
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـأَنَّ ابْنَـةَ الزَّيْدِيِّ يَوْمَ لَقِيتُها
هُنَيْـدَةَ مَكْحُـولُ الْمَـدامِعِ مُرْشـِقُ
تُراعِي خَذُولاً يَنْفُضُ الْمَرْدَ شادِناً
تَنُـوشُ مِـنَ الضَّالِ الْقِذافَ وَتَعْلَقُ
وَقُلْـتُ لَـهُ يَوْمـاً بِوادِي مُبايِضٍ:
أَلا كُـلُّ عـانٍ غَيْـرَ عانِيـكَ يُعْتَقُ
يُصـادِفُ يَوْمـاً مِـنْ مَلِيـكٍ سَماحَةً
فَيَأْخُـذُ عَـرْضَ الْمـالِ أَوْ يَتَصـَدَّقُ
وَذَكَّرَنِيهـا بَعْـدَما قَـدْ نَسِيتُها
دِيــارٌ عَلَيْهــا وابِــلٌ مُتَبَعِّـقُ
بِأَكْنــافِ شــَمَّاتٍ كَـأَنَّ رُسـُومَها
قَضــِيمُ صـَناعٍ فِـي أَدِيـمٍ مُنَمَّـقُ
وَقَفْـتُ بِهـا وَالشَّمْسُ دُونَ مَغِيبِها
قَرِيبـاً وَهـاجَ الشـَّوْقُ مَنْ يَتَشَوَّقُ
قَلِيلاً فَلَمَّـا اسْتَعْجَمَتْ عَنْ جَوابِنا
تَعَزَّيْـتُ عَنْهـا وَالـدُّمُوعُ تَرَقْـرَقُ
فَلا الدَّارُ تُدْنِيها لَنا غَيْرَ فَيْنَةٍ
وَلا حُبُّهـا عَـنْ شاحِطِ النَّأْيِ يُخْلِقُ
عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيُّ التَّمِيمِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ مُقِلٌّ مُجِيدٌ، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَكانَ مِنْ لُصُوصِ الرَّبابِ وَكانَ أَسْوَدَ حبشيّاً، وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَ المُثَنَّى بنَ حارِثَةَ قِتالَ هُرمز سَنَةَ 13 لِلهِجْرَةِ، وَكانَ فِي جَيْشِ المُسْلِمِينَ فِي المَدائِنِ، وَهُوَ شاعرٌ مُجيدٌ اسْتَجادَ القُدماءُ شِعرَهُ وقدَّمُوهُ، ولهُ في المُفضَّليَّاتِ قَصيدتانِ مختارتانِ، وَهُوَ الَّذِي رَثَى قَيْسُ بْنُ عاصِمٍ بِما عَدَّهُ بَعْضُ القُدَماءِ أَرْثَى بَيْتَ قالَتِهِ العَرَبِ وَهُوَ قَوْلُهُ: (فَما كانَ قَيسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ واحِدٍ / وَلَكِنَّـهُ بُنْيـانُ قَـومٍ تَهَـدَّما) تُوفِّيَ فِي حَوالي سَنةِ 25 لِلهِجرَةِ.