
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ اليشكُرِيّ، شاعرٌ من بني يشكُر المنحدرينَ عن قبائلِ بكرِ بن وائلِ، يُعَدُّ من أصحابِ المعلّقات، وهو في شعراءِ الطّبقةِ السّادسةِ لدى ابنِ سلّام الجُمَحِيّ. اشتُهِر بحكمتِهِ البالغةِ وقدراتِهِ الفريدةِ على دحضِ الخصوم، ولا تكادُ كتبُ الأدب تحدّثُ إلّا عن معلّقتِهِ البديعةِ الّتي ارتجلها أمام الملكِ عمرِو بن هند ليدحضَ آراءَ خصومِهِ التّغلبيّين في مناظرةٍ بين القبيلتينِ على دماءٍ طالبت تغلبُ بكراً بأداءِ دياتِها، إلّا أنّ الحارثَ أقنعَ الملكَ بقصيدتِهِ وجعلَه يحكمُ للبكريّين. كانَ أبرص، وقد قدّمه الملكُ من مجلسِهِ لفصاحتِهِ وحكمتهِ برغمِ برصِه. يدورُ شعرُهُ حول الفخرِ بالقبيلةِ وتعديد مناقبِها ومثالبِ أعدائِها، ولهُ شعرٌ في الحكمة.
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وهو مِنْ أَقْدَمِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، شاعِرٌ فَحْلٌ صَنَّفُهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّامِنَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، اشْتُهِرَ بِمُرافَقَتِهِ لِاِمْرِئِ القَيْسِ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، وَإِيّاهُ عَنَى امْرَؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (بَكَى صاحِبِي لَما رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ)، وَقد تُوُفِّيَ فِي رِحْلَتِهِ هذِهِ فَسُمِّيَ عَمْراً الضّائِعَ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 85هـ/ 540م.
السُّليك بن السُّلَكة هو السُّليك بنُ بنُ عمرِو بنِ سنان، من قبيلةِ سعد بنِ زيد مناة المنحدرة من قبائل تميم النّزارية العدنانيّة. والسُّلَكَة: أمُّه، ويُنسَب إليها. شاعرٌ جاهليٌّ من كبارِ الشّعراءِ الصّعاليك، عُرِفَ بغاراتِهِ على قبائلِ مراد وخثعم وبكر بن وائل، وكان معروفاً بشدّة البأس والقدرةِ الفائقةِ على العَدْو والمعرفة العظيمة بالصّحراء والمفاوز والقفار. يُعَدّ من أغربةِ العرب؛ لسوادِ بشرتِهِ ونسبتِهِ إلى أمِّه وشجاعتِهِ وشاعريّته، وقد قُتِل على يد أنس بن مدرك الخثعميّ نحو سنة 17ق.ه/606م. عدّهُ المفضّل الضبّيّ من أشدّ رجال العرب وأنكرِهم وأشعرِهم، ويدورُ شعرُه حول وصفِ صعلكتِهِ وغاراتِهِ ومشاهدِه.
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.
هو عروة بن الورد بن حابس العبسيّ، من قبيلةِ عبس المنحدرةِ من قبائلِ غطفان النزاريّة العدنانيّة، كُنيتُهُ أَبو نجد، شاعِرٌ وفارسٌ من رؤوسِ الصّعاليكِ في العصرِ الجاهليّ، وقد لُقِّبَ بأبي الصّعاليك لأنّه كان يحمي الصّعاليك ويقودُهم في الغارات، كما أنّه أحدُ المنظّرين الكبار للصّعلكة في الشّعر الجاهليّ؛ فقد نظّرَ لضرورةِ ثورةِ الصّعاليك على الأغنياء وإعادة علاقات التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع. اشتُهِرَ بكرمِهِ وجودِهِ وحمايتِه للضّعفاء والملهوفين ودعوته إلى مكارم الأخلاق. تدورُ معظمُ قصائدُه حول الصّعلكة وضرورة الضّرب في الأرض بحثاً عن الرّزق، كما أنّ له قصائد في بعض الشؤون القبليّة في عصرِه.
السَّمَوْأَلُ بْنُ عُرَيضِ بْنِ عادِياءَ، مِنْ قَبِيلَةِ الأَزْدِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ، جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ عَلَى رَأْسِ طَبَقَةِ الشُّعَراءِ اليَهُود، لَهُ حِصْنٌ مَشْهُورٌ بِتَيْماءَ يُسَمَّى الأَبْلَق، عُرِفَ السَّمَوْأَلُ بِالوَفاءِ وَلَهُ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ حَوْلَ حِفْظِهِ لِدُرُوعِ امْرِئِ القَيْسِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ وَأَشْهَرُ شِعْرِهِ لامِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنُسْ مِنْ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ فَــكُـــلُّ رِداءٍ يَــرْتَـــدِيـــهِ جَــمِــيــلُ) وَقَدْ نُسِبَتْ لِغَيْرِهِ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 65ق.هـ المُوافِقُ لعامِ 560م.
أَوسُ بنُ حَجَرٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقَدَّمٌ، كانَ يُعَدُّ شاعِرَ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَتَقَدَّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى نَشَأَ النّابِغَةُ وَزُهَيْرٌ فَأَخْمَلاهُ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، وَكانَ زُهَيْرٌ راوِيَتَهُ، وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، وَكانَ أَوسٌ مُعاصِراً لِعَمْرِو بنِ هِندٍ، وَنادَمَ مُلُوكَ الحِيْرَةِ. عُمِّرَ طَوِيلاً وَتُوُفِّيَ نَحْوَ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ بنِ مالكِ بنِ عَتّابٍ، مِن قَبيلَةِ تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ، وَأُمُّهُ لَيلى بِنتُ مُهلْهِلِ بنِ رَبيعةَ، شَاعِرٌ جَاهليٌّ مِن أَصحابِ المُعلَّقاتِ، وَهو مِنَ الشُّعراءِ المُقلِّينَ، سَادَ قَومَهُ وَهو فِي الخامِسةَ عشرةَ مِن عُمرهِ وكان فارِساً شُجاعاً وهو أحدُ فُتَّاكِ الجاهليّةِ، قَتلَ عَمرَو بنَ هِندٍ مَلِكِ الحِيرةِ فِي قِصّةٍ مَشْهُورَةٍ، وَماتَ وَقدْ بَلغَ مئةً وخَمسينَ عاماً، وكانت وفاتُه نحوَ سَنةِ 40ق.هـ/ 584م.
هوَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ بنِ مَكْروهِ بنِ بُدَيْدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مالكِ بنِ سعدِ بنِ جُشَمَ بنِ ذُبيانَ بنِ كِنانةَ بنِ يَشكُرَ بنِ بكرِ بنِ وائلِ بنِ قاسطِ بنِ هَنْبِ بنِ أفصى بنِ دُعْمى بنِ جَديلةَ بنِ أسدِ بنِ ربيعةَ بنِ نزارِ بنِ عدنان.
ومَعنى الحِلِّزَةِ في اللُّغَةِ: الحَلَزُون، أو هو اسمٌ للبُومَةِ، أو هوَ ضربٌ من النّبات.
أمّا قَبيلتُهُ فهي قبيلةُ يشكُرَ المنحدرةُ من قبائلِ بكرِ بنِ وائلٍ النّزاريّةِ العدنانيّة، وقبيلةُ بكرٍ تُعَدُّ من أشهرِ القبائلِ العربيّةِ القديمةِ الّتي استوطنَتْ تِهامةَ قبل أَنْ يُجليَها القحطانيّونَ عنها –مع قبيلةِ تغلبَ- إلى العراق. وقد تمدّدت منازلُ بكرٍ في العراقِ حتّى وصلَت إلى ديارِ بكر (في جنوبِ تركيا حاليًّا)، وقد اشتُهِرَت هذه القبيلةُ بنزاعِها التّاريخيّ مع أبناءِ عمومتِها التّغلبيّينَ فيما عُرِفَ بحربِ البَسوس الّتي أشعلَها جسّاسُ بنُ مرّةَ البكريّ حينَ قتلَ كليبَ بنَ ربيعةَ حميّةً لجارتِه البَسوس.
لم تنصّ المصادر التاريخيّة على كنيةٍ واضحةٍ للحارث، لكن ذكر بعضُها أنّ لهُ ولداً اسمُهُ عَمْرٌو، وقد أوصاهُ في أبياتٍ فقال:
قُـلْتُ لِعَـمْــرٍو حِـيـنَ أَرْسَلْتُهُ وَقَـدْ حَـبَــا مِـنْ دُونِهِ عَـالِجُ
لَا تَكْـسَـعِ الشَّوْلَ بِأَغْـبـارِها إِنَّكَ لا تَـدْري مَـنِ النَّاتِـجُ
قَدْ كُنْـتَ يَوْماً تَرْتَجي رِسْلَها فَـــأُطْـــرِدَ الْحــائِلُ وَالدَّالِجُ
وذكرت مصادرُ أخرى أنّ لهُ ولداً آخرَ اسمُهُ مذعور، وحفيدُهُ هو شهابُ بنُ مذعور مِنْ نسّابي العرب، وفيهِ يقولُ مِسْكِينُ الدّارمِيّ:
هَلُّمَّ إِلى ابنِ مَذْعُورٍ شِهابٍ يُنَبِّئُ بِالسِّفالِ وِبالْمَعالِي
وللحارثِ بنِ حِلِّزَةَ أخٌ شاعرٌ مُقِلٌّ اسمُهُ "عمرُو بنُ حِلِّزَة"، ذكرَهُ المرزُبانيُّ في معجمِ الشّعراء واختارَ له البصريُّ في حماستِهِ قصيدةً يرثي فيها أخاهُ الحارث، يقولُ فيها:
يَأْمَنُ الْأَيَّامَ مُغْتَرٌّ بِها ما رَأَيْنا قَطُّ دَهْراً لا يَخونُ
والْمُلِمّاتُ فَما أَعْجَبَها لِلْمُلِمَّاتِ ظُهورٌ وبُطونُ
هَوِّنِ الْأَمْرَ تَعِشْ فِي راحَةٍ قَلَّما هَوَّنْتَ إِلَّا سَيَهُونُ
رُبَّما قَرَّتْ عُيونٌ بِشَجىً مُرْمِضٍ قَدْ سَخَنَتْ مِنْهُ عُيونُ
لا تَكُنْ مُحْتَقِراً شَأْنَ امْرِئٍ رُبَّما كانَ مِنَ الشَّأْنِ شُؤونُ
على الرَّغمِ مِن اتّفاقِ عددٍ كبيرٍ من مؤرّخي الأدبِ على أنَّ الحارثَ بنَ حِلِّزَةَ من الشُّعراء المعمّرين، وعلى الرّغم من امتدادِهم بسنواتِ حياتِهِ إلى ما يزيدُ عن مئةٍ وخمسةٍ وثلاثينَ عاماً، إلّا أنّ أخبارَهُ شحيحةٌ جدّاً في كتبِ التّاريخ ولا تتناسبُ مع مكانتِهِ الشّعريّةِ الّتي جعلتهُ أحدَ أصحابِ المعلّقات؛ لذلك فإنّ معظمَ الأخبار عن الحارثِ إنّما هي أخبارٌ تدورُ حولَ معلّقتِهِ وسببِ إنشائِهِ لها.
غيرَ أنّنا نستطيعُ أن نرسُمَ صورةً عامّةً لحياةِ الحارثِ بن حِلِّزَةَ وشخصيّتِهِ بناءً على الشّحيحِ الّذي بينَ أيدينا؛ فمن الواضحِ أنّهُ كانَ ذا مكانةٍ عاليةٍ في قومِهِ البكريّينَ الّذين كانوا في عصرِهِ يسكنون باديةَ العراق متّصلينَ بمملكةِ المناذرة وحاضرتِها الحِيرَة، ويبدو أنّ مكانتَهُ العاليةَ تلك مكتسبةٌ من تمتّع شخصيّته بالحكمةِ وسداد الرّأي، إضافةً إلى اهتمامِهِ البالغِ بتوثيقِ أيّامِ قومِهِ في شعرِهِ وإبداءِ مآثرِهِم والذّبِّ عن أعراضِهم؛ ففي ديوانِهِ عدّةُ مقطوعاتٍ –فضلاً عن معلّقتِه الّتي سنتناولُها بشيء من التفصيل- تحتفي بانتصاراتِ بني بكر وتُحامي عن رموزِ القبيلة؛ منها مقطوعةٌ يُفاخرُ فيها الشّاعرُ قبيلةَ "زيد مناة"، ويطلبُ منهمُ الكفَّ عن تناولِ همّامِ بن مُرّة –وهو من جيلٍ سابقٍ لجيلِ الحارثِ وأحدُ الرموزِ المشاركةِ في حربِ البسوس-، ثمّ يذكّرُهُم بانهزامِ سلامةِ بن ظرب الحمّانيّ عن بني بكر، يقول:
يا آلَ زَيْدِ مَنَاةَ هَلْ مِنْ زَاجِرٍ=لَكُمُ فَيَـنْهَـى الْجَهْلَ عَنْ هَمَّامِ
ما إِنْ يُسَـافِهُـنا أُنَاسٌ سُوقَةٌ=إِلَّا سَنَـشْعَبُ هامَهُمْ في الْهَامِ
مِنَّا سَلَامَةُ إِذْ أَتَانَا ثَائِراً=يَعْـدُو بِأَبْـيَضَ كَالْغَدِيرِ حُسَامِ
فَعَـلَا بِهِ شَعَرَ الْقَذالِ وَيَدَّعِي=فِعْـلَ الْمُخايِلِ مُقْعَدَ الْإِعْصامِ
وَثَنَـى لَهُ تَحْـتَ الْغُبارِ يَجُرُّهُ=جَـرَّ الْمُـفـاشِـغِ هَمَّ بِالْإِرْآمِ
ويظهَرُ من المقطعِ السّابقِ أنّ الحارثَ بن حلّزةَ مُلِمٌّ بتاريخِ قبيلتِهِ –بل بتاريخِ العربِ- إلماماً جيّداً. وفضلًا عن هذه الإحاطةِ التّاريخيّة فقد كان الحارثُ مولَعاً بالفخرِ بقبيلتِهِ وبكاءِ السّادات، يقولُ مفتخراً بقبيلتِه:
وَإِذا اللِّقـاحُ تَـرَوَّحَــتْ بِـعَـشِـيَّةٍ رَتْكَ النَّعامِ إِلى كَنِـيفِ الْعَوْسَجِ
أَلْفَيْـتِـنَـا لِلضَّيْـفِ خَيْـرَ عِمـارَةٍ إِنْ لَمْ يَكُـنْ لَبَنٌ فَعَـطْـفُ الْمُدْمَجِ
ويقولُ باكياً ساداتِ قبيلتِه:
مَـنْ حاكِـمٌ بَيْـنِـي وَبَي نَ الدَّهْرِ مَالَ عَلَيَّ عُمْدا
أَوْدَى بِـســادَتِــنـا وَقَدْ تَرَكُوا لَنا حَلَقاً وَجُرْدا
وَلَقَـدْ رَأَيْـتُ مَـعَـاشِـراً قَدْ جَمَّعُوا مالاً وَوُلْدا
وَهُــــمُ زَبَــــابٌ حـــائِرٌ لَا يَسْـمَعُ الْآذانُ رَعْدا
فَـانْـعَـمْ بِجَـدٍّ لا يَضِـرْ كَ النُّوْكُ ما أُعْطِيتَ جَدّا
أمّا الحادثةُ التّاريخيّةُ الّتي خلّدَت الحارثَ بن حِلِّزَةَ وقصيدتَهُ في التّاريخ فهي الحادثةُ الّتي ألقى فيها معلّقتَه الشّهيرة، وملخّصُها أنّ ملكَ الحيرةِ عمرَو بنَ هند قرّرَ أن يصلحَ بينَ قبيلتي بكر وتغلب بعد صراعِهما التّاريخيّ الشّهير؛ فأخذَ من كلّ قبيلةٍ مئةَ غلامٍ بمثابةِ الرُّهُنِ؛ فإذا غدرت تغلبُ ببكرٍ أُخِذَ الغلمانُ التّغلبيّون، وإِذا غدرَت بكرٌ بتغلبَ أُخِذَ الغلمانُ البكريّون، وهكذا جرى الصلحُ بينَ القبيلتين.
غيرَ أنّ هذا الصُّلحَ لم يدُم طويلاً؛ ذلك أنّ عمرو بن هند كان يصطحبُ الغلمانَ من القبيلتينِ في غزواتِهِ وسراياه، وفي بعضِ تلك الغزواتِ أصابَتِ الغلمانَ ريحُ سَمومٍ نتجَ عنها هلاكُ معظمِ الغلمانِ التّغلبيّين وسلامةُ معظمِ البكريّين، وهو ما أثارَ حفيظةَ التّغلبيّين فتوجَّهُوا يطلبونَ الدِّياتِ من بني بكر لأبنائهم الهالكين، إلّا أنّ قبيلةَ بكر رفضَت ذلك، فقرّرَ الفريقانِ الاحتكامَ إلى عمرِو بنِ هند.
وعندَ الملك، كانَ طرَفا المناظرةِ شاعرُ تغلبَ وسيِّدُها الشّهيرُ عمرُو بنُ كلثوم، فيما مثَّلَ قبيلةَ بكرٍ النُّعمانُ بنُ هرمٍ اليشكريّ، وافتتحَ المناظرةَ عمرُو بن كلثوم فقال للنُّعمان: "يا أصمّ، جاءت بك أولادُ ثعلبةَ تُناضِلُ عنهم وهم يفخرونَ عليك!"، فأجابَه النُّعمان: "وعلى مَن أظلّت السّماءُ كلُّها يفخرون ثُمّ لا يُنكَرُ ذلك!"، ودارَتِ المنافرةُ بينهما إلى أن أُثيرَت حفيظةُ عمرو بن هند فقرّرَ التدخُّلَ لكسرِ شوكةِ النُّعمانِ من بني بكر، فقال له: "يا نُعمان، أيسرُّكَ أنّي أبوك؟" فأجابَه النّعمان: "لا، ولكن وددتُ لو أنّكَ أُمّي!"، وهُنا غضبَ عمرُو بنُ هند غضباً شديداً وهمَّ بأن يأخذَ النّعمانَ ويفتكَ ببني بكر، لولا أن تدخّلَ الحارثُ بنُ حلزّةَ الّذي كانَ حاضراً للمناظرةِ، فارتجلَ معلّقتَه الشّهيرةَ يُذكِّرُ فيها الملكُ بمآثرِ بني بكر ويُعرِّضُ ببني تغلب ثمّ يمدحُ الملك، ومطلعُ معلّقتِهِ:
آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّواءُ
وتقولُ الرّواياتُ التّاريخيّةُ أنّ الحارثَ بنَ حلزّةَ كان أبرصَ؛ لذلك كان يحضرُ مجلسَ الملكِ من وراءِ سبعةِ أستارٍ خوفاً من أن تُزعجَ هيئتُهُ الملك، إلّا أنّه حينَ ارتجلَ معلّقتَه أطربَ عمرَو بن هند، فكانَ يأمرُ مع تقدُّمِ الحارثِ في إنشادِهِ برفعِ سترٍ من الستورِ السّبعة، إلى أن رفعَها جميعاً، ثمّ أدناهُ أكثرَ فأكثرَ إليهِ حتّى طاعمَهُ من إنائِه!
وقد كانت معلّقةُ الحارثِ بنِ حِلِّزَةَ ذاتِ دلالاتٍ تاريخيّةٍ مهمّةٍ أسهمت في ترجيحِ كفّةِ بكرٍ لدى الملك؛ فقد ذَكَّرَ الملكَ بأنَّ بني حنيفةَ حُلفاءَ بني تغلب هُم من قتلوا أباهُ المنذرَ بنَ ماءِ السَّماء بأمرٍ من ملوكِ الغساسنة، فقال:
أمْ عَلَيْنا جَرَّى حَنِيفَةَ أَمْ ما جَمَّعَتْ مِنْ مُحارِبٍ غَبْراءُ
إلّا أنّه استدرَكَ فعَيَّرَ تَغلبَ بعفوِ الملكِ عمرِو بنِ هند عنهم بعدَ أن فتكَ بهِم إثرَ رفضِهم معاونتَه على إدراكِ ثأرِ أبيه، إلّا أنّ عفوَهُ كان مشروطاً بأن تُطَلَّ دماءُ القتلى من تغلب؛ أي أن لا يطلبَ أحدٌ ثأرَهم، وذلك بقولِه:
مَنْ أَصابُوا مِنْ تَغْلِبِيٍّ فَمَطْلو لٌ عَلَيْهِ إِذا تَوَلَّى الْعَفاءُ
وقبلَ ذلك كان الحارثُ قد عَيَّرَ بني تغلبَ بغزوِ ملوكِ كندةَ لهم وإيقاعِهِم القتلى منهم دونَ أن يُدرِكوا ثأرَهُم، قال:
أَعَلَيْنا جُناحُ كِنْدَةَ أَنْ يَغْــ نَمَ غازيهِمُ وَمِنَّا الْجَزاءُ
وكذلك عيَّرَهُم بأنّ قبيلةَ قُضاعةَ فعلت معهم فِعلَ كِنْدَةَ دونَ أن يدركوا ثأرَهُم، قال:
أَمْ عَلَيْنا جَرَّى قُضاعةَ أَمْ لَيــ سَ عَلَيْنا فِيما جَنَوْا أَنْداءُ
وفي ظلِّ هذا التّقديمِ التّاريخيِّ لمثالبِ قبيلةِ تغلب، وفي ظلّ تذكيرِ الملكِ بصراعاتِهِ القديمةِ معَهُم، كان الحارثُ قد مهّدَ الطّريقَ إلى قبيلتِهِ ليذكّرَ الملكَ بمآثرِهِم معَهُ وحسنِ بلائِهِم عندَه؛ فذكَّرَهُ بيومِ الشَّقيقةِ الّذي حاربَ فيه بنو يشكرَ البكريّونَ بني شيبان حينَ اعتدَوا على إبلِ عمرِو بن هند، ثمّ ذكّرَهُ بوقوفِ قبيلةِ بكر مع جدِّهِ ماء السّماءِ بن المنذرِ في حربِها مع ملكِ كندةَ حُجرِ بنِ الحارث، ثمّ ذكّرَهُ بقتلِ بني بكر أحد ملوك الغساسنة لاستنقاذِ جدِّهِ ماءِ السّماءِ بن المنذرِ من الأسر. يقولُ في ذلك:
مَنْ لَنا عِنْـدَهُ مِنَ الْخَيْـرِ آيا تٌ ثَــلَاثٌ فــي كُـلِّهِــنَّ القَـضــاءُ
آيَـةٌ شَـارِقُ الشَّقـيــقَــةِ إِذْ جَـا ؤوا جَــمِـــيــعــاً لِكُـلِّ حَـيٍّ لِوَاءُ
حَـوْلَ قَـيْــسٍ مُسْـتَـلْئِمِـيـنَ بِكَـبْـشٍ قَــــرَظِـــــيٍّ كَـــأَنَّهُ عَـــبْــــلَاءُ
وَصَـتِــيــتٍ مِـنَ الْعَواتِـكِ ما تَنْـ هــاهُ إِلَّا مُــبْـــيَـــضَّةٌ رَعْــلَاءُ
فَـرَدَدْنَــاهُــمُ بِـطَـعْـنٍ كَمـا يَخْــ رُجُ مِـنْ خُـرْبَــةِ الْمَزادِ الْماءُ
وَحَـمَــلْنــاهُــمُ عَـلى حَـزْمِ ثَهْـلَا نَ شِـــلَالاً وَدُمِّيـــَ الْأَنْـــسَــــاءُ
وَجَـبَهْــنــاهُــمُ بِـطَــعْـنٍ كَمَـا تُنْ هَــزُ فــي جَــمَّةـــِ الطَّوِيِّ الدِّلَاءُ
وَفَـعَــلْنَــا بِهِـمْ كَـمـا عَلِمَ اللَ ـهُ وَمَــا إِنْ لِلْحــائِنــيــنَ دِمـاءُ
ثُمَّ حُجْـراً أَعْنِـي ابْنَ أُمِّ قَطَـامٍ وَلَهُ فَــــارِسِـــــيَّةٌ خَــــضْــــرَاءُ
أَسَــدٌ فــي اللِّقـاءَ وَرْدٌ هَـمُــوسٌ وَرَبِـــيــــعٌ إِنْ شَـــمَّرَتْ غَــبْـــراءُ
وَفَكَـكْـنـا غُلَّ امْرِئِ الْقَيـسِ عَنْهُ بَـعْــدَمَــا طَـالَ حَبْـسُهُ وَالْعَنَـاءُ
ومن حسنِ السّياسةِ في هذه القصيدةِ أنّ الحارثَ بن حلّزَةَ عندما أكثرَ من الفخرِ بقبيلتِهِ استدركَ على نفسِهِ فجعلَهُم في مرتبةٍ أدنى من المناذرة، فقال:
فَـمَــلَكْــنــا بِـذَلِكَ النَّاـسَ حَـتَّى مَـلَكَ الْمُـنْـذِرُ بْنُ ماءِ السَّماءِ
وَهُـوَ الرَّبُّ وَالشَّهـِيــدُ عَـلَى يَـو مِ الْحَـيــارَيْــنِ وَالْبَـلاءُ بَـلاءُ
مَــلِكٌ أَضْــرَعَ الْبَــرِيَّةَ لا يُـو جَـدُ فِـيــهــا لِمـا لَدَيْهِ كِـفــاءُ
وهكذا، انتهَتْ مناظرةُ البكريّين والتّغلبيّين على لسانِ الحارثِ بنِ حِلِّزَةَ بعد أن قدّمَهُ الملكُ وأدناهُ على الرّغمِ من برصِهِ، وفُضَّ هذا المجلسُ بحكم الملكِ للبكريّينَ على التّغلبيّين؛ فأمرَ ألّا تدفعَ بكرٌ دِياتِ الغلمانِ التّغلبيّين.
ومن المهمّ أن نشيرَ إلى قولِ رواةِ الشّعرِ بأنّ معلّقةَ الحارثِ بن حلِّزة كانت ارتجالاً مرّةً واحدة، وأنّهُ كان مسنّاً حينَ ألقاها ومتوكّئاً على عصاهُ، وقد استغرقَ في الإنشادِ حتّى نسيَ نفسَهُ ودخلَتْ أجزاءٌ من العصا في جسدِه!
ولا شكّ أنّ هذه الحادثةَ كانت الشّرارةَ في اشتعالِ الخلافِ بين عمرو بن هند وعمرِو بن كلثوم التّغلبيّ، وهي الّتي مهّدَت بعد ذلك إلى استدراجِ عمرو بن هند لعمرو بن كلثوم وأمَّه لكي يذّلهما، وانتهى المطافُ بقتلِ عمرِو بن هند كما هو معروف.
ولا تكادُ المصادرُ التّاريخيّةُ تذكرُ لنا شيئًا عن حياةِ الحارثِ بن حلّزَةَ سوى ما تقدّمَ من حسنِ بلائِهِ في معلّقتِه!
يرى المستشرقُ الفرنسيُّ كوسين دي برسفال ومروان العطيّة –أحد ناشري الديوان- أنّ وفاةَ الحارثِ بن حِلِّزَةَ كانت نحو سنةِ 43ق.هـ الموافقةِ لسنةِ 580مـ، فيما يرى خيرُ الدّين الزِّرِكليّ وعمر رضا كحالة أنّه تُوفّيَ نحو سنة 50ق.هـ الموافقةِ لسنة 574م. ويرجّحُ فريقُ الموسوعةِ الشّعريّةِ رأي الزِّرِكليّ وعمر رضا كحالة؛ لأنّ من المؤكّد أنّ عمرَو بن هند قد قُتِلَ سنة 569م، ونستبعدُ أن يكون الحارثُ قد عاشَ طويلاً بعد عمرِو بنِ هند؛ لأنّ المصادِر لم تُورِد له أيّ أخبارٍ بعد عمرو بن هند أو علاقاتٍ مع ملوك المناذرة اللاحقين.
يُعَدُّ الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ ضمنَ شعراءِ المعلّقاتِ في روايةِ حمّاد الرّواية الّتي اعتمدَها جامعو المعلّقاتِ لاحقاً؛ من مثلِ الزّوزنيّ والتّبريزيّ وابن الأنباريّ.
عدَّ المفضَّلُ الضَّبِيُّ قصيدتَهُ ضمنَ "المجمهراتِ" ولم يعدَّها ضمن المعلّقات.
اختارَ لهُ المفضّلُ الضَّبِيُّ في المفضَّليّات ثلاثةَ اختيارات؛ هي الاختيار 25، والاختيار 62، والاختيار 127.
عدَّهُ أبو عبيدةَ معمَرُ بنُ المثنّى ضمنَ أجودِ الشّعراءِ من أصحابِ القصائدِ المفردَة.
عَدَّ ابنُ سلَّام الجُمَحِيّ الحارثَ بنَ حِلِّزَةَ ضمنَ الشُّعراءِ الفحولِ في الطّبقةِ السّادسة، ووضعَ معَهُ عمرَو بنَ كُلثوم وعنترةَ بنِ شَدّاد وسويدَ بنَ أبي كاهل. وعلّلَ تأخّرَهم إلى هذه الطّبقة بقلّة نتاجِهم الشّعريّ قائلاً إنّ "لكلّ واحدٍ منهم واحِدَة".
ترجمَ له ابنُ قتيبةَ الدّينوريّ في كتابه "الشّعر والشّعراء" واستجادَ له بيتينِ من الشّعر.
(معاويةُ بنُ أبي سُفيان)
(أبو عبيدة معمر بن المثنى)
ابنُ السِّكِّيتِ عن أبي عمرو الشَّيبانيّ
الجاحظ
السيّد أحمد الهاشميّ
علي الجنديّ