
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا شـَجَرَ العُـرا أوسِعتِ رِيّاً
فَقَـد جَـفَّ العِضـاهُ وَلَـم تَجُفّي
وَمــا يَبقــى إِذا فَتَّشـتَ حَـيٌّ
تَخَيُّــرُهُ الحَــوادِثُ أَو تُنَفّـي
لِكـافورٍ غَـدا الكـافورُ زاداً
وَجَفَّــت أَبحُــرٌ مِــن آلِ جُــفِّ
وَهَـل فـاتَ الحتـوفَ أَخو هُذَيلٍ
كَــأَنَّ مُلاءَتَيــهِ عَلــى هِجــفِّ
أَو العـادي السـُلَيكُ وَصاحِباهُ
أَو الأَســَدِيُّ كَالصــَعلِ الهِـزَفِّ
تَجُــمُّ جُيوشــُها فَيَضـِلُّ فيهـا
فَــتىً يَجتـابُ صـَفّاً بَعـدَ صـَفِ
تَكَلَّفــتَ الوَفــاءَ وَحُـمَّ يَـومٌ
أَراحَ مِـنَ التَـوافي بِـالتَوَفّي
وَدَهـري بِالمُغـارِ أَغـارَ صَبري
وَعَلَّمَنــي التَعَفُّــفَ بِـالتَعَفّي
أَمـا شـُغِلَ الأَنامُ عَنِ التَقافي
بِمـا وَعَـدَ الزَمانُ مِنَ التَقَفّي
وَقَـد صـَدَقَت ظُنـونٌ مِـن رِجـالٍ
تَخَفّـوا مـا تَـوارى بِـالتَخَفّي
رَأوا مُتَســَتِّراً عَنهُــم بِســُدٍّ
لِيَـــأجوجَ كَمُســـتَتِرٍ بِشـــَفِّ
لَقَـد عَجَـبَ القَضـاءُ لِرَكبِ مَوجٍ
يُقـــــابِلُهُ بِمِزمــــارٍ وَدُفِّ
وَلَـو نـالَت عُقـابُ اللوحِ لُبّاً
عَـداها عَـن تَكَفُّئِهـا التَكَفّـي
وَقَد يُغني المُسِفَّ إِلى الدَنايا
تَعَيُّشــُهُ مِــنَ الخـوصِ المُسـَفِّ
وَوَطـءُ السـُفِّ يَحمي الرِجلَ مِنهُ
بَكــورُ يَــدٍ عَلــى ذُرَةٍ بِسـَفِّ
وَكَـم بُسـِطَ البَنانُ فَعادَ صِفراً
وَزارَ الجــودُ كَفّــاً ذاتَ كَـفِّ
وَمـا رَفُّ الكِعـابِ سـِوى عَنـاءٍ
وَإِن عُنِيَـــت لِمَســواكٍ بِــرَفِّ
وَكَــم زُفَّـت إِلـى جَـدَثٍ عَـروسٌ
وَقَــد هَمَّــت إِلـى عُـرُسٍ بِـزَفِّ
أَرى دُنيــاكَ خالَطَهـا قَـذاها
وَأَعيَــت أَن يُهَــذِّبَها مُصــَفّي
بَنوهـا مِثلُهـا فَحَلِلـتَ مِنهـا
بِوَهـــدٍ أَو بِهَضــبٍ أَو بِقُــفِّ
تَهيـجُ صـَغائِرُ الأَشـياءِ خَطبـاً
جَليلاً مـــا ســَناهُ بِمُستَشــَفِّ
وَإِنَّ القَتــلَ فـي أُحُـدٍ وَبَـدرٍ
جَنـى القَتلَيـنِ فـي نَهـرٍ وَطَفِّ
وَإِن لَـذَّ القَبيـحَ غُـواةُ قَـومٍ
فَــإِنَّ الفَضــلَ يُعــرَفُ لِلأَعَـفِّ
وَلَيـسَ عَلَـيَّ غَيـرُ بُلـوغُ جُهدي
وَضــَيفي قــانِعٌ مِنّــي بِضــَفِّ
إِذا اِسـتَثقَلتُ أَثـوابي وَنَعلي
فَثِقلـي فـي التَجَـرُّدِ وَالتَحَفّي
لَعَـــلَّ مَطيَّــةً مِنّــي قَريــبٌ
فَيَحمِــلُ ســَيرُها قَـدَماً بِخُـفِّ
وَمــا ســَلُّ المُهَنَّـدِ لِلتَـوَقّي
كَســـَلِّ المَشــرِفيَّةِ لِلتَشــَفّي
وَلَيــسَ الخَمـسُ ضـارِبَةً بِسـَيفٍ
نَظيــرَ الخِمــسِ ضـارِبَةً بِـدُفِّ
أَبــاغي حَظِّــهِ بِقَنــاً وَخَيـلٍ
كَبـــاغيهِ بِمُنـــوالٍ وَحَـــفِّ
وَمـا الجَبَـلُ الوَقورُ لِجاذِبيهِ
عَلــى العِلّاتِ كَــالجُزءِ الأَخَـفِّ
وَجِســمي شـَمعَةٌ وَالنَفـسُ نـارٌ
إِذا حـانَ الـرَدى خَمَـدَت بِـأُفِّ
أَعَيَّــرتِ النِعــامَ أولاتُ فَـرعٍ
خُلُــوَّ الهــامِ مِـن ريـشٍ وَزِفِّ
لَعَـلَّ النَبـعَ تَثنيـهِ اللَيالي
أَخـــا وَرَقٍ وَنَـــورٍ مُســتَكِفِّ
إِذا مـا القـائِلُ الكِنديُّ ذَلَّت
لَــهُ الأَوزانُ فَــاِعتَرِفي بِشـِفِّ
فَـإِنَّ عُطـارِداً فـي الجَوِّ أَولى
بِــأَن يَـزِنَ الكَلامَ وَأَن يُقَفّـي
وَأَقصـي عَـن مَآرِبِـكَ البَرايـا
وَلا يَغـــرُركَ خِــلٌّ بِــالتَحَفّي
وَفَــذٌّ فــي مَقاصــِدِهِ بَليــغٌ
أَحَــبُّ إِلَــيَّ مِــن إِلـفٍ أَلَـفِّ
لَعَمـرُ أَبيـكَ مـا خـالي بِخالٍ
لِشـــائِمِهِ وَلا شـــُهدي بِهَــفِّ
فَـإِن أُعـطِ القَليلَ يَكُن هَنيئاً
يَجيــءُ المُسـتَميحَ بِغَيـرِ شـَفِّ
إِذا وَرَدَ الفَقيرُ عَلى اِحتِياجي
أَغَثـــتُ لَهيفَــهُ بِالمُســتَدَفِّ
وَلَـو كـانَ الكَـثيرُ لَقَلَّ عِندي
وَأَهــوَنَ بِــالطَفيفِ المُسـتَطَفِّ
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).