
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آَذَنَتْنَـــا بِبَينِهـــا أَســـْمَاءُ
رُبَّ ثَــاوٍ يُمَــلُّ مِنْــهُ الثَّـوَاءُ
آَذَنَتْنَــا بِبَيْنِهــا ثُــمَّ وَلَّــتْ
لَيْـتَ شـِعْرِي مَتَـى يَكُـونُ اللِّقاءُ
بَعْــدَ عَهْــدٍ لَهَـا بِبُرْقَـةِ شـَمَّا
ءَ فَــأَدْنَى دِيارَهــا الْخَلْصــَاءُ
فَالْمُحَيَّــاةُ فَالصــِّفَاحُ فَأَعْنــا
قُ فِتـــاقٍ فَعَـــاذِبٌ فَالْوَفــاءُ
فَرِيــاضُ الْقَطـا فَأَوْدِيَـةُ الشـُّرْ
بُـــبِ فَالشـــُّعْبَتانِ فَـــالْأَبْلَاءُ
لَا أَرَى مَـنْ عَهِدْتُ فِيها فَأَبْكِي الْ
يَـومَ دَلْهـاً وَمَـا يُحِيـرُ الْبُكاءُ
وَبِعَيْنَيْــكَ أَوْقَــدَتْ هِنْـدٌ النَّـا
رَ أَخِيـراً تُلْـوِي بِهَـا الْعَلْيَـاءُ
فَتَنَــوَّرَتُ نارَهــا مِــنْ بَعيــدٍ
بِخَــزارَى هَيهــاتَ مِنْـكَ الصـِّلاءُ
أَوْقَـدَتْها بَيـنَ الْعَقيـقِ فَشَخْصـَي
نِ بِعُــودٍ كَمــا يَلُـوحُ الضـِّياءُ
غَيـرَ أَنِّـي قَدْ أَسْتَعينُ عَلَى الْهَمْ
مِ إِذا خَــفَّ بِــالثَّوِيِّ النَّجَــاءُ
بِزَفُـــوفٍ كَأَنَّهـــا هِقْلَـــةٌ أُمْ
مُ رِئالٍ دَوِّيَّــــــةٌ ســـــَقْفاءُ
آنَســَتْ نَبْــأةً وَأَفْزَعَهـا الْقـنْ
نَـاصُ عَصـْراً وَقَـدْ دَنـا الْإِمْسـاءُ
فَتَـرى خَلْفَهـا مِـنَ الرَّجْعِ وَالْوَقْ
عِ مَنِينــــاً كَـــأَنَّهُ إِهْبـــاءُ
وَطِراقــاً مِــنْ خَلْفِهِــنَّ طِــراقٌ
ســاقِطاتٌ أَلْـوَتْ بِهـا الصـَّحْراءُ
أَتَلَهَّــى بِهـا الْهَـواجِرَ إِذْ كُـلْ
لُ ابْـــنِ هَــمٍّ بَلِيَّــةٌ عَمْيَــاءُ
وَأَتَانــا مِـنَ الحَـوَادِثِ وَالْأَنْــ
بَــاءِ خَطْــبٌ نُعْنَـى بِـهِ وَنُسـاءُ
إِنَّ إِخْوَانَنــا الْأَرَاقِــمَ يَغْلُــو
نَ عَلَيْنــا فــي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ
يَخْلِطُـونَ الْبَريـءَ مِنَّا بِذي الذَّنْ
بِ وَلا يَنْفَــــعُ الْخَلِـــيَّ الْخَلاءُ
زَعَمُـوا أَنَّ كُـلَّ مَـنْ ضـَرَبَ الْعَـيْ
رَ مَــوالٍ لَنــا وَأَنَّــا الـوَلاءُ
أَجْمَعُــوا أَمْرَهُــمْ عِشـَاءً فَلَمَّـا
أَصــْبَحُوا أَصــْبَحَتْ لَهُـمْ ضَوْضـَاءُ
مِـنْ مُنـادٍ وَمِـنْ مُجيـبٍ وَمِـنْ تَصْ
هـــالِ خَيْـــلٍ خِلالَ ذاكَ رُغَــاءُ
أَيُّهــا النَّــاطِقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا
عِنْــدَ عَمْـرٍو وَهَـلْ لِـذاكَ بَقَـاءُ
لا تَخَلْنــا عَلَــى غَراتِــكَ إِنَّـا
قَبْـلُ مـا قَـدْ وَشـَى بِنا الْأَعْداءُ
فَبَقِينــا عَلَـى الشـَّنَاءَةِ تَنْمِـي
نـــا حُصـــُونٌ وَعِــزَّةٌ قَعْســاءُ
قَبْـلَ ما الْيَومِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ النْ
نـــاسِ فِيهــا تَغَيُّــطٌ وَإِبــاءُ
وَكَــأَنَّ الْمَنـونَ تَـرْدِي بِنـا أَرْ
عَـنَ جَوْنـاً يَنْجـابُ عَنْـهُ الْعَمَاءُ
مُكْفَهِــرّاً عَلَـى الْحَـوَادِثِ لَا تَـرْ
تُـــوهُ لِلــدَّهْرِ مُؤْيِــدٌ صــَمَّاءُ
إرَمِــيٌّ بِمِثْلِــهِ جَــالَتِ الْجِــنْ
نُ فَـــــآبَتْ لِخَصــــْمِها الْأَجْلَاءُ
مَلِــكٌ مُقْسـِطٌ وَأَفْضـَلُ مَـنْ يَمْشـي
وَمِــنْ دُونِ مــا لَـدَيْهِ الثَّنـاءُ
اَيَّمـــا خُطَّــةٍ أَرَدْتُــمْ فَــأَدّو
هــا إِلَينـا تُشـْفَى بِهـا الْأَمْلَاءُ
إِنْ نَبَشـْتُمْ مـا بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّا
قِــبِ فِيــهِ الْأَمْــوَاتُ وَالْأَحْيَـاءُ
أَو نَقَشـْتُمْ فَـالنَّقْشُ تَجْشَمُهُ النَّا
سُ وَفيـــهِ الصـــَّلاحُ وَالْإِبْــراءُ
أَو ســَكَتُّمْ عَنَّـا فَكُنَّـا كَمَـنْ أَغْ
مَــضَ عَيْنـاً فـي جَفْنِهـا أَقْـذاءُ
أَو مَنَعْتُـمْ مـا تُسـْأَلُونَ فَمَنْ حُدْ
دِثْتُمُـــوهُ لَــهُ عَلَيْنــا الْعَلَاءُ
هَـلْ عَلِمْتُـمْ أَيَّـامَ يُنْتَهَـبُ النَّا
سُ غِـــواراً لِكُــلِّ حَــيٍّ عُــوَاءُ
إِذْ رَكِبْنـا الْجِمالَ مِنْ سَعَفِ البَحْ
رَيْـنِ سـَيْراً حَتَّـى نَهاها الْحِساءُ
ثُــمَّ مِلْنـا عَلَـى تَمِيـمٍ فَـأَحْرَمْ
نــا وَفِينـا بَنـاتُ قَـوْمٍ إِمـاءُ
لا يُقيـمُ الْعَزِيزُ في الْبَلَدِ السَّهْ
لِ وَلَا يَنْفَــعُ الــذَّلِيلَ النَّجـاءُ
لَيــسَ يُنْجِـي مُـوائِلاً مِـنْ حِـذارٍ
رَأَسُ طَــــــوْدٍ وَحَـــــرَّةٌ رَجْلاءُ
فَمَلَكْنــا بِــذَلِكَ النَّــاسَ حَتَّـى
مَلَـكَ الْمُنْـذِرُ بْـنُ مـاءِ السَّماءِ
وَهُـوَ الـرَّبُّ وَالشـَّهِيدُ عَلَـى يَـو
مِ الْحَيـــــــارَيْنِ وَالْبَلاءُ بَلاءُ
مَلِــكٌ أَضــْرَعَ الْبَرِيَّــةَ لا يُــو
جَــدُ فِيهــا لِمـا لَـدَيْهِ كِفـاءُ
مـا أَصـَابُوا مِـنْ تَغْلَبِـيِّ فَمَطْلو
لٌ عَلَيــهِ إِذا أُصــيبَ العَفــاءُ
كَتَكـالِيفِ قَومِنـا إِذْ غَـزا المُنْ
ذِرُ هَــلْ نَحْـنُ لابْـنِ هِنْـدٍ رِعـاءُ
إِذْ أَحَــلَّ العَلْيَـاءَ قُبَّـةَ مَيْسـُو
نَ فَــأَدْنَى دِيارِهــا العَوْصــاءُ
فَتَـــأَوَّتْ لَـــهُ قَراضــِبَةٌ مِــنْ
كُـــلِّ حَـــيٍّ كَـــأَنَّهُمْ أَلْقــاءُ
فَهَـداهُمْ بِالأَسـْوَدَيْنِ وَأَمْـرُ الْــ
ــلَهِ بِلْـغٌ تَشـْقَى بِـهِ الْأَشـْقِياءُ
إِذْ تَمَنَّــوْنَهُمْ غُــرُوراً فَســَاقَتْ
هُــمْ إِلَيْكُــمْ أُمْنِيَّــةٌ أَشــْراءُ
لَــمْ يَغُرُّوكُــمُ غُــرُوراً وَلَكِــنْ
رَفَـــعَ الآلُ شَخْصــَهُمْ وَالضــَّحَاءُ
أَيُّهــا النَّــاطِقُ المُبَلِّـغُ عَنَّـا
عِنْـدَ عَمْـرٍو وَهَـلْ لِـذاكَ انْتِهَاءُ
إنَّ عَمْـــراً لَنَـــا لَــدَيْهِ خِلَالٌ
غَيْــرَ شــَكٍّ فــي كُلِّهِــنَّ الْبَلَاءُ
مَـنْ لَنـا عِنْـدَهُ مِـنَ الْخَيْرِ آيا
تٌ ثَلَاثٌ فـــي كُلِّهِـــنَّ القَضــاءُ
آيَــةٌ شــَارِقُ الشـَّقيقَةِ إِذْ جَـا
ؤوا جَمِيعــاً لِكُــلِّ حَــيٍّ لِـوَاءُ
حَــوْلَ قَيْــسٍ مُســْتَلْئِمِينَ بِكَبْـشٍ
قَرَظِـــــــيٍّ كَـــــــأَنَّهُ عَبْلَاءُ
وَصــَتِيتٍ مِـنَ الْعَواتِـكِ مـا تَـنْ
هــــــاهُ إِلَّا مُبْيَضـــــَّةٌ رَعْلَاءُ
فَرَدَدْنَــاهُمُ بِطَعْــنٍ كَمــا يَخْــ
ــرُجُ مِـنْ خُرْبَـةِ الْمَـزادِ الْماءُ
وَحَمَلْنـــاهُمُ عَلــى حَــزْمِ ثَهْلَا
نَ شــــِلَالاً وَدُمِّــــيَ الْأَنْســـَاءُ
وَجَبَهْنــاهُمُ بِطَعْــنٍ كَمَــا تُــنْ
هَــزُ فــي جَمَّـةِ الطَّـوِيِّ الـدِّلَاءُ
وَفَعَلْنَــا بِهِـمْ كَمـا عَلِـمَ الـلَ
هُ وَمَــا إِنْ لِلْحــائِنينَ دِمــاءُ
ثُـمَّ حُجْـراً أَعْنِـي ابْـنَ أُمِّ قَطَامٍ
وَلَــــهُ فَارِســــِيَّةٌ خَضــــْرَاءُ
أَســَدٌ فــي اللِّقـاءَ وَرْدٌ هَمُـوسٌ
وَرَبِيـــعٌ إِنْ شـــَمَّرَتْ غَبْـــراءُ
وَفَكَكْنـا غُـلَّ امْـرِئِ الْقَيـسِ عَنْهُ
بَعْــدَمَا طَــالَ حَبْسـُهُ وَالْعَنَـاءُ
وَمَـعَ الْجَـوْنِ جَـوْنِ آَلِ بَنـي الأَوْ
سِ عَنُــــودٌ كَأَنَّهـــا دَفْـــواءُ
مـا جَزِعْنـا تَحْتَ الْعَجَاجَةِ إِذْ وَلْ
لَــوا ســِلَالاً وَإِذْ تَلَظَّـى الصـِّلَاءُ
وَأَقَـــدْناهُ رَبَّ غَســَّانَ بِــالْمُنْ
ذِرِ كَرْهــاً إِذْ لا تُكَـالُ الـدِّماءُ
وَأَتَيْنَـــــاهُمُ بِتِســــْعَةِ أَمْلَا
كٍ كِـــــرَامٍ أَســـــْلَابُهُمْ أَغْلَاءُ
وَوَلَــدْنَا عَمْــرَو بْـنَ أُمِّ أُنـاسٍ
مِـنْ قَريـبٍ لَمَّـا أَتَانـا الْحِباءُ
مِثْلُهــا تُخْـرِجُ النَّصـِيحةَ لِلْقَـوْ
مِ فَلاةٌ مِـــــنْ دُونِهــــا أَفْلَاءُ
فَـاتْرُكُوا الطَّيخَ والتَّعاشِي وَإِمَّا
تَتَعاشـَوْا فَفـي التَّعاشـِي الدَّاءُ
وَاذْكُرُوا حِلْفَ ذِي الْمَجازِ وَمَا قُدْ
دِمَ فِيــــهِ الْعُهُـــودُ وَالْكُفَلاءُ
حَـذَرَ الْجَـوْرِ وَالتَّعَـدِّي وَهَـلْ يَنْ
قُـضُ مـا فـي الْمَهـارِقِ الْأَهْـوَاءُ
وَاعْلَمُــوا أَنَّنــا وَإِيَّـاكُمُ فـي
مـا اشْتَرَطْنَا يَوْمَ اخْتَلَفْنَا سَوَاءُ
عَنَنــاً بَـاطِلاً وَظُلْمـاً كَمـا تُـعْ
تَـرُ عَـنْ حُجْـرَةِ الرَّبِيـضِ الظَّباءُ
أَعَلَيْنــا جَنَــاحُ كِنْـدَةَ أَنْ يَـغْ
نَــمَ غــازِيهُمُ وَمِنَّــا الْجَـزَاءُ
أَمْ عَلَيْنـا جَـرَّى إِيَـادٍ كَمَا قِيـ
لَ لِطَســــْمٍ أَخُـــوكُمُ الْأَبَّـــاءُ
لَيْــسَ مِنَّــا الْمُضـَرَّبُونَ وَلَا قَـي
سٌ وَلَا جَنْـــــدَلٌ وَلَا الْحُــــدَّاءُ
أَمْ جَنايـا بَنِـي عَتِيـقٍ فَمَـنْ يَغْ
دِرْ فَإِنَّــا مِــنْ حَرْبِهِــمْ بُـرَاءُ
أَمْ عَلَيْنـا جَـرَّى الْعِبادِ كَمَا نِي
طَ بِجَـــوْزِ الْمُحَمَّـــلِ الْأَعْبَــاءُ
وَثَمــانُونَ مِــنْ تَمِيــمٍ بِأَيْـدِي
هِــمْ رِمَــاحٌ صــُدُورُهُنَّ الْقَضـَاءُ
تَرَكُـــوهُمْ مُلَحَّبِيـــنَ وَآبُـــوا
بِنِهَــابٍ يَصــُمُّ فِيــهِ الْحُــدَاءُ
أَمْ عَلَيْنـا جَـرَّى حَنِيفَـةَ أَوْ مَـا
جَمَّعَـــتْ مِــنْ مُحــارِبٍ غَبْــرَاءُ
أَمْ عَلَيْنـا جَـرَّى قُضـاعَةَ أَمْ لَـي
سَ عَلَيْنــا مِمَّــا جَنَـوا أَنْـدَاءُ
ثُـمَّ جـاؤوا يَسـْتَرْجِعُونَ فَلَـمْ تَرْ
جِــعْ لَهُــمْ شــَامَةٌ وَلا زَهْــرَاءُ
لَــمْ يُحِلُّـوا بَنِـي رَزَاحٍ بِبَرْقـا
ءَ نِطــاعٍ لَهُــمْ عَلَيْهِــمْ دُعَـاءُ
ثُـمَّ فـاؤُوا مِنْهُمْ بِقاصِمَةِ الظَّهْـ
رِ وَلَا يَبْــرُدُ الْغَليــلَ الْمــاءُ
ثُـمَّ خَيْـلٌ مِنْ بَعْدِ ذاكَ مَعَ الغَلْـ
لَاقِ لَا رَأْفَـــــةٌ وَلَا إِبْقَـــــاءُ
الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ اليشكُرِيّ، شاعرٌ من بني يشكُر المنحدرينَ عن قبائلِ بكرِ بن وائلِ، يُعَدُّ من أصحابِ المعلّقات، وهو في شعراءِ الطّبقةِ السّادسةِ لدى ابنِ سلّام الجُمَحِيّ. اشتُهِر بحكمتِهِ البالغةِ وقدراتِهِ الفريدةِ على دحضِ الخصوم، ولا تكادُ كتبُ الأدب تحدّثُ إلّا عن معلّقتِهِ البديعةِ الّتي ارتجلها أمام الملكِ عمرِو بن هند ليدحضَ آراءَ خصومِهِ التّغلبيّين في مناظرةٍ بين القبيلتينِ على دماءٍ طالبت تغلبُ بكراً بأداءِ دياتِها، إلّا أنّ الحارثَ أقنعَ الملكَ بقصيدتِهِ وجعلَه يحكمُ للبكريّين. كانَ أبرص، وقد قدّمه الملكُ من مجلسِهِ لفصاحتِهِ وحكمتهِ برغمِ برصِه. يدورُ شعرُهُ حول الفخرِ بالقبيلةِ وتعديد مناقبِها ومثالبِ أعدائِها، ولهُ شعرٌ في الحكمة.