
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَـدَوتَ مَريـضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني
لِتَســمَعَ أَنبــاءَ الأُمـورِ الصـَحائِحِ
فَلا تَـأكُلَن مـا أَخـرَجَ الماءُ ظالِماً
وَلا تَبـغِ قوتـاً مِـن غَريـضِ الذَبائِحِ
وَأَبيَـــضَ أُمّـــاتٍ أَرادَت صـــَريحَهُ
لِأَطفالِهــا دونَ الغَـواني الصـَرائِحِ
وَلا تَفجَعَــنَّ الطَيــرَ وَهــيَ غَوافِـلٌ
بِمـا وَضـَعَت فَـالظُلمُ شـَرُّ القَبـائِحِ
وَدَع ضـَربَ النَحـلِ الَّـذي بَكَـرَت لَـهُ
كَواســِبَ مِــن أَزهـارِ نَبـتٍ فَـوائِحِ
فَمــا أَحرَزَتـهُ كَـي يَكـونَ لِغَيرِهـا
وَلا جَمَعَتـــهُ لِلنَـــدى وَالمَنــائِحِ
مَسـَحتُ يَـدَي مِـن كُـلِّ هَـذا فَلَيتَنـي
أَبَهـتُ لِشـَأني قَبـلَ شـَيبِ المَسـائِحِ
بَنــي زَمنـي هَـل تَعلَمـونَ سـَرائِراً
عَلِمــتُ وَلَكِنّــي بِهــا غَيـرُ بـائِحِ
ســَرَيتُم عَلــى غَــيٍّ فَهَلّا اِهتَـدَيتُمُ
بِمــا خَيَّرتُكُــم صـافِياتُ القَـرائِحِ
وَصـاحَ بِكُـم داعِـيَ الضـَلالِ فَما لَكُم
أَجَبتُـم عَلـى مـا خَيَّلَـت كُـلَّ صـائِحِ
مَتّـى ماكَشـَفتُم عَـن حَقـائِقِ دينِكُـم
تَكَشــَّفتُم عَــن مُخزَيــاتِ الفَضـائِحِ
فَإِن تَرشُدوا لا تَخضِبوا السَيفَ مِن دَمٍ
وَلا تُلزِمـوا الأَميـالَ سـَبرَ الجَرائِحِ
وَيُعجِبُنـــي دَأبُ الَّــذينَ تَرَهَّبــوا
سـِوى أَكلِهِـم كَـدَّ النُفـوسِ الشَحائِحِ
وَأَطيَــبُ مِنهُـم مَطعَمـاً فـي حَيـاتِهِ
ســـُعاةُ حَلالٍ بَيـــنَ غَـــادٍ وَرائِحِ
فَمـا حَبَـسَ النَفـسَ المَسـيحُ تَعَبُّـداً
وَلَكِـن مَشـى فـي الأَرضِ مِشـيَةَ سـائِحِ
يُغَيِّبُنـي فـي التُـربِ مَـن هُـوَ كارِهٌ
إِذا لَــم يُغَيِّبنـي كَريـهُ الـرَوائِحِ
وَمَــن يَتَــوَقّى أَن يُجــاوِرَ أَعظُمـاً
كَــأَعظُمِ تِلـكَ الهالِكـاتِ الطَـرائِحِ
وَمِــن شــَرِّ أَخلاقِ الأَنيــسِ وَفِعلِهِـم
خُـوارُ النَـواعي وَاِلتِـدامُ النَوائِحِ
وَأَصــفَحُ عَـن ذَنـبِ الصـَديقِ وَغَيـرِهِ
لِسـُكنايَ بَيـتَ الحَـقِّ بَيـنَ الصَفائِحِ
وَأَزهَـدُ فـي مَـدحِ الفَـتى عِندَ صِدقِهِ
فَكَيــفَ قُبــولي كاذِبـاتِ المَـدائِحِ
وَمـا زالَـت النَفـسُ اللَجـوجُ مَطِيَّـةً
إِلـى أَن غَدَت إِحدى الرَذايا الطَلائِحِ
وَمــا يَنفَــعُ الإِنسـانَ أَنَّ غَمائِمـاً
تَســُحُّ عَلَيـهِ تَحـتَ إِحـدى الضـَرائِحِ
وَلَـو كـانَ فـي قُربٍ مِنَ الماءِ رَغبَةٌ
لَنــافَسَ نـاسٌ فـي قُبـورِ البَطـائِحِ
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).