
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بأسـتار بيـت اللـه قـم متمسكا
وبـالله عـذ مـن ناره أن تمسكا
ولا تعتصــم إلا بحبــل اعتصـامه
فلا بســـوى تــوفيقه لا تمســكا
ولـذ بحمـاه فاسـتلم ثم فالتزم
وعظـم علـى التقـوى شعائر ربكا
وجـدد عهـودا فـي معاهدها التي
إلـى مـن بها برح اشتياقك شفكا
معاهــد للأرواح فيهــا معــارف
غــذاك هواهـا إذ سـقاك فعلكـا
فمـن حبهـا وافيـت أشـعث أغبرا
تلــبي لــرب باللطــائف ربكـا
عليـك شـعار الحـب تزهـى ببذلة
تبـذلتها للـه مـن زهـو ملككـا
فجـددت رسـم الوصـل بعـد دروسه
وطفـت كمـا طـاف المحبون قبلكا
فقـرة عيـن منـك كـم سـخنت شجى
بمنيـة قـرب نلتـه بعـد بعـدكا
ويـا بـرد حـر الشوق منك بوقفة
بملـتزم تنهـي وتشـرح مـا بكـا
فصـافح يميـن اللـه ذكرى لعبده
وقـل آبـق وافـى وفـاء بعهـدكا
وقـض بما بين الحجون إلى الصفا
شـجون هـوى من أجلها طال شجوكا
نعمــت بنعمــان فظــل أراكهـا
مقيلـك طـوبى ثـم طـوبى ليهنكا
فبشـراك منهـا موقـف عـز موقفا
تنـال بـه الزلفـى ويغفر ذنبكا
يبـاهي بـك الله الملائكة العلى
ظفـرت لعمـري ثـم قـد جـد جدكا
وعرفـت تعريف الألى عرفوا الهوى
وما أنكروا من بعد ذاك فمن لكا
بشــطي إلال ثـم فـي سـفح نـابت
تـراوح كي يرتاح في الحب قلبكا
ومــن عجــب أن الأعــاجيب جمـة
طلـوع لسـعد فـي أفـول لشمسـكا
فلمـا قضـى منهـا هـواك شـجونه
دفعـت إلـى جمـع بطـائر يمنكـا
أفضـت وقـد فاضـت عليك إلى منى
مــواهب أسـرار بهـا بـر حجكـا
فـوفيت نـذرا ثـم قضـيت للمنـى
بهـا تفثـا مـن رمي جمر وحلقكا
فـإن لـم تكـن أهلا لـذ حق أهله
فقــل رب أهلنـي لـذاك بفضـلكا
وقفــت لتوديــع وقـوف شـجٍ جـوٍ
تودعهــا حزنــا وتسـأل عودكـا
وهـل يرحم البين المجد أخا أسى
شـكا فرقة الأحباب أو موجعا بكى
ولكـن سـفح الـدمع يشـفي صبابة
لـذي لوعـة فاسـفح لنأيك دمعكا
تـزود فقـد أعجلـت منهـا بنظرة
عسـى عـودة مـن قبل ترحل عيسكا
فما في الدنا وقت كوقتك في منى
ولا مثــل نعمـان الأراك بأرضـكا
عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن هِبَةِ اللَّهِ الدمشقي،أمين الدين أبو اليمن المعروف بابن عساكر الشافعي نزيل مكة: شيخ الحجاز في عصره وأحد أبطال معركة تحرير دمياط (1) من الفرنسيس ومؤرخ وقائعها وجده زين الأمناء الحسن بن محمد هو ابن أخي الحافظ ابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله) صاحب تاريخ دمشق.ترجم له الرحالة ابن رُشيد السبتي في "ملء العيبة" ترجمة مطولة ضمنها الكثير من شعره ثم قال: (وشعره رضي الله عنه كثير، وقد كتبنا منه جملة في غير هذا الموضع تركناه هنا اختصارا) وكان قد التقاه في ذي الحجة عام 684هـ قبل وفاته بسنة وخمسة أشهر.قال: أبو اليمن العالم المحدث الأديب الشاعر الشيخ . سمع من جده زين الأمناء أبي البركات الحسن بن عساكر، والموفق بن قدامة والمجد محمد بن الحسين القزويني، وأبي القاسم بن صصرى وأبي محمد المنى، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية وخلق ببغداد، وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار، وإسماعيل بن عثمان القارئ، وعبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، في آخرين، وحدث بالكثير، وله تأليف كثيرة وشعر حسن، وخط جيد، وكان ثقة فاضلًا عالما، جيد المشاركة في العلوم، بديع النظم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكل من يعرفه يثني عليه، ويصفه بالدين والزهد، وجاور أربعين سنة، وكان شيخ الحجاز في وقته، ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين، فسمع بها مع أبيه تاج الدين، ثم حج من بغداد سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى الشام ونال بها وبمصر الرتبة العليا، والجاه العظيم عند السلطان، ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وست مائة، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية في العام المعروف بعام دمياط ...إلخوترجم له الحافظ ابن فهد في كتابه "لحظ الألحاظ" قال ما ملخصه: (الإمام العلامة الحافظ الزاهد أمين الدين الدمشقي ثم المكي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة وكان قوي المشاركة في العلوم لطيف الشمائل بديع النظم خيرا صالحا صاحب صدق وتوجه، اعتنى من صغره بالعلم خصوصا الحديث ... وانقطع بمكة المشرفة نحوًا من أربعين سنة ومات بالمدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام- في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة -رحمه الله تعالى).(1) انظر في ذلك قصيدته الميمية قبل الحرب وأولها:جلــل أصــابك والخطـوب جسـام فــالقلب دام والــدموع سـجاموقصيدته الرائية في وصف النصر وأولها:أما شاقكم روض القتال وقد سرى إليكـم نسـيم النصـر وهو معطروكان ذلك يوم 21/ صفر/ 647هـ الموافق 4/ 6/ 1249م ولا تزال دمياط حتى اليوم تحتفل بهذا النصر، وباعتقالها لويس التاسع عشر قائد الحملة الفرنسرية وسجنه في دار فخر الدين ابن لقمان (كاتب الإنشاء) كما وصف ذلك الشاعر جمال الدين ابن مطروح في قصيدته:قـــل للفرنســـيس إذا جئتـــه مقــال صــدق مـن قـؤول نصـيحوهذه المعركة أشهر معارك الفرنجة بعد حطين وقد ذكرها دانتي في "الكوميديا الإلهية" أما لويس التاسع عشر فاسمه في التاريخ العربي (ريد إفرنس) وترجم له الصفدي باسمه (بولش) وترجم له ابن تغري بردي في المنهل الصافي باسم (بواش) ووفاته عام (661هـ) وكانت جيوش مصر بقيادة بيبرس في أول أيام شجرة الدر وكان زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب قد توفي أثناء محاصرة دمياط وكان ابنه الملك المعظم تورانشاه خارج مصر فلما عاد اغتيل أثناء الاحتفال بالنصر. والمنصورة التي تذكر في أخبار دمياط هي قلعة بناها والد نجم الدين أيوب بالقرب من دمياط لتحريرها من يد الفرنجة انظر حديث ابن خلدون المفصل عن هذه الوقعة عن طريق البحث عن: (وكان أبوه قد اتخذ لنزله هنالك قلعة سماها المنصورة)