
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
"مُقْهوِيَــةٌ!" إنِّـي "مُقهْـوٍ!" فبيننـا
ربــاط مــن الفــنِّ الخــدوم مقـدَّس
فلا تفزعــي مــن نــاظريَّ إذا هُمــا
ألحَّــا فهــذا الحسـنُ يغـري ويـؤنس
طــويت "ســُمارا" قمــة بعـد قمَّــة
فــراق مكــان أنــتِ فيــه ومجلــس
وبـــي ظمــأ، لــم ينقطعْ! وتطلُّــعٌ
وعنــدك، مــن هــذا الضـنى متنفـس
تحلــق بــي ســيارة، فــي شــعافه
أكــاد أمــس الشــمس منهـا وألمـس
علــى ظهـر أفعـى تلتـوي فـي تـوثب
وتمتـــد، أو تلتفُّـــ، أو تتحســـَّسُ
كأنَّــكِ فــي حصــنٍ منيعٍــ، حُماتــه
طريقــ، مـن الغـازى المدجَّـج أشـرس
وحســنك ترعــاه الطبيعــة مثلمــا
تصــون البحـار الـدرُّ حرصـاً وتحـرُسُ
علــى جــانبيه "سابـــرىٌ" منمنــمٌ
مـن الأخضـر الحـاني، بهيجٌ مسندسُ(1)
ومــن تحتــه "قـاع" موشَّــى معصــَّب
تضـــوَّع منــه ياســمينٌ ونرجســُ(2)
مـن السـفح حيث الورد استهول الذُّرى
وفــوق ذُراه أبصــرُ الســَّفحَ يــؤنِسُ
إذا أزبـدتْ سـيارتي فــي صعـودهــا
تخلَّـــف عنهــا ثابتــاتٌ وخنَّســُ(3)
يـدوِّي صداهــا فــي الفضــاء كـأنه
هـــدير خيـــال شــاعرٍ يتبجَّســُ(4)
تفـور فتمضــي مثــل سهــمٍ، تخافـه
جـوارٍ، تجلَّـى فـي المجـرَّة، كنَّسـُ(5)
إليكِـ، تجوز الليل أو تقطـع الضّـُحى
فمنزلــك العـالى مـن الصـخر مـؤنسُ
ومــا "مفرج" عنـد الشجـىِّ "بمفـرج"
إذا لـم يكـن فيه المضيف المنفِّس(7)
ولـم تحـل منــذ الجاهليـة قهـــوة
إذا لـــم تقـــدمها خــرائد أنَّــس
فيرتـاح ماشـٍ، فـي الجبـال، وراكـبٌ
مـن القيظـ، لهَّـاث، مـن البرد مرعس
وكــم ســاعة تنسـيك عمــراً مشـرداً
لسـاعة أُنسـٍ، مـن مـدى العمر، أنفسُ
تواتيــك والأيــام غــمٌّ وكربـــــة
فتطــوى همــوم، موجعــات، وأبــؤس
وأحلـى ثـواني الـدهر تـأتي فجـاءة
بلا موعــد، فيهــا النعيـم المجنَّـسُ
فخـذها، إذا مـا أقبلتْـ، فمقامهــا
قليلــ، فــإن الـدهر يعطـى فيحبـس
والأم ســاخ، حاســد مــن ســخا لـه
وأنكــد مـا يهـدى العطـاء المنجَّـس
قوافــــل آلات وعنــــس تجمعـــــت
وقـد كـدها الـوعر العسـير المكـدَّس
فمـن ظـامىء قـد جـفَّ في السير ريقه
ومـــاؤك عــذبٌ سلســبيل تَسَلَّســُ(8)
ومـن جـائع لـم يلـق في الريح خبزه
وليـس لـه إلاَّ لديك المعرَّس(9)
تقـولين لي: "هـذا الثَّريد" وإننــي
ليشـبعني منـك الحـديث المملسـ(10)
كلامــك موســيقى نــديم مهــامـــس
وأجمـــل معشـــوق يقـــول فيهمــس
و"مَصـوَنُك" الغالــي أنيــق محبـــب
ولـولاه لـم يعشـق حريـر وسندسـ(11)
وصـفتِ "بنـات الصحنِ" في الشهد رتعاً
حنـانيك! أنـت الشـهد والمتلمَّس(12)
وذقـتُ "السَّبايـا" من يديـك نواعمـاً
فلـم يغرني فوق الموائد "كُسْكس"(13)
ولـم أر "كالسّوســي" شهيــاً منسّـَقاً
تزعفـره خـود مـن الغصـن أميسـ(14)
فلا تعجــبي مــن نظرتــي فـي تحيـر
ففيــك تــرى الـدنيا عيـونٌ وأنفـس
ولا تســأليني كيــف جئت فمـا أنــا
غريبـــ، ولا مســـتهتر متملِّســ(15)
كلانـا "يقهـوى" النـاس مـن عهد آدمٍ
فبنُّـــك أكـــواب، وخمـــري أكــؤس
تقهـــوين رواد الهضــاب ببنـهـــا
وبَــثي أنـا شـعر مـن الـراح أسـلس
يغنَّـى بـك العشـاق في السهل والربى
ويــروي غرامــي ذو بيــان وأخــرس
هنـا اليمـن الخضراء في موكب المنى
هنـا الـوطن الآسـمى! هنـا المتنفـس
زميلان شــتى ألَّــف الفــن بيننـــا
وكـم يجمـع الشـتَّى الـتراب المقـدس
ويطربنــي حســن الطبيعــة عاريــاً
ويفتننــي فيــك الجمــال الملبَّــس
تقول:"ضــنٍ فــي غربــة متنقِّــــل"
صـدقتِ! فصـبحي مثـل ليلـي حندس(16)
رمـى بـي أهلي! كـم رمـوا مـن مهذَّب
فأعـــدى عـــداهم مصـــلح متحمــس
يريــدون دجْلاً إذ أريــد حقيقـــــة
ألا إنَّ مــن يبغــي الحقيقــة يُفلـس
ومـن أيـن تحيـا أمـة فـي محيطهــا
يطيــب مقامــاً فـي الأنـام المـدلِّس
وكيــف يكــون الطفـل ذخـراً لأهلــه
إذا كــان مـن أهـل الضـلال المـدرِّس
بلينـــا بقــوم جاحديــن تألَّبــوا
وقــد يعجـز الوغـد الـذميم فيبخـس
وكــم محــرم، إحرامـه فــي ثيـابه
وفـي صـدره الخبـث القـديم المـدنَّس
لقــد أنكـروا فضـلي وفضـلك دائمـا
ومـا أكلـوه مـن يـديك ومـا احتسوا
ومـا أنـا غـاوٍ فـي الوجـود وإنمـا
رشــيد، وحــظ الرشــد سـوط ومحبـس
ومــن عــاش مثلــي فـي بلاد سـقيمة
يعــاني فلا يلقــى الــدواء فييـأس
فأصـبحت مـن ضـيق الحيـاة وبؤسهــا
أبيتــ، وإن لــم أرضَ – حيـث أغلِّـس
تعـالى معـي نشـرب علـى النجد قهوة
فنســخر مــن أيَّامنــا حيــن تعبـس
ونــأوى إلــى تلــك الظلال وريفــة
فيــا مــا أحيلاهــا لمــن يتشــمس
مـــررتِ بـــآلاف العبـاد ومـا دروا
بأنــــك مثلــــي تدرســـين وأدرس
ويصــعب أن يستكشــف المــرء نفسـه
فيضـــحكنا مـــا يكشــف المتفــرس
تمرَّســت بــالأهواء مــن كــل عـابر
وليــس يبــالي العــارف المتمــرِّس
وجربــت هـذا الخلـق فـي كـل بقعـة
فطـاب لـي الـذئب الـذي يتعسعس(17)
فليـــس لمحـــرابٍ لــديهم مهابــة
أللوحشـ، فـي مرعـى الجـآذر، مقدس؟