
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَنـي الحَسـَبِ الوَضـّاحِ والشـّرَفِ الجـمِّ
لســانيَ إنْ لــم أرْثِ والـدَكم خصـمي
شــكَوْتُ مــنَ الأيّــامِ تَبــديلَ غـادِرٍ
بِــوافٍ ونَقْلاً مِــنْ ســرورٍ إلــى هَـمِّ
وَحــالاً كَريــشِ النّسـرِ بَيْنـا رأيتُـهُ
جَناحــاً لشــَهْمٍ آضَ رِيشـاً علـى سـَهمِ
ولا مِثْـــلَ فُقْــدانِ الشــّريف محَمّــدٍ
رزِيّـــةَ خَطــبٍ أو جِنايــةَ ذي جُــرْمِ
فيَــا دافنيـهِ فـي الثّـرَى إنّ لحـدَهُ
مَقَــرُّ الثّرَيّــا فـادْفِنوهُ علـى عِلْـمِ
ويــا حــاملي أعْــوادِهِ إنّ فَوْقَهــا
ســَماوِيّ ســِرٍّ فـاتّقوا كـوكبَ الرّجـمِ
ومـــا نَعشـــُهُ إلا كنَعـــشٍ وَجَــدْتُهُ
أبــاً لبَنــاتٍ لا يَخَفــنَ مـن اليُتْـمِ
فَوَيْــحَ المَنايــا لـم يُبْقيّـنَ غايَـةً
طَلعـنَ الثّنايـا واطّلعْـنَ علـى النّجْمِ
أعــاذِلَ إنْ صــُمّ القَنــا عـن نَعْيِـه
فـوا حَسـَدا مِـن بَعـدِهِ للقَنـا الصـُّمِ
بكـى السـّيفُ حـتى أخضـَلَ الدمعُ جَفنَهُ
علـى فـارِسٍ يُرْويـهِ مـن فـارِسِ الدُّهمِ
تَلَــذُّ العَـوالي والظُّبَـى فـي بَنـانِهِ
لِقـاءَ الرّزايـا مـن فُلـولٍ ومـن حَطمِ
وبــاللهِ رَبّــي مــا تَقَلّــدَ صـارِماً
لــه مُشــْبِهٌ فـي يـوْمِ حَـرْبٍ وَلا سـِلمِ
ولا صـاحَ بالخيـل اقـدُمي فـي عَجاجـةٍ
إذا قيــل حِيــدي فــي ضـنْكِها أُمّـي
وَلا صـــَرّفَ الخَطّـــيَّ مثْـــلَ يَمينِــهِ
يَميــنٌ وإنْ كــانَتْ مُعــاوَدَةَ النُّعْـمِ
ولا أمســَكَتْ يُســْرَى عِنانــاً لغــارَةٍ
كيُســراهُ والفُرْســانُ طائشـَةُ العـزْمِ
فيــا قلــبُ لا تُلْحِــقْ بثُكْــلِ محَمّـدٍ
ســِواهُ ليَبقــى ثُكْلُــهُ بَيّـنَ الوَسـْمِ
فــإنّي رأيـتُ الحُـزْنَ للحُـزْنِ ماحِيـاً
كمـا خُـطّ فـي القِرْطـاسِ رَسْمٌ على رَسْمِ
كَرِيـمٌ حليـمُ الجَفـنِ والنّفـسِ لا يـرَى
إذا هوَ أغفى ما يرَى النّاسُ في الحُلْمِ
فـــتىً عَشـــِقَتْهُ البابِليّــةُ حِقْبَــةً
فلــم يَشــفِها منــه برَشـْفٍ ولا لَثْـمِ
كــأنّ حَبــابَ الكــأسِ وَهْــيَ حَبيبـةٌ
إلـى الشَّرْبِ ما يَنفي الحُبابُ من السّمِّ
تَســورُ إليــهِ الــرّاحُ ثــمّ تَهـابُهُ
كـأنَّ الحُمَيّـا لوْعـةٌ فـي ابنَةِ الكَرْمِ
دعَــا حَلَبــاً أُخــتَ الغَرِيّيـنِ مَصـرَعٌ
بِســـيفِ قُوَيْــقٍ للمَكــارِمِ والحــزمِ
أبـي السـّبعَةَ الشـُّهْبِ التي قيلَ إِنّها
مُنَفِّـذَةُ الأقـدارِ فـي العُـرْبِ والعُجْـمِ
فــإنْ كُنْــتُ مَــا ســَمّيْتُهُم فنَباهـةٌ
كَفَتْنــيَ فيهِــمْ أَنْ أُعَرِّفَهــم باســْمِ
فَيـا مَعْشـَرَ البِيـضِ اليَمانيَـةِ اسألي
بَنيـهِ طَعامـاً إنْ سـَغِبتِ إلـى اللّحـمِ
فكُــــلُّ وَليــــدٍ منهُـــمُ ومُجَـــرَّبٍ
لنــا خَلَـفٌ مـن ذلـكَ السـيّدِ الصـَّتْمِ
مَغــــافِرُهُمْ تِيجــــانُهُمْ وحُبَـــاهُمُ
حَمـائِلُهُم وَالفَـرْعُ يُنمـى إلـى الجِذْمِ
مَناجيـــدُ لَبّاســـُونَ كُـــلَّ مُفاضــَةٍ
كـأنّ غَـديراً فـاضَ منهـا عَلـى الجِسْمِ
كــــأنّهُمُ فيهـــا أُســـُودُ خَفِيّـــةٍ
ولكــن علــى أكتادِهـا حُلَـلُ الرُّقْـمِ
كُمــاةً إذا الأعــرافُ كــانتْ أعِنّــةً
فمُغْنيهِــمُ حُسـْنُ الثّبـاتِ عـنِ الحُـزْمِ
يُطيلُـــونَ أرْواقَ الجِيــادِ وطالمــا
ثَنَـــوْهُنَ عُضــْباً غيــرَ رُوقٍ ولا جُــمِّ
إذا مَلأَتْهُــــنّ القَنَــــا جَبَرِيّــــةً
وغيْظــاً فــأوْقَعْنَ الحَفيظـةَ بـاللُّجْمِ
وَرَفّتْـــنَ مَجْــدولَ الشــّكيمِ كأنّمــا
أشـَرْنا إلـى ذاوٍ مـن النّبْـتِ بـالأَزْمِ
فَــوَارِسُ حــرْبٍ يُصـْبحُ المِسـكُ مازِجـاً
بـه الرّكْـضُ نَقْعـاً فـي أُنـوفِهِم الشُّمِّ
فهــذا وقــد كــانَ الشـّريفُ أبـوهُمُ
أميـرَ المَعـاني فـارِسَ النّثْرِ والنّظْمِ
إذا قيــلَ نُســْكٌ فالخَليــلُ بـنُ آزَرٍ
وإن قيـل فَهْـمٌ فالخليـلُ أخـو الفَهْمِ
أقــامتْ بُيــوتُ الشـِّعرِ تُحكِـمُ بعـدهُ
بِنـاءَ المَراثـي وَهْـيَ صُورٌ إلى الهَدْمِ
نَعَيْنــاهُ حــتى للغَزالَــةِ والســُّهَى
فكُــلُّ تَمَنّــى لَـوْ فَـداهُ مِـنَ الحَتْـمِ
ومــا كُلْفَـةُ البَـدْرِ المُنيـرِ قديمَـةً
ولكِنّهــا فــي وَجْهِــهِ أثَــرُ اللَّـدْمِ
فَيـا مُزْمِـعَ التّوْديـعِ إنْ تُمـسِ نائياً
فإنّــكَ دانٍ فــي التّخَيّــلِ والــوَهمِ
كأنّــكَ لــم تُجْـرِرْ قَنـاةً ولـم تُجِـرْ
فَتـاةً ولـم تُجْبِـرْ أميـراً علـى حُكْـمِ
ووجْهُــكَ لـم يُسـْفِرْ ونـارُك لـم تُنِـرْ
ورُمحُــكَ لــم يَعتِـرْ وكَفُّـكَ لـم تَهْـمِ
تَقَـــرّبَ جبريـــلٌ بُروحِـــكَ صــاعِداً
إلــى العــرشِ يُهــديها لجَـدّك والأُمِّ
فـــدُونَكَ مَختُــومَ الرّحيــقِ فإنّمــا
لِتَشــرَبَ منــهُ كــان يُحفـظُ بـالخَتْمِ
ولا تَنْسـَني فـي الحَشـرِ والحـوضِ حوْله
عصــائبُ شــتّى بيــنَ غَـرٍّ إلـى بُهْـمِ
لَعَلّــكَ فــي يــوْمِ القيامـة ذاكـري
فتَســألَ رَبّــي أنْ يُخَفّــفَ مـن إثْمـي
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).