
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمْسـَى سـُمَيْرٌ قَـدْ بـانَ فَانْقَطَعـا
يــا لَهْــفَ نَفْسـِي لِبَيْنِـهِ جَزَعـا
قُومــا فَنُوحَــا فـي مَـأْتَمٍ صـَحِلٍ
عَلَــى ســُمَيْرِ النَّــدَى وَلَا تَـدَعا
ثُـــمَّ انْـــدُباهُ لِكُــلِّ مَكْرُمَــةٍ
لَا مُســـْنَداً عـــاجِزاً وَلَا وَرَعــا
كَــانَ لَنــا باذِخــاً نَلُـوذُ بِـهِ
أَمْســَى رَمَــاهُ الزَّمَـانُ فَاتَّضـَعا
وَكُــلُّ نَفْــسِ امْــرِئٍ وَإِنْ ســَلِمَتْ
يَوْمــاً سَتَحْســُو لِمِيتَــةٍ جُرَعــا
لِلَّــهِ دَرُّ الْقُبُــورِ مــا حُشــِيَتْ
أَرْوَعَ شــِبْهاً لِلْبَــدْرِ إِذْ ســَطَعا
أَيَّتُهــا النَّفْــسُ أَجْمِلِــي جَزَعـا
إِنَّ الَّــذي تَحْــذَرِينَ قَــدْ وَقَعـا
إِنَّ الَّــذي جَمَّـعَ الْمُـرُوءَةَ وَالْــ
ـــنَجْدَةَ وَالْبِــرَّ وَالتُّقَـى جُمَعـا
وَالْحـافِظَ النّـاسَ في الْقُحُوطِ إِذا
لَــمْ يُرْسـِلُوا تَحْـتَ عـائِذٍ رُبَعـا
وَهَبَّــتِ الشــَّمْأَلُ الْبَلِيــلُ وَقَـدْ
أَضــْحَى كَمِيــعُ الْفَتـاةِ مُلْتَفِعـا
عَـامَ تَـرَى الْكَـاعِبَ الْمُنَعَّمَةَ الْـ
ـــحَسْناءَ فـي دارِ أَهْلِهـا سـَبُعا
الْمُخْلِــفَ الْمُتْلِــفَ الْمُفِيـدَ إِذا
قَـــالَ فَلَا عــائِبٌ لِمَــا صــَنَعا
الْقــائِلَ الْفاعِــلَ الْمُـرَزَّأَ لَـمْ
يُــدْرَكْ بِضــَعْفٍ وَلَـمْ يَمُـتْ طَبَعـا
وَالْقائِدَ الْخَيْلَ في الْمَفَازَةِ وَالْـ
ـــجَدْبِ يُســَاقُونَ خِلْفَــةً ســَرَعا
اللَّابِـسَ الْخَيْـلَ في الْعَجَاجَةِ بِالْـ
ـــخَيْلِ تَســاقَى ســِمامَها نُقَعـا
أَوْدَى فَلَا تَنْفَـــعُ الْإِشــَاحَةُ مِــنْ
أَمْــرٍ لِمَـنْ قَـدْ يُحَـاوِلُ الْبِـدَعا
لِيَبْكِـكَ الضـَّيْفُ وَالْمَجـالِسُ وَالْــ
ـــحَيُّ الْمُخَــوِّي وَطــامِعٌ طَمِعــا
وَذاتُ هِـــدْمٍ بـــادٍ نَوَاشـــِرُها
تُصــْمِتُ بِالْمــاءِ تَوْلَبــاً جَـدِعا
إِذْ شـُبِّهَ الْهَيْـدَبُ الْعَبَامُ مِنَ الْـ
أَقْـــوَامِ ســـَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعـــا
وَالْحَـيُّ إِذْ حـاذَرُوا الصـَّبَاحَ وَخا
فُــوا ذا غَــواشٍ وَسـُوِّمُوا فَزَعـا
وَالْتَحَمَـتْ حَلْقَتا الْبِطانِ عَلَى الْـ
قَــوْمِ وَجاشــَتْ نُفُوســُهُمْ جَزَعــا
وَمُســـْلَمٍ قَـــدْ دَعــا فَأَنْقَــذَهُ
حَتّـى انْجَلَـى الْكَرْبُ عَنْهُ فَانْقَشَعا
بِضــــَرْبَةٍ يَســـْتَدِيرُ صـــاحِبُها
أَوْ طَعْنَــةٍ لَــمْ تَكُـنْ لَـهُ بِـدَعا
بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، أَبو نَوْفَلٍ، شاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَضَعَهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، كانَ مِنْ الفُرْسانِ الشُّجْعانِ وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الحَماسَةُ وَالفَخْرُ وَوَصْفُ المَعْارِكِ وَالغَزَواتِ، وَقَد أُسِرَ فِي غَزْوَةٍ عَلَى قَبِيلَةِ طَيْءٍ، وَكانَ قَدْ هَجا أَوْسَ بْنَ حارِثَةَ الطائِيَّ فَافْتَداهُ أوسٌ بِمِئَتَيْ بعيرٍ، ثُمَّ عَفا عَنْهُ فَمَدَحَهُ، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً فِي أَحَدِ غَزَواتِهِ عَلَى بَنِي صَعْصَعَةَ وَلَهُ قَصِيدَةٌ حِينَ وَفاتِهِ مَطْلَعُها (أَسائِلَةٌ عُمِيرَةُ عَنْ أَبِيها) وَكانَتْ وَفاتُهُ فِي نهايةِ القَرْنِ السادسِ المِيلادِيِّ، نَحْوَ عامِ 22 قَبْلَ الهِجْرَةِ.