
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَـرَقَ الْخَيَـالُ وَلَا كَلَيْلَـةِ مُدْلِـجِ
ســَدِكاً بِأَرْحُلِنــا وَلَـمْ يَتَعَـرَّجِ
أَنَّـى اهْتَـدَيْتِ وَكُنْـتِ غَيْرَ رَجيلَةٍ
وَالْقَـوْمُ قَدْ قَطَعُوا مِتَانَ السَّجسَجِ
وَالْقَـوْمُ قَـدْ آنُـوا وَكَـلَّ مَطِيُّهُمْ
إِلَّا مُوَشــِّكَةَ النَّجــا بِــالْهَوْدَجِ
وَمُدَامَـــةٍ قَرَّعْتُهـــا بِمُدامَــةٍ
وَظِبــاءِ مَحْنِيَــةٍ ذَعَـرْتُ بِسـَمْحَجِ
فَكَــــأَنَّهُنَّ لآلِــــئٌ وَكَــــأَنَّهُ
صــَقْرٌ يَلُـوذُ حَمـامُهُ بالْعَوْسـَجِ
صــَقْرٌ يَصــِيدُ بِظُفْــرِهِ وَجَنـاحِهِ
فَـإِذا أَصـابَ حَمامَـةً لَـمْ تَـدْرُجِ
وَلَئِنْ سـَأَلْتِ إِذا الْكَتيبَةُ أَحْجَمَتْ
وَتَبَيَّنَــتْ رُعْـبَ الْجَبَـانِ الْأَهْـوَجِ
وحَسـِبْتِ وَقْـعَ سـُيوفِنا بِرُؤُوسـِهِمْ
وَقْـعَ السـََّحابَةِ بِالطَّرافِ المُشْرَجِ
وَإِذا اللِّقــاحُ تَرَوَّحَــتْ بِعَشـِيَّةٍ
رَتْـكَ النَّعـامِ إِلى كَنِيفِ الْعَوْسَجِ
أَلْفَيْتِنَــا لِلضـََّيْفِ خَيْـرَ عِمـارَةٍ
إِنْ لَـمْ يَكُـنْ لَبَـنٌ فَعَطْفُ الْمُدْمَجِ
الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ اليشكُرِيّ، شاعرٌ من بني يشكُر المنحدرينَ عن قبائلِ بكرِ بن وائلِ، يُعَدُّ من أصحابِ المعلّقات، وهو في شعراءِ الطّبقةِ السّادسةِ لدى ابنِ سلّام الجُمَحِيّ. اشتُهِر بحكمتِهِ البالغةِ وقدراتِهِ الفريدةِ على دحضِ الخصوم، ولا تكادُ كتبُ الأدب تحدّثُ إلّا عن معلّقتِهِ البديعةِ الّتي ارتجلها أمام الملكِ عمرِو بن هند ليدحضَ آراءَ خصومِهِ التّغلبيّين في مناظرةٍ بين القبيلتينِ على دماءٍ طالبت تغلبُ بكراً بأداءِ دياتِها، إلّا أنّ الحارثَ أقنعَ الملكَ بقصيدتِهِ وجعلَه يحكمُ للبكريّين. كانَ أبرص، وقد قدّمه الملكُ من مجلسِهِ لفصاحتِهِ وحكمتهِ برغمِ برصِه. يدورُ شعرُهُ حول الفخرِ بالقبيلةِ وتعديد مناقبِها ومثالبِ أعدائِها، ولهُ شعرٌ في الحكمة.