
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أليـس الـذي قـاد الجيـاد مغذةً
روافـل فـي ثـوبٍ من النقع ذائل
يكـاد يـذيب اللجم تأثير حقدها
فيمنعهـا مـن ذاك بـرد المناهل
ومـا وردتهـا مـن صدًى غير أنها
تريـد بـورد الماء حفظ المساحل
وعـادت كـأن الرثـم بعد ورودها
أعـرن احمرار الأفق فقو الجحافل
ومهما يكن يحسبْه حشاً على الندى
فيغـدو علـى أمـواله بـالغوائل
فمــا نـاح قمـري ولا هـب عاصـف
مـن الريـح إلا خـاله صـوت سائل
أطاعـك هـذا الخلـق خوفاً ورغبةً
فواعجبـا مـن تعلـب ابنـة وائل
أكـان لهـا فـي غير عدنان نسبة
فتأمـل أن تعصـيك دون القبـائل
بدوســر جـاورت الفـرات مكرمـاً
كأنــك نجـم فـي علـو المنـازل
فزيّنْتماهــا فـي البلاد وزادهـا
أحقكمـا بالفضـل مـن كـل فاضـل
إذا عـد خلخـالاً لهـا كنت تاجها
ولـم تـزل التيجـان فوق الخلاخل
لأمـرٍ أحـلّ الـزّجّ فـي عقب القنا
ورفعـت الخرصـان فـوق العوامـل
تنـازع فيـك الشـبه بحـر وديمة
ولسـت إلـى مـا يزعمـان بماثـل
إذا قيـل بحـر فهـو ملـح مكـدر
وأنـت نميـر الجود عذب الشمائل
ولســت بغيـثٍ فـوك للـدر معـدن
ولـم نلـف دراً في الغيوث هواطل
إذا مـا أخفـت المـرء جن مخافةً
فـــأيقن أن الأرض كفــة حابــل
يـرى نفسـه فـي ظـل سيفك واقفاً
وبينكمـا بعـد المـدى المتطاول
يظــن سـنيراً مـن تفـاوت لحظـه
ولبنان سارا في القنا والقنابل
إذا أَجَــأٌ وافــى يجــدد عهـده
بنـا أم تراهـا زورةً مـن مواسل
أتتنــا مـن الأتـراك اعلام طيـءٍ
تقـود مـن السـودان حـرة راجـل
وجاشـت مـن الأوزاع رملـة عالـجٍ
ومـا شئت من صم الحصى والجنادل
وهيهـات هيهـات الجبـال صـوامت
وهـذا كـثير النطـق جم الصواهل
وإن ركبوا الجرد العتاقد لغارةٍ
بـدَوْا فـي وثـاقٍ ركب نوقٍ وجامل
فكــم فـارس عَوّضـته مـن جـواده
بــأثمن إلا أنــه غيــر صــاهل
إذا النـاس حلوا شعرهم بنشيدهم
فــدونك منـي كـل حسـناء عاطـل
ومـن كـان يستدعي الجمال بحليةٍ
أضـر بـه فقـد الـبرى والمراسل
كــأن حرامـاً أن تفـارق صـارماً
يكــون لمــا أضـمرت أول فاعـل
فمـن صـارمٍ بـالكف يحمـل كلهـا
ومـن صـارمٍ يختـص بعـض الأنامـل
فمقبـض هـذا السـيف دون ذبـابه
ومقبـض ذاك السـيف دون الحمائل
فليـت الليـالي سـامحتني بناظرٍ
يـراك ومن لي بالضحى في الأصائل
فلــو أن عينـي متعتهـا بنظـرةٍ
إليـك الأمـاني مـا حلمـت بغائل
حسـامك للأعمـار أبـرى من الردى
وعفــوك للجـاني أعـز المعاقـل
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).