
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســتون، مـا أنـت ياسـتون ؟إنـذار
أن الــردى مقبــل والعيـش إدبـار
وأن تشــرين عــن كــانون حــدثنا
مـن بعـد مـا غـاب فـي نيسان أيار
قــرأت عنــك ولا أدري مــتى قـرأت
عينــاي عنــك فـإن الـذكر أطـوار
قـد أعـذر اللـه مـن مد السنين له
ســتين والمــد فيمــا زاد إيثـار
ولــو تجلـى لـي المحجـوب مـافرحت
نفسـي إذا مـد لـي في العمر مقدار
أنـى يكـون الـذي يـأتي الزمان به
خيـرا مـن الـذاهب الماضـي فأختار
لـولا الأحبـة فـي الـدنيا لما بقيت
لـي ليلـة مـن نميـر الحـب تمتـار
ليــل المشــيب بلا كــأس ولا وتــر
والليـل عنـد الصـبا كـأس وأوتـار
قـالت هلـم إلـى الصـهباء قلت لها
هيهــات إن شــراب الشــيخ أكـدار
لـم يبـق فـي ليلنـا كـأس ترف بها
خمــر الــدنان ولا نــور ولا نــار
ولا النســائم يجلــو سـحرها سـحرا
بــالعطر زهــر وبالألحــان أطيـار
لـم تبـق إلا البـواطي وهـي خاويـة
إلا مـن الـذكر قـد غـامت به الدار
لــم تبــق إلا ســويعات نعـد لهـا
عــد البخيـل إذا مـا ضـاع دينـار
إذا صـحونا، إذا نمنا، إذا ارتفعت
أصــواتنا أو ســرى بـالهمس تيـار
مـا أقصـر العمـر مهما مد فيه لنا
كأنمــا الميـل بعـد المـد أشـبار
تمضـي الثـواني ولـو قلنا سنحبسها
لطـار بالقيـد بـل بالسـجن إعصـار
أنــى لهـا وقفـة والسـير ديـدنها
فــي رحلــة كلهــا شــد وتســيار
تمضـي سـراعا فلا تـدري السنون لها
إلا وقـــد غالهـــا طــي وإضــمار
فهـل درى المحتسـى والكـأس مترعـة
أن الفــراغ بقــاع الكــأس مـوّار
وأن فــي قطــرة صــغرى تجيـش بـه
دهــرا يحــدث عمــا فيــه أدهـار
مـن غيهـب القـبر مالسر المحيط به
إن كـان للقـبر بعـد المـوت أسرار
مــاذا تريــدين ياســتون؟ عاصـفة
مــن السـرور لهـا طبـل ومزمـار؟
والليـل قـد نـاح بـالأوزار فادحـة
حـتى كـأن المنـى فـي الليل أوزار
لــن تســمعي غيــر آهــات مروعـة
يشدو بها الركب إن حلّوا وإن ساروا
إنــا نســينا مـع الأيـام فرحتنـا
لمــا نــأت بحـديث القلـب أوطـار
أيـام كنـا إذا طـاف الغـرام بنـا
طـافت بـه مـن نـدي اللحـن أبكـار
أيـام كنـا إذا ضـاق الفضـاء بنـا
لـم يبـق مـن فعلنـا بالليل أقطار
أيـام كـان الصـبا الريـان في شغل
عنـا بليلـى ومـن بالدير قد داروا
لا يبــق مــن كـل مـا كنـا نـؤمله
فـي الـدير بعـد الصبا والحب ديار
لــم يبــق مـن كـل ماكنـا نـؤمله
إلا رســــــوم وأطلال وأطمــــــار
كنـا نغـالب فـي الخمسـين حيرتنـا
واليـوم لـم يبـق في الستين محتار
فإنمــا هــي أوهــام نهيـم بهــا
وإنمـــا هـــي أشــجان وأشــعار