
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـم ماجـد دارت عليـه الـدائره
ولطالمــا اسـتجلى كؤوسـا دائره
ولطالمـا قطـع الليـالي ضـاحكا
بيــن العيــان ومقلتـاه سـاهره
هـذا الـذي أضـحى الزمان لقلبه
عبــدا فماشــا يــروم وغــادره
وقـف الأهلـة والبـدور تـراه ما
ينفـــك بيــن مســامر ومســاره
شـقته مـن أيـدي المانيـا أسهم
عمـرت بـه بعـد القصـور مقـابره
وسـقته مـن صـرف الكـؤوس معتقا
لـو صـُبَّ فـي الـدنيا لأضحت دائره
مـا أضـحكت دار الغـرور منعمـا
إلا وأبكـــت بالــدماء نــواظره
لــم تبــق جبـاراً ولا مستضـعفا
إلا أبـــادت جمعـــه وعشـــائره
عـاطت بـتي حسـن صروف الحتف ما
مـا أبقـت فـتى إلاّ أتتـه غـادره
كــانت منــازلهم صــحائف غـرةٍ
وهمــو ســطور للنــدى متـوازره
عبثـت بهم أيدي المنايا فامحوا
فعلــى ضــرائحهم سـحائب هـامره
انظـر بنـى الشمس الأمور أبادهم
ملـك العبـاد فهـم عظـام نـاخره
وبلاهــم حيــن البريــة بعـدما
روى الأعــاجى مــن كـؤوس حـائره
أسـقى السـيوف دماءهم حتى انتشت
عــن حـوض ذاك الحـوض إلا صـادره
وكذا الرباط القسور البطل الذي
كـان الزمـان يـراه فـردا نادره
وكـذا تغيـب ذلـك الشـهم الـذي
كــانت تخـاف العـاملون بـوادره
كــان العظيــم رمـاده فـدياره
مـأوى الضـيوف، بكـل خيـر عامره
سـل عنـه من ورد البقاع مسافراً
ينــبيك، أوســل جـاره أو زائره
يـا لهـف نفسـي والتلهّـف قاتلي
لـو كـان سـاعده الزمـان وظاهره
يا صاح إن أنفقت عمرك في البكا
وعلـت مـدامعك السـحاب الهـامره
ونسـيت أولاد الربـاط فـأنت قـد
مــرّتْ دهـورك فـي صـناع مشـاعره
كـانوا صـناديد الوجـوه وروحـه
كـانوا أسـوداً في البقاع أكساره
كــانوا معـادن للنـدى وأكفهـم
كــانت سـحاباً أو بحـاراً زاخـره
برك الزمان على حماهمو فانثنوا
صـرعى كأعجـاز النخيـل النـاخره
وأرتهمـوا سـحب السـيوف بروقها
ورعودهــا فـإذا همـو بالسـاهره
فصـل الـذي أوصـى لهـم أوصالهم
بــالبيض إذ ظنــت سـيوف بـاتره
فسـقى الغمـام ضـرائحاً غمرتهمو
أيـدي الحمـام، بأهـل ودى ماطره
وحبــاهم الرحمــن جــلّ جلالــه
جنــات عــدن فــي ريـاض ناضـره
يـا رب فـي الأولـى سترت عيوبهم
فـاغفر لهـم مـا قدّموا في الآخره