
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تســألوها! دعوهـا فـي مآسـيها
فليـس يعلـم الاّ اللـه مـا فيهـا!
حســناء! تيّمهــا صــبّ بهـا كلـف
اضـحى شـريداً بعيـداً عـن مغانيها
تشـكو الـى البـدر اشجانا تسهدها
اذا أطـــل وأشـــواقا تقاســيها
وتسـأل النجـم عـن عنـوان مرقـده
والخـوف يقلقهـا والوجـد يضـنيها
وأيـن القـت بـه الاحـداث منفـردا
وكيــف ينفـق عمـرا والهـاً تيهـا
وهــل يلاقــي صــديقاً فـي تشـرّده
يــأويه فـي غربـة نـار دواهيهـا
قـد علمتنـا الليـالي وهـي صادقة
ان الصــديق عزيــز فـي غواشـيها
اذا سـجا الليـل صاحت من جوانحها
واغربتــاه! وسـالت مـن مآقيهـا!
أفــي الهجيــرة؟ لا مـاء ولا شـجر
يمشـي ويسـري وحيـداً في لياليها؟
اذا نجـا حيـث يسـعى مـن شوائلها
فكيـف يسـلم فيهـا مـن ضـواريها؟
يطـوي النهـار يكـاد القيظ يقتله
ظمـآن والليـل جوعـا فـي فيافيها
أم فـي "تعـز" يعـاني في شوارعها
ولا يلاقــي فراشـا فـي روابيهـا ؟
كـم فـي "عصـيفرة" مـن لاجىـء دنف
يضـمه قرب "عين الخلد" واديها(1)
وهـل تضـيق بـه الـدنيا، حواضرها
ولا تطيـــب لــه داراً بواديهــا؟
ومــا وســادته يحمــي بـه عنقـا
اذا اسـتراح وشـاء النوم ترفيها؟
ضـج الفـراش الـذي أخلاه فـي كمـد
علـى الـذي كـان يحميـه ويحميهـا
لا تعـذلوا ان دعت "ياسين" في قلق
علـى حـبيب أمـانيه امانيهـا (2)
ولا تقولـوا لهـا "صبرا" فما ألفت
صـبرا ولـم يرضـه عنهـا تنائيهـا
نــام الخليّــون لا أيــامهم غـدر
ولا ليـــالهمو ســـود دراريهـــا
وبـــات كــل شــجي فــي تطلعــه
يرعــى النجـوم بلا ألـف يناجيهـا
تجــري مــدامعه فــي كـل زاويـة
ان الــدموع غــزار فـي معانيهـا
فـي الحـر مروحـة، في القر مدفأة
كواحــة بعــد أعيــاء توافيهــا
تمــر بـالمنزل المهجـور مكتئبـاً
يبكـي الزمـان الـذي ولَّى فيبكيها
شــموعه أطفأتهـا السـافيات فمـا
تبــدو سـوى عـبرات فـي بواقيهـا
ومزّقـــت نـــوب حمـــر ســتائره
مـن أيـن يفلح في الدنيا تلافيها؟
تنكـر النـاس فـي حـرص وفـي هلـع
طبيعــة النــاس ألـوان أفاعيهـا
خلـت مـن الفـرح المعهـود ساحتها
وكــان كــل ســرور فـي حواشـيها
ولــم تعــد نغـم الاوتـار صـادحة
ولــم يـك الأنـس الا مـن قوافيهـا
لـو تنطـق الـدار اشجتنا حجارتها
بمـا يـثير الضـنى فيهـا ويشجيها
فللمنـــــازل كالســــكان أفئدة
تخفـي الصبابة في البلوى وتبديها
وللبلاد، كمـــا للأمـــ، عاطفـــة
ولا أرى لحنيــــن الأم تشــــبيها
هنـا هـواه بهـا، قـد كـان مولده
هنـا هواهـا بـه مـا آنفك يبليها
هنـــا ســريرته فاضــت بلــوعته
هنــا تجلّــت أمـان كـان يخفيهـا
مـا زال فـي مسـمعيها غيـر منقطع
عتـابه فـي الربيـع الصحو يرضيها
هنـا صـباها، هنـا طـابت شبيبتها
فـي لـذّة، كل ما في الدار يحكيها
آثارهـا لـم تـزل كـالقلب نابضـة
فـي خدِّها، تبعث الذكرى، وفي فيها
وكيـف تسـلوا غرامـا لم يزل ضرما
وأيـــن تصــدف أحــوالا تســلِّيها
أمامهــا طيفــه يختـال فـي مـرح
تعطيـه مـن دمهـا الغالي ويعطيها
وســاعة فــي لقــاء غيـر مرتقـب
قـد كـان يشـفيه مـن شوق ويشفيها
لـم ينجـب العمر أحلى من دقائقها
وليـس فـي العيد من تهوى فيغريها
لمـن تخضـبها فـي العيـد جارتهـا
فـي مـوكب العيـد الا مـا يعنيهـا
لمـن يفوح عليها المندلي (3) وما
ومـــن ترائبهــا تحلــو لآليهــا
لمــن ملابســها تزهــو حرائرهــا
بلا خليــل علــى الـوادي يغنّيهـا
وهــل تعيِّـد ذات الطـوق فـي فنـن
مشــردا فــي متاهــات يعانيهــا
يـا عيـد! لا كنـتَ عيـداً في تغيبه
ايــامه فيــه عبـدا فـي ملاهيهـا
لا يطــرب العيـد الا خاليـا عرفـت
حــتى يكــون بمـن تهـوى تلاقيهـا
ولــن يكـون لهـا عيـد تـروق بـه
فمـن يحـس لهـا؟ أو مـن يعزّيهـا؟
وليـس فـي العيـد ترضى من يهنئها
مـرَّت سـراعا، وأغلـى مـن ثوانيها