــا
والكــون كــونٌ والســّكون ســكون
إن كنـت لـم تعلـم وأنـت مع الأمم
حـيّ فهـل تـدري وأنـت مـع الرّمـم
تـالله مـا عـرف الطّبيب من السّقم
إلا القشـــور وغيــر ذاك دفيــن
سـاد السـّكون ولـم يجـب ربّ الوفا
الكــاتب الحـرّ القـدير المصـطفى
ذابـــت حشاشــته ومغنــاه عفــا
فـــأبو البيــان مقيّــد مغبــون
نـم يـا ولـيّ الـدّين دين بني يكن
ديـن الإخـاء الصـّرف بل دين الوطن
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي) ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة laquoالبستانraquo الداخلية في laquoبكفياraquo التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. وتوفي يوم 25 - 8 - 1950