
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مـن تبـوأ مـن مشـاعر مكة
متبــوأ بيـن الصـفا والمـروة
ألقى العصا فيها وأوضع كي بها
تضـع الخطـا والحوب عنه بتوبة
فــأوى إلــى حـرم ولاذ بمـأمن
مســتوثقا منهـا بـأوثق عـروة
وغـدا يجـدد فـي معاهـد رسمها
عهـد الأحبـة بعـد طـول المـدة
عهــد وميثـاق لهـم مـا قطعـت
أســبابه وحبــاله مــا رثــت
فمقبــل طــورا وطــورا ماسـح
أركانهـــا ومـــردد لتحيـــة
حــتى إذا مـا قيـل صـفى سـره
وتقدســـت أوصـــافه وترقـــت
بمــواهب جــادت لــه بعـوارف
قــد أشــرقت أنوارهـا بأشـعة
أضـحى بعيـدا عـن حمـاه محجبا
عــن بــاب مــولاه بكـل تعلـة
يـا ويحـه قـد أوثقتـه حظـوظه
فـي حيـث يطلـق من وثاق الزلة
غلقـــت لــديه رهــونه بعلائق
علقــت بــه وجـرائر قـد جـرت
بمقــر أمــن عينـه سـخنت بـه
ولــديه قــرة كــل عيـن قـرت
فمســود بيــن الــورى ومسـود
وجــه النهــى بصـحائف مسـودة
أيـان يـونس مـن صـلاحك بعـدما
أشـفيت لا تشـفى هـوى مـن علـة
متقســم العزمـات لسـت بمزمـع
مـا فيـه عـائدة عليـك بوصـلة
ومــتى ترجـى منـك يـا متلـون
عتــبى منيـب أو إنابـة مخبـت
قـد شـبت غـدرا بعد شيب غدائر
لمـم الخطـا من بعد وخط اللمة
فـدراك معـترك المنون فقد أتت
ودع المنـى واهبـب لأخـذ الأهبة
وانظـر لأمـرك حيـث أمـرك منظر
لابـد مـن بعـد الكـرى من يقظة
وارفـع إلـى مـولاك شكواك التي
طـالت بهـا نجـواك أبعـد شـقة
واخضـع لـه واضـرع إليه وناده
متنصـــلا ممــا جنيــت بذلــة
وأبسـط لـه كـف السـؤال فـإنه
جـم النـوال ببسـط ظـل النعمة
واغسـل ذنوبـك بالـدموع لعلـه
أن يجتبيــك مـن لـدنه برحمـة
نوحـوا علـى مـن هـذه أنحـاؤه
وابكــوا ورثـوه بـأوجع ندبـة
عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن هِبَةِ اللَّهِ الدمشقي،أمين الدين أبو اليمن المعروف بابن عساكر الشافعي نزيل مكة: شيخ الحجاز في عصره وأحد أبطال معركة تحرير دمياط (1) من الفرنسيس ومؤرخ وقائعها وجده زين الأمناء الحسن بن محمد هو ابن أخي الحافظ ابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله) صاحب تاريخ دمشق.ترجم له الرحالة ابن رُشيد السبتي في "ملء العيبة" ترجمة مطولة ضمنها الكثير من شعره ثم قال: (وشعره رضي الله عنه كثير، وقد كتبنا منه جملة في غير هذا الموضع تركناه هنا اختصارا) وكان قد التقاه في ذي الحجة عام 684هـ قبل وفاته بسنة وخمسة أشهر.قال: أبو اليمن العالم المحدث الأديب الشاعر الشيخ . سمع من جده زين الأمناء أبي البركات الحسن بن عساكر، والموفق بن قدامة والمجد محمد بن الحسين القزويني، وأبي القاسم بن صصرى وأبي محمد المنى، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية وخلق ببغداد، وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار، وإسماعيل بن عثمان القارئ، وعبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، في آخرين، وحدث بالكثير، وله تأليف كثيرة وشعر حسن، وخط جيد، وكان ثقة فاضلًا عالما، جيد المشاركة في العلوم، بديع النظم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكل من يعرفه يثني عليه، ويصفه بالدين والزهد، وجاور أربعين سنة، وكان شيخ الحجاز في وقته، ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين، فسمع بها مع أبيه تاج الدين، ثم حج من بغداد سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى الشام ونال بها وبمصر الرتبة العليا، والجاه العظيم عند السلطان، ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وست مائة، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية في العام المعروف بعام دمياط ...إلخوترجم له الحافظ ابن فهد في كتابه "لحظ الألحاظ" قال ما ملخصه: (الإمام العلامة الحافظ الزاهد أمين الدين الدمشقي ثم المكي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة وكان قوي المشاركة في العلوم لطيف الشمائل بديع النظم خيرا صالحا صاحب صدق وتوجه، اعتنى من صغره بالعلم خصوصا الحديث ... وانقطع بمكة المشرفة نحوًا من أربعين سنة ومات بالمدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام- في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة -رحمه الله تعالى).(1) انظر في ذلك قصيدته الميمية قبل الحرب وأولها:جلــل أصــابك والخطـوب جسـام فــالقلب دام والــدموع سـجاموقصيدته الرائية في وصف النصر وأولها:أما شاقكم روض القتال وقد سرى إليكـم نسـيم النصـر وهو معطروكان ذلك يوم 21/ صفر/ 647هـ الموافق 4/ 6/ 1249م ولا تزال دمياط حتى اليوم تحتفل بهذا النصر، وباعتقالها لويس التاسع عشر قائد الحملة الفرنسرية وسجنه في دار فخر الدين ابن لقمان (كاتب الإنشاء) كما وصف ذلك الشاعر جمال الدين ابن مطروح في قصيدته:قـــل للفرنســـيس إذا جئتـــه مقــال صــدق مـن قـؤول نصـيحوهذه المعركة أشهر معارك الفرنجة بعد حطين وقد ذكرها دانتي في "الكوميديا الإلهية" أما لويس التاسع عشر فاسمه في التاريخ العربي (ريد إفرنس) وترجم له الصفدي باسمه (بولش) وترجم له ابن تغري بردي في المنهل الصافي باسم (بواش) ووفاته عام (661هـ) وكانت جيوش مصر بقيادة بيبرس في أول أيام شجرة الدر وكان زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب قد توفي أثناء محاصرة دمياط وكان ابنه الملك المعظم تورانشاه خارج مصر فلما عاد اغتيل أثناء الاحتفال بالنصر. والمنصورة التي تذكر في أخبار دمياط هي قلعة بناها والد نجم الدين أيوب بالقرب من دمياط لتحريرها من يد الفرنجة انظر حديث ابن خلدون المفصل عن هذه الوقعة عن طريق البحث عن: (وكان أبوه قد اتخذ لنزله هنالك قلعة سماها المنصورة)