
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـرَقٌ بَـدا وَمِـنَ الحَوادِثِ يَفرَقُ
شـَيخٌ يُغـادى بِـالخُطوبِ وَيُطـرَقُ
ســُبحانَ خالِقِنـا وَطـاءٌ أَغبَـرٌ
مِــن تَحتِنـا وَلَـهُ غِطـاءٌ أَزرَقُ
وَالشـُهُبُ في بَحرِ السَماءِ سَوابِحٌ
تَطفـو لِنـاظِرَةِ العُيـونِ وَتَغرَقُ
أَعَرَقـتَ خَيلَكَ في مُحاوَلَةِ الغِنى
وَحَـواهُ غَيـرُكَ مُشـئِمٌ أَو مُعـرِقُ
وَأَخـو الحِجـى فـي أَمرِهِ مُتَحَيّرٌ
جَمَـعَ التَجـارُبَ عُمـرُهُ المُتَفَرِّقُ
وَتَعَهَّـدَ اِبـنُ العَبدِ بُرقَةَ ثَهمِدٍ
فَمَضـى وَشـيكاً وَاِسـتَقَرَّ الأَبـرَقُ
عَزَّ الَّذي أَعفى الجَمادَ فَما تَرى
حَجَــراً يَغَـصُّ بِمَأكَـلٍ أَو يَشـرَقُ
مُتَعَرِّيــاً فــي صـَيفِهِ وَشـِتائِهِ
مــا ريـعَ قَـطُّ لِمَلبَـسٍ يَتَخَـرَّقُ
مُتَجَلِّــداً أَو خِلتُــهُ مُتَلَبِّــداً
لا دَمــعَ فيـهِ بِفـادِحٍ يَتَرَقـرَقُ
لا حِــسَّ يُـؤلِمُهُ فَيُظهِـرُ مُجزَعـاً
إِن راحَ يَضـرِبُ مِلطَـسٌ أَو مِطـرَقُ
لَـم يَغّـدُ غَـدوَةَ طـائِرٍ مُتَكَسـِّبٍ
وافــاهُ يَلقُــطُ أَجـدَلٌ أَو زُرَّقُ
أَحِمـامُ مـا لَكَ في رُكوبِ حَمائِمٍ
وُرقٍ وَمِــن شـَرِّ الرُكـابِ الأَورَقُ
وَالصـَخرُ يَلبَـثُ لا يُقـارِفُ مَـرَّةً
ذَنبـاً وَلا هُـوَ مِـن حَيـاءٍ مُطرِقُ
وَالدَهرُ أَخرَقُ ما اِهتَدى لِصَنيعَةٍ
وَبَنــوهُ كُلُّهُــمُ ســَفيهٌ أَخـرَقُ
وَتَشــابَهَت أَجسـامُنا وَتَخـالَفَت
أَغراضـــُنا فَمُغَـــرِّبٌ وَمُشــَرِّقُ
يـا هِـمُّ وَيحَـكَ غَيَّرَتـكَ نَـوائِبٌ
وَالغُصنُ يورِقُ في الزَمانِ وَيورَقُ
مَلَأَت صــَحيفَتَكَ الـذُنوبُ وَفُعلُـكَ
الحِـبرُ الأَحَـمُّ وَفَودُ رَأسِكَ مُهرَقُ
وَكَأَنَّمــا نُفِـضَ الرَمـادُ كَآبَـةً
فَـوقَ الجَـبينِ وَقَلبُـكَ المُتَحَرِّقُ
لِصُّ الكَرى مَلَكَ الرَدى في زَعمِهِم
إِنَّ الحَيـاةَ مِـنَ الأَنـامِ لِتُسرَقُ
مَـن يُعطَ شَيئاً يُستَلَبهُ وَمَن يَنَم
جِنـــحَ الظَلامِ فَــإِنَّهُ ســَيُؤَرَّقُ
زُجِـرَ الغُـرابُ تَطَيُّـراً وَنَقيضـُهُ
ديـكٌ لِأَهـلِ الـدارِ أَبيَـضُ أَفرَقُ
هَــذا السـِفاهُ كَأَنَّنـا حِمضـيَّةٌ
أَو خَيـطُ بِلِقعَـةٍ غَـذاهُ العِشرِقُ
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).