
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيـــن نعمــان منــزل وكســاب
جــادت الســحب رسـمه بانسـكاب
معهــد للربــاب ســقيا لعهـدي
فــي ربـاه، سـقته ذات الربـاب
مربــع للهــوى ومرتبـع الحبـب
قــــديما، ومجمـــع الأحبـــاب
ومغـاني العشـاق يصـبوا إليهـا
كــل صــب فــدمعه فـي انصـباب
تربــة تكحــل النــواظر منهـا
مــن عماهــا وملعــب الأتــراب
ولـديها الأرواح قـد خـوطبت قـد
مــا فلبــت طوعـا لخيـر مجـاب
وأقــرت بــالحب حقــا لمحبـوب
بــديع الصــفات سـامي الجنـاب
فاجتباهـــا بقربـــه وســقاها
مــن صــفا حبـه طهـور الشـراب
ثــم آبــت فــألقيت ثـم سـكرى
منــه حـتى تلقـاه يـوم المـآب
وهــي ترتــاح كـل عـام إليهـا
كلفــا بالتــذاذ ذاك الخطــاب
أيهـــا الســاطر الفلا بحــروف
كحــروف قــد ســطرت فـي كتـاب
فهــي تهـوى إلـى تهامـة شـوقا
جـاد تلـك الرسـوم هامي السحاب
أنــت إمــا عرضـت عـرض بـذكري
فـي سـراة النـادي وبيـن صـحاب
أهــل ودي والنــازلون بقلــبي
وإليهــم فـي النـازلات انقلابـي
بيننــــا ذمـــة وعهـــد وداد
قــد صـفا بالصـفا مـن الأشـواب
مــا تناســيته لعمريــ، وظنـي
أنهـم فـي الهوى بهم مثل ما بي
بـث شـوقي إن أنـت آنسـت منهـم
شـرح شـكوى أو نلـت رجـع جـواب
نـاد باسـمي بين المشاعر وأنشد
عـن فـؤادي مـا بين تلك الشعاب
لا خلـت منـك مكـة يا أبا اليمن
تلقــى رحبــا بتلــك الرحــاب
حيــث تضــحى وأنــت للـه جـار
عــائذ اللــه بيـن ركـن وبـاب
ماســحا تــارة وملتزمـا أخـرى
تمــــد الأســــتار بالأطنـــاب
إن خلا منـك مشـعراها فقـد كنـت
قطينـــا بهـــا مــدى أحقــاب
طالمـا قـد نعمـت عينـا بنعمان
وشــــطي إلال بيـــن الهضـــاب
ولكـــم عـــوارف حيــن عرفــت
تعرفتهــــا حســــان عــــذاب
حيـث تسـتنزل المـواهب مـن بـر
رحيـــــم ومنعـــــم وهــــاب
بيــن شـعث غـبر أفاضـوا عشـاء
قــد أفاضـوا دمـوعهم بانسـكاب
فلكــم نلــت جمــع شـمل بجمـع
بجـــدا محســـب بغيــر حســاب
وبرمــي الجمــار وفيــت نـذرا
بانقضــــاء الأتفــــاث والآراب
ثــم وافيــت فاســتلمت وجـددت
متابــــا للغـــافر التـــواب
ورقيــت الصــفا فـأحرزت سـعيا
صــالحا إذ ســعيت ســعي مثـاب
ثـــم ودعــت وانصــرفت ترجــي
عـــودة فــي تأســف واكــتئاب
يـا رعـى اللـه عهـد وصـل تقضى
بـالغزال الربيـب بيـن الروابي
إذ مصـيفي علـى العـذيب ونجعـي
بيــن يـاج إلـى صـفاء السـباب
وسـقى ليلـة علـى عـذب السـقيا
ســــقينا بهـــا كئوس عـــذاب
إذ تنــص الركـاب يجريـن شـوقا
يتخللــن بيــن بيــض القبــاب
ثـم زاحمـن فـي المضـيق إلى أن
بعــد لأي أجــزن نجــد الحقـاب
يـا ليـالي منـى لعمـري لفيكـن
منــال المنــى ونيــل المتـاب
ولأنتـــــن غــــرة لليــــالي
فــي وجــوه الأيــام كالأذهــاب
تتقضــى بالــذكر والشـكر للـه
وجمــــع الأصـــحاب والأحبـــاب
هــل إلــى عـودة سـبيل لنلقـى
ملطفـــات العتـــاب بالأعتــاب
طـال عهـدي بهـا فهـل لي إليها
مـن معـاد يطفـي حريـق التهـاب
ظلــت تشــتاقها وأنــت نــزوح
شــوق صــب إلــى الأحبــة صـاب
شــمت برقــا يمانيـا مـن شـام
مــن تهـام علـى نـوى واغـتراب
بـت تستنشـق الجنـوب وقـد هبـت
بليــــل بليلــــة الأثــــواب
كيـــف جانبتهــا وأنــت محــب
هــل محــب رأيتــه ذا اجتنـاب
فاحمــد اللـه إذ بطيبـة طـابت
أنـت ثـاو فكنـت طـاب ابـن طاب
بيــن قــبر ومنـبر أنـت منهـا
غاديـــا رائحـــا بلا إغبـــاب
فـي ريـاض مـن جنـة الخلد تمشي
فــي ممــر مــن رسـمها وذهـاب
جار خير الأنام والمصطفى الهادي
إلــى اللــه الكريـم والنصـاب
أفضــل المرسـلين حقـا بلا شـكك
وخيــر الــورى بغيــر ارتيـاب
صــفوة المصـطفين أفـرد بـالحب
وبــالقرب فهــو لــب اللبــاب
مخلـــص مـــن شــوائب وحظــوظ
معــرق الخيــم طــاهر الأنسـاب
حيـن قـدرا فلـم يكـن مـن سفاح
بـــل نكـــاح مؤكــد الأســباب
مـن خيـار القـرون قرنـا فقرنا
وكــــرام الأرحـــام والأصـــلاب
فـي الصبا قد حمي نهى عن تعريه
وعـــن وقفـــة لــدى الأنصــاب
غصــن مــاد بيـن غصـنين حسـنا
أتلــع الحيــد أوطــف الأهـداب
وجـــبين كــأنه فلــق الصــبح
يجلــــي حنــــادس الغيهـــاب
ولــه منطــق ألـذ إلـى السـمع
مــــن المســـمعات بـــالإطراب
بخطـــاب جـــزل وقــول بليــغ
منـه فصـل مـن غيـر مـا إغـراب
وإذا سـاقط الحـديث حسـبت الدر
حســـنا تســـاقطت مــن ســخاب
مــن فــم أشـنب اللثـات ضـليع
بــارد الظلــم واضــح الأنيـاب
وثنايـا كـاللؤلؤ الرطب منظوما
عــــذاب معســــلات الرضــــاب
شـــيم قدســـت وتمـــم منهــا
كــل نقــص للعنصــري الــتراب
وخلال مــــا شــــانها خلــــل
لا فــي اكتهـال ولا بحـال شـباب
فهـو بـدر فـي جنـح ليـل تجلـى
وهـــو شــمس بــدت خلال ســحاب
وهـو نـور فـي لمعـة قـد تراءى
قـد تـوارى مـن ظلـه فـي حجـاب
شــرح الصــدر منـه فهـو مصـفى
قــد تزكــي مـن كـل ذام وعـاب
أول النــاس عنــه تنحسـر الأرض
وأولاهــــم بقــــرع البــــاب
عقـدت فـي يـديه ألويـة الحمـد
لأمـــر فـــأعجب لأمـــر عجــاب
فعلـى جـاهه أولـو العـزم جمعا
قـد أحـالوا في المعضلات الصعاب
وإلـــى ظلـــه أووا فـــتراهم
فــي جنـوح إلـى جنـاح العقـاب
والمقـام المحمـود مـا قام فيه
غيـــره مـــن أولئك الأنجـــاب
كاشـفا كـل كـرب خطـب عن الناس
برجـــــع لربـــــه وخطــــاب
وبشـــير عنــد الإيــاس بفضــل
وخطيــب لهــم بفضــل الخطــاب
وإلـى اللـه صـحبة الـروح أسرى
فحبــــاه بزلفـــة واقـــتراب
كــم محــي لــه وكـم مـن ملاق!
إذ سـما فـي السـماء بالترحـاب
كـم مـراق إلـى العلا قـد ترقى!
فتحــت بــالمنى لــه كـل بـاب
فـانتهى منتهـى بـه قـد تنـاهى
بالقضـــــايا مطــــالب الطلاب
ثــم أدنــى حبــا وأزلـف حـتى
كـان أدنـى إليـه مـن قـدر قاب
ولــه البــدر شــق إذ ســألوه
آيـــة جهـــرة بنــص الكتــاب
ليـس فيهـا للخلـق صـنع فتلفـي
شــبهة مــا لمنكــر الحــق آب
شــاهدته قريــش والسـفر أنيـا
أنهــم شــاهدوه عنــد الإيــاب
ولـه الكـوثر الـروي مـن معيـن
سلســـبيل يمـــد فــي ميــزاب
وعــداد الكــواكب الزهـر فيـه
مـــن أبــاريقه ومــن أكــواب
طينــه المسـك حـف مـن حـافتيه
بقصـــور مـــن لؤلــؤ وقبــاب
رب أبـرد ظمـا أبـي اليمـن ريا
بــورود مــن شـرب ذاك الشـراب
لا تحلئه بـــــاقتراف لســــوء
عــن ورود مــن مـائه واكتسـاب
وحمــام علـى فـم الغـار عششـن
فأعشــــين عيــــن المرتـــاب
وكــذا الــراه إذ تولــج فيـه
نبتــت ثــم فهــي ذات انشـعاب
قـد توارى من كيدهم ثاني اثنين
فكانــا عــن مكرهـم فـي حجـاب
واســأل المـدلجي سـراقة عنهـم
آب عنهــم وحــد عــداوة نــاب
إذ يَقُــولُ الصـديق إنـا أتينـا
فــانبرى عنـه طرفـه وهـو كـاب
جـاء يسـطو فعـاد قـد عـاذ منه
بأمــــان لنفســــه، وكتـــاب
وإليــه الأشــجار ممــا دعاهـا
قــد أتتــه تخــد خـد الـتراب
ثـم عـادت إلـى المنـابت سـعيا
ســاريات العــروق فــي أسـراب
وبكفيــــه ســــبحت حصــــيات
أســـمعتهم فهــن ذات اصــطخاب
نبـع المـاء مـن أنـامله الخمس
غزيـــرا مـــدغفقا ذا عبـــاب
وبتصــديقه قــد اعـترف الضـبب
مقــــرا فــــآمن الأعرابــــي
وبصــاع وبهمــة أشــبع الألــف
فشــادوا نقــاب تلـك الجـوابي
زود الجيـــش مرمليــن حييســا
فضــل تمــر أحصـوه ملـء جـراب
وعلــى فقــده فقـد ردد الجـذع
حنينــــا لبعـــده بانتحـــاب
وحقيــــق لأعيــــن فــــارقته
أن تســح الــدموع سـح السـحاب
فعلـــى فرقــة الأحبــة يبكــي
كـل نـاء المـزار بعـد اقـتراب
فـــانثنى نحــوه يســكن منــه
باحتضــان لــه جــوى الأوصــاب
أيــن منـا النشـيج خـوف نـواه
مــن أنيــن الجمــاد والأخشـاب
فــض جمــع الأعـداء يـوم حنيـن
إذ رمــاهم بقبضــة مــن تـراب
وإذا مـــا نــوى قتــال عــدو
قــذفوا فــي القلـوب بالإرعـاب
وثلاث فــي أمــر زينــب آيــات
عظــام منهــا نــزول الحجــاب
جاءهـا فـابتنى بهـا حكمة الله
بلا شـــــــاهد ولا خطـــــــاب
بــل خصوصــية بهـا خصـه اللـه
فكــانت تســمو علــى الأتــراب
ولكــم آيــة وكــم مــن دليـل
قــد أزالــت عمايــة الارتيـاب
ذاكــم الفخـر لا ممالـك سـابور
ولا الهرمـــزان فـــي الأحقــاب
فأطــل أو فأقصــر لمــدح فيـه
بارتجــال للنظــم أو باقتضـاب
وصـــفه بيـــن لكـــل رســـول
نعتـــه مثبـــت بكـــل كتــاب
خصــه اللــه بالمحبـة والخلـة
مـــع رفــع ذكــره المســتطاب
ورؤوف بـــــالمؤمنين رحيــــم
غيـــر فـــظ جـــاف ولا صــحاب
وهـــدانا بـــه الإلــه فجلــى
ظلــم الظلـم فهـي ذات انجيـاب
فعلا دينـــه علـــى كــل ديــن
مــذهبا باقيــا بغيــر ذهــاب
وحــــبيب مــــدلل بالأمـــاني
ورســــول مظلــــل بالســـحاب
ذاكـم المصـطفى المحـب ومـن ذا
لســواه فــي فضــله بالمحــاب
أو حبـــا لـــه ســـلام محـــب
شـــفه شـــوقه إلــى الأحبــاب
غـض صـوتا لـدى السـلام وكن منه
لـــرد عليـــك فــي الارتقــاب
لا تطــأ أرضــه بنعــل وطأهــا
بجفـــون العيـــون والأهـــداب
انتشــق تربــه وقبلــه واخضـع
وتوســد شــريف تلــك القبــاب
وتضـرع والصـق بـه القلـب كيما
ينثنــي عــن ولــوعه ذا انقلاب
لا تضــمخ منــك الـترائب طيبـا
بــل تضــمخ بطيـب ذاك الـتراب
وتشــفع بــه إلـى اللـه تسـلم
مــن عــذاب خــزي وخـزي عـذاب
عـذ بـه فـي النجـاة فهـو معاذ
وتوســل ولــذ بــذاك الجنــاب
وتـــأدب فلا يكـــن منــك إخلال
وزم الخلال بـــــــــــــالآداب
إن حـــبي لـــه لــزام ولمــا
يــــزل الحـــب لازم الأحبـــاب
واشــتياقي إليــه شــوق معنـى
مفــرط فــي صــبابة واكــتئاب
رب أنعــم عينـي برؤيـاه لا عـن
جنــب منــه بـل بغيـر اجتنـاب
واشـف بـالقرب منـه غلـة شـوقي
فلبعـدي عنـه لقـد جـل مـا بـي
يا شفيع العصاة كن لي إلى الله
شــفيعا مــن الأليــم العــذاب
فبحســبي بــأن تكــون شــفيعي
عنــد رب العبـاد يـوم الحسـاب
جئت أشــكو بــثي لعلــك تشـكي
لمـــرزا فـــي دينــه ومصــاب
قـد تـوالت إلـى الخطايـا خطاه
وأقــل الأعبــاء مــن كـل عـاب
مســرفا فــي ارتكابهـا ومصـرا
والجـا فـي الـذنوب مـن كل باب
فــأعنه بعطفــه لتقــوي منــه
عزمــا علــى التقــى باحتسـاب
علـه أن ينيـب منهـا إلـى الله
بصــــدق مستعصــــما بمتـــاب
وحنــان برأفــة منــك تهــديه
وتنجيــه مــن شــديد العقــاب
أرتجــي وصــلة لـديك ومـا لـي
ســـبب موصـــل مـــن الأســباب
غيــر حــبي لــه وأرجـو بحـبي
ولآل النــــــبي والأصــــــحاب
فاســأل اللـه لـي صـلاح فسـادي
وادع لــي بالهـدى دعـاء مجـاب
صـــلوات الإلــه تــترى عليــه
باقيــات علــى مــدى الأحقــاب
وعلـــى آلـــه الــذي تزكــوا
ليــس فيهــم لعـائب مـن معـاب
حبهـــم مـــذهبي بغيــر غلــو
وإليهــم إمــا دعيـت انتـدابي
ورضـــاه ورحمـــة مــن لــدنه
تتــوالى علــى جميــع الصـحاب
يــا آلهــي وأنـت ربـي وحسـبي
بــك ربــا أحســن إليـك مـآبي
وأجزنــي علــى الصـراط برحمـي
منــك أنجـو بهـا ويسـر حسـابي
لا كتــابي تنشـره إي رب واصـفح
عــن طوايــا صــحائف الكتــاب
فــذنوبي كــثيرة ليــس تحصــى
وعيـــوبي شـــتى ملأن عيـــابي
فأقــل عــثرتي وثبــت فــؤادي
لا يــزغ فــي مــواطن الإرهــاب
واعـف عنـي وارحـم وسـامح وأعتق
نـي مـن النـار يـوم فـك الرقاب
عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن هِبَةِ اللَّهِ الدمشقي،أمين الدين أبو اليمن المعروف بابن عساكر الشافعي نزيل مكة: شيخ الحجاز في عصره وأحد أبطال معركة تحرير دمياط (1) من الفرنسيس ومؤرخ وقائعها وجده زين الأمناء الحسن بن محمد هو ابن أخي الحافظ ابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله) صاحب تاريخ دمشق.ترجم له الرحالة ابن رُشيد السبتي في "ملء العيبة" ترجمة مطولة ضمنها الكثير من شعره ثم قال: (وشعره رضي الله عنه كثير، وقد كتبنا منه جملة في غير هذا الموضع تركناه هنا اختصارا) وكان قد التقاه في ذي الحجة عام 684هـ قبل وفاته بسنة وخمسة أشهر.قال: أبو اليمن العالم المحدث الأديب الشاعر الشيخ . سمع من جده زين الأمناء أبي البركات الحسن بن عساكر، والموفق بن قدامة والمجد محمد بن الحسين القزويني، وأبي القاسم بن صصرى وأبي محمد المنى، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية وخلق ببغداد، وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار، وإسماعيل بن عثمان القارئ، وعبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، في آخرين، وحدث بالكثير، وله تأليف كثيرة وشعر حسن، وخط جيد، وكان ثقة فاضلًا عالما، جيد المشاركة في العلوم، بديع النظم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكل من يعرفه يثني عليه، ويصفه بالدين والزهد، وجاور أربعين سنة، وكان شيخ الحجاز في وقته، ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين، فسمع بها مع أبيه تاج الدين، ثم حج من بغداد سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى الشام ونال بها وبمصر الرتبة العليا، والجاه العظيم عند السلطان، ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وست مائة، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية في العام المعروف بعام دمياط ...إلخوترجم له الحافظ ابن فهد في كتابه "لحظ الألحاظ" قال ما ملخصه: (الإمام العلامة الحافظ الزاهد أمين الدين الدمشقي ثم المكي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة وكان قوي المشاركة في العلوم لطيف الشمائل بديع النظم خيرا صالحا صاحب صدق وتوجه، اعتنى من صغره بالعلم خصوصا الحديث ... وانقطع بمكة المشرفة نحوًا من أربعين سنة ومات بالمدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام- في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة -رحمه الله تعالى).(1) انظر في ذلك قصيدته الميمية قبل الحرب وأولها:جلــل أصــابك والخطـوب جسـام فــالقلب دام والــدموع سـجاموقصيدته الرائية في وصف النصر وأولها:أما شاقكم روض القتال وقد سرى إليكـم نسـيم النصـر وهو معطروكان ذلك يوم 21/ صفر/ 647هـ الموافق 4/ 6/ 1249م ولا تزال دمياط حتى اليوم تحتفل بهذا النصر، وباعتقالها لويس التاسع عشر قائد الحملة الفرنسرية وسجنه في دار فخر الدين ابن لقمان (كاتب الإنشاء) كما وصف ذلك الشاعر جمال الدين ابن مطروح في قصيدته:قـــل للفرنســـيس إذا جئتـــه مقــال صــدق مـن قـؤول نصـيحوهذه المعركة أشهر معارك الفرنجة بعد حطين وقد ذكرها دانتي في "الكوميديا الإلهية" أما لويس التاسع عشر فاسمه في التاريخ العربي (ريد إفرنس) وترجم له الصفدي باسمه (بولش) وترجم له ابن تغري بردي في المنهل الصافي باسم (بواش) ووفاته عام (661هـ) وكانت جيوش مصر بقيادة بيبرس في أول أيام شجرة الدر وكان زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب قد توفي أثناء محاصرة دمياط وكان ابنه الملك المعظم تورانشاه خارج مصر فلما عاد اغتيل أثناء الاحتفال بالنصر. والمنصورة التي تذكر في أخبار دمياط هي قلعة بناها والد نجم الدين أيوب بالقرب من دمياط لتحريرها من يد الفرنجة انظر حديث ابن خلدون المفصل عن هذه الوقعة عن طريق البحث عن: (وكان أبوه قد اتخذ لنزله هنالك قلعة سماها المنصورة)