
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دمعــي ينـم علـى فـؤادي المغـرم
فلأُبْـــدِلَنِّ بــه مســيلا مــن دمــي
فأنـا القتيـل بحبّـه مـنْ أحببتـهُ
وقــد اصــطفيت فلا يُلمُنــي لــوّمي
مـن ذا ينـازعني الغـرام وقد رأى
شـــربي لأبحرهــ، فمــا ملأت فمــي
فــأبو الغـرام أنـا بجـدي حُزتـه
وبــه علــوت علــى محــل الأنجــمِ
قـد ذاب جسـمي فـي معانـاة الهوى
وانــدق فـي ثقـل الصـبابة أعظمـي
فبقيــت روحــا جُـرِّدتْ عـن جسـمها
مــذ حَلَّلَـتْ لطـف الهـوى المسـتحكمِ
فيهـــا لأنــواع الجحيــم تضــرُّمٌ
يعلـو مـداه علـى السـحاب المظلـمِ
حلـو علـى مـا فيـه من ألم الجوى
فــاعجب لحُلْـوٍ فـي المذاقـة مـؤلمِ
قـد جبـت أقطـار الصـبابة مرضـعا
وغــدا بهــا زمـن الشـباب مُخيمـي
قـد صـار تيـهُ العشـق موطني الذي
فيــه ربيــت ومنـه أبعَـث فـأعلمي
وبقفـــره أحييْـــتُ دهــري كلــه
أردُ الريـــاض وكــل صــافٍ منعــمِ
وبكـــل واد قـــد ســلكْتُ لــدره
بــرقٌ يفـوق علـى اللهيـب المضـرمِ
تــأتي إلــى الأبصـار منـه أشـعة
هـي فـي عيـون الغَيْـرِ مثـل الأسـهمِ
لا يســــتطيع جـــوازه إلاَّ فـــتىً
قــدماه قــد رســخت بأصــْلٍ محكـمِ
يــدعى علـى طـول الزمـان متيمـاً
لا يســـتجيز نـــداء غيــر مــتيمِ
يمتــص كاســات الهــوى مسـتحلياً
لــو أن فيهــا مثـل طعـم العلقـمِ
عــزت فليــس فـتى ينـال وصـالها
حـــتى يريـــق دمــوعه كالعنــدمِ
مســـتحلياً مـــن دره مســـتحلباً
مــن درهــ، إذْ كـان حلـو المطعـمِ
فلأجــل ذا قــد عشـت فيـه مفـرداً
مــا جــازني فيــه فــتى إلا عمِـى
لـم يُنسـني أوصـاف هاتيـك الرُّبـى
إلاً صــــفات الهاشـــمي المُكْـــرَمِ
هو أحمد الهادي البشير المنذر ال
زَاكــي المنيــر الـوجْه للمسـتَعْلِمِ
مــن قبــل مولــده تُيقّــنَ أنــه
يهـدي الأنـام إلـى الصـراط الأقـومِ
فــأتى الكليــم مبشـراً عـن ربـه
بقـــدومه وابــن الزكيــة مريــمِ
وتحــدث الأحبــار والكهــان عــن
أخبـــاره تحلــو بقلــب المســلمِ
ولـــدته آمنــة بمكــة فــانثنت
محفوفــــةً بالمرســــلات الحُـــوَّمِ
زمــر الملائك حيــن أشــرق نـوره
بقصــور بُصــرى الشـام غيـر مُكتَّـمِ
ونشــا بتلــك الأرض أحســن نشـأةٍ
يــدعَى الأميــن لخلقــه المسـتعظمِ
وأتـــاه جبريـــل فشــقَّ فــؤاده
وأجــاد فــي تغســيله مــن زمـزمِ
وحشـــاه إيمانـــاً ودرَّ ســـكينةٍ
وملاهُ مــن حُكــم الكريــم الأكــرمِ
فمضـــت عليــه أربعــون مهــذباً
مــا ضــحكة فيهــا بغيــر تبســُّمِ
أعلـــى قريـــشٍ خلقــةً وخلائقــاً
كـــلٌّ يقـــرُّ بفضـــله المســتحكمِ
فــــأتته حينئذٍ رســـالة ربِّـــه
أنْ أنــذر الثقليْــن نــار جهنــمِ
فـــدعاهمو جهــراً بمكــة وحْــدهُ
وهــو الصـَّبور علـى البلاء المـبرمِ
وحبـــــاه ربّ العــــالمين دلائلاً
مشـــهورةً تهـــدي لـــدينٍ قيِّـــمِ
قــد أنبــع اللــه الـزلال بكفِّـه
كـالبحر بيـن اللحـم ينْبـع والـدمِ
وانشــق بــدْرُ الـتيم معجـزةً لـه
فـرأى البصـير هدى له انساق العَمِى
والجــزع حــنَّ إليـه عنـد فراقـه
مثـــل العشـــار بريِّـــة وترنُّــمِ
لــو لــم يُســَكّنه لــدام بكـاؤه
أبــداً إلــى لُقْيــا الملاك الأعظـمِ
وتكلَّمــتْ عجــمُ البهــائم عنــدهُ
بفــمٍ فصــيح القــول ليـس بـأعجمِ
كــالظَّبْى والضــبّ اللـذين تأدّبـا
عنــد التشــهد بالســان المفهــمِ
وأطــاعت الأشــجار عنــد دُعــائه
فســـعتْ لخـــدمته بغيــر تلعثــمِ
وسـع الـورى بعطـاه فهـو أب لهـم
روحــى الفـداءُ لـذا الأب المتكـرمِ
واختـــص أمتــه الكريــمُ لأجلــه
بخصـــائص شـــرفاً كحــلِّ المُعْتــمِ
ولفضــلهم جعــل الأراضــي مسـجداً
وترابهـــا طهـــر لفعـــل تيمُّــمِ
وأزال عنهـــم إصــرهم وأصــارهم
شــهداً علــى كـل الـورى المتقـدمِ
والرعـب يبصـره يسـير الشـهر فـي
قصــد العــداة فهـدّ قلـب المجـرمِ
أفنــى عديــد الشـرك منـه بهمـةٍ
تتهـــدَّم الـــدنيا ولــم يتهــدمِ
فــبيوم بــدرٍ قـد سـقاهم أكؤسـاً
صــرعتْ كــؤوس الكفــر وسـط جهنَّـمِ
ولــدى حُنيــن قــد أزال جمـوعهم
بثبــاته، إذا فــرّ أهــل الموسـمِ
وغـدا يقـولُ: أنـا النـبيّ، بصوته
العــالي فيصــمىِ كــلَّ ليـثٍ معلـمِ
ورمـى بكـف الرمـل أوجههـم فمـا
منهـــم فـــتىً إلا بعينيــه رُمــىِ
فـأتى إليـه الصحب قد ندموا على
ذاك الفــرار وقــد تـردُّوا بالـدَّمِ
فســقوهمو حُمْــرَ الحتـوف بسـُمْرهم
ورق الأســـنة فـــي مجــال مقســمِ
حـتى اسـتباحوا سـبيهم فـي مغنـم
بيــد الرســول لمــن يريـدُ مقسـمِ
وبخيـــبر شــاعت معــالي عزمــه
فغـــدا مخـــالفهُ ضـــجيع تنــدُّمِ
خرجـــوا للقيـــاه بكــل مجــرب
مــن جمعهــم بلظـى الحـروب مُسـوَّمِ
فـأذاقهم طعـم المنايـا فاغتـدوا
جــزر الســباع وكــل كِســْرٍ قشـعمِ
ولكـــم أراد خصــومه استئصــاله
فــأتوا بجيــش قــد رضـوه عرمـرمِ
فاجتــاح بيضــهمو بــبيض سـيوفه
وبكـــل أســـمر كالســهام مقــوَّمِ
وغــدت قلــوبهم حيـارى وانثنـوا
ونطــاقُ ذاك الجمــع غيــر منظَّــمِ
حــتى أقــام لــه المهيـنُ دينـه
وغــدت بــه أهـلُ العـزائم تحتمـي
مـاذا أقـول ووصـفه فـي محكـم ال
قــرآن أُنْــزِل فـي الزمـان الأقـدم
يُتْلــى علــى مـرِّ الـدهور وحلـوهُ
بتصـــرم الأزمـــان غيـــر مصــرمِ
والمعجـــزات كـــثيرةٌ لا تنتهــي
مــن ذا الــذي يقـوى لعـدِّ الأنجـمِ
والعيــن رمْــدى والفـؤاد لأجلهـا
قلــق فيستعصــى الكلام علــى فمـي
يــا خيــر مبعــوث وأكـرم مرسـلٍ
أنــت الملاذ لــدى الزحـام الأعظـم
مــا زال إبراهيــم يقصــد أنــه
بِعُــرَى مــديحك للبقــاع وينتمــي
حــتى أتــى والميــم تشـهد أنـه
لا ينتهـــي كـــدوائرٍ لــم تَخْــرمِ
ومـــرادُّه يــوم القيــام شــرْبةٌ
مــن كفَـك الرحـب الخميـل المنعـمِ
يــارب صــل علــى النــبي وآلـه
وصـــحابه طـــول الزمــان وســلِّمِ