
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا الـدارُ داري ولا الأوطـارُ أوطـاري
أمسـَى ضـياعِي حـديثَ المدْلِج السَّاري
مسـتوفز الحسـ, لا نـوم ألـوذ بـه
ولا ســمير لــه أفضــي بأســراري
مـاذا جنيت? وماذا يا ترى اقترفت
يـداي فـي الحـب مـن ذنب وأوزار?
حــتى أُحمَّــل هـمّ الليـل مغتربـاً
وزراً تنـــوء بــه أكتــاف جبــار
أرنـو إلـى الأفـق فـي شوق لعل به
نجمــاً يـرقّ لعسـري بعـد إيسـاري
وأســأل الليـلَ لمـا طـال طـائلُه
عـن فجـر كـانون لا عـن فجـر أيار
والليـل يعجـب مـن حالي ويسخر من
سـعيي إلـى الفجـر فـي جِدٍّ وإصرار
حــتى إذا لاح فجــر فــي أواخـره
كــان النـذير بليـل سـاخر ضـاري
يـا ليـلَ لندن في كانون, أين ترى
داري وإلفـــي وأصــحابي وزوَّاري?
أيـن العيـون الـتي كانت تغازلني
في سفح (شمسان) بل توحي بأشعاري?
أيـن الشـفاه الـتي كانت تشاطرني
فـي شـط (حقـات) أقدامي وأسماري?
وأيـن , أيـن حـديث المـوج ينقله
مــن حـول (صـيرة) تيـارٌ لتيـار?
وأين, أيــن ذيــول كـان يسـحبها
عهـد الهـوى بيـن آصـال وأسـحار?
يـا هـل تـرى ترجـع الأيام دورتها
فـي ظـل عهـد بلحـن الحـب مـوار?
أم ليـس إلا لنـا الذكرى نلوذ بها
مــن هـول داجٍ مـن الأشـجان زخَّـار
مـاذا جـرى لحليـف الـدار يهجرها
حـتى غـدا اليـوم ديّـاراً بلا دار?
يهيـم كالفُلْـك تجـري دونمـا هـدف
فـي اليـم لا دفـة فيهـا ولا صـاري
للطيـر فـي الليل أوكار تعود لها
فـأين يـا ليـل فـي دنياك أوكاري
تسـاقطت أم ذَرَتْهـا الريح أم عبثت
فيهــا الصــقور بمنقـار وأظفـار
مـاذا أفـاد جنـاحي حيـن طـرت به
بحثـاً عـن الـوكر من غاب إلى غار
قــوادمي والخــوافي كلهـا تعبـت
مــن رحلــتي فهـي أنضـاء لأسـفار
أنــا المهيـض بلا وكـر أنـال بـه
دفئاً فيرتــد شـأوي بعـد إقصـاري
ألملـم الريـش مـن حـولي ليدفئني
وأيـن للريـش جمـع بعـد إعصـار?!
وكيــف أقطــع ليلاً لا أنيــس بــه
والريـح تـزأر والأسـداف كالقار?!
وليـس لـي فـي الدجى نجم يسامرني
قـد أقفـر الليـل من نور ومن نار
ليــل الشـتاء طويـل كيـف أقطعـه
قـد ضاع في الليل تطوافي وتسياري
مـاذا دها البلبل الشادي وكان له
فـي الروض وكر على نبع به جاري?!
يشــدو بـه بيـن أفـراخ حواصـلها
زغــب بلحــن لــه كـالنبع ثـرَّار
ويجمــع القــش مـن عشـب يجـاوره
والحَــبَّ مــن ســنبل غـضٍّ وأشـجار
والإلـف فـي وكـره الشـادي تبادله
لحنــاً بلحــن وأوطــاراً بأوطـار
مــاذا دهـاه فأمسـى مـا بسـاحته
وكـر, يقـي الطير من ضيم وأوضار?
وكـر يقيـه الأذى والليـل ليـس به
إلا الأذى إن يطُــف ليــل بأطيــار
مـا ذنبـه حين يلقى الليل في جزع
وهو الوحيد, غريب, الدار, والجار?
هــل ذنبــه أنـه يخشـى الظلام إذا
وافـى فـألقى بـه فـي لجـه العاري
أم ذنبـــه أنـــه طيــر وأن لــه
لحنــا ينــوح علــى طيـر وأزهـار
علـى الوكـور الـتي غـابت فليس له
مــن بعــدها غيــر أطلال وأطمــار
أيــام كنــا إذا لاح الضـياء لنـا
نظفــر الفجــر إكليلا مــن الغـار
وننســج الشــمس إن مــدّت أشـعتها
أثــواب عطــر علـى أعطـاف أبكـار
لإأيـن تلـك المنـى يا ليل هل ذهبت
كيمـا تعـود لنـا مـن بعـد إدبـار
وهــل تــرى ترجــع الأيـام ناعمـة
تهفـو لشـعري الـذي غنـى وأوتـاري
أم ليـس مـن عـودة فالليـل يحبسها
عنــي ليجنـي غلـى لحنـي وقيثـاري