
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَفَـى بِالنَّأْيِ مِنْ أَسْماءَ كافِي
وَلَيْـسَ لِحُبِّهـا إِذْ طَـالَ شَافِي
بِلَــى إِنَّ الْعَـزاءَ لَـهُ دَواءٌ
وَطُـولُ الشَّوْقِ يُنْسِيكَ الْقَوَافِي
فَيَـا لَـكِ حَاجَـةً وَمِطَـالَ شَوْقٍ
وَقَطْــعَ قَرِينَــةٍ بَعْـدَ ائْتِلَافِ
كَــأَنَّ الْأَتْحَمِيَّـةَ قَـامَ فِيهـا
لِحُســْنِ دَلَالِهـا رَشـَأٌ مُـوَافِي
مِـنَ الْبِيضِ الْخُدُودِ بِذِي سُدَيْرٍ
يَنُشـْنَ الْغُصـْنَ مِـنْ ضَالٍ قِضَافِ
أَوِ الْأَدْمِ الْمُوَشـَّحَةِ الْعَـوَاطِي
بِأَيْـدِيهِنَّ مِـنْ سـَلَمِ النِّعـافِ
كَــأَنَّ مُدَامَــةً مِـنْ أَذْرِعَـاتٍ
كُمَيْتـاً لَوْنُهـا لَـوْنُ الرُّعَافِ
عَلَـى أَنْيابِهـا بِغَرِيـضِ مُـزْنٍ
أَحَـالَتْهُ السَّحَابَةُ في الرِّصَافِ
فَإِنَّـكِ لَـوْ رَأَيْـتِ غَدَاةَ بِنْتُمْ
خُشــُوعِي لِلتَّفَـرُّقِ وَاعْتِرافِـي
إِذاً لَرَثَيْـتِ لِـي وَعَلِمْـتِ أَنِّي
بِـوُدِّي غَيْـرُ مُطَّـرَفِ التَّصـافِي
وَحاجَــةِ آلِــفٍ بَـدَّلْتُ صـَرْماً
إِذا هَـمَّ الْقَرِينَـةُ بِانْصـِرَافِ
عَلَـى أَنِّـي عَلَـى هِجْرَانِ سُعْدَى
أُمَنِّيهـا الْمَوَدَّةَ فِي الْقَوَافِي
فَســَلِّ طِلَابَهــا وَتَعَـزَّ عَنْهـا
بِنَاجِيَــةٍ تَخَيَّــلُ بِــالرِّدَافِ
بِحُرْجُـوجٍ يَئِطُّ النَّسـْعُ فِيهـا
أَطِيـطَ السـَّمْهَرِيَّةِ فِي الثِّقَافِ
كَـأَنَّ مَوَاضـِعَ الثَّفِنـاتِ مِنْها
إِذَا بَرَكَـتْ وَهُـنَّ عَلَـى تَجَافِي
مُعَـــرَّسُ أَرْبَـــعٍ مُتَقَــابِلاتٍ
يُبَـادِرْنَ الْقَطَـا سَمَلَ النِّطَافِ
فَـأَبْقَى الْأَيْنُ وَالتَّهْجِيرُ مِنْها
شــُجُوباً مِثْـلَ أَعْمِـدَةِ الْخِلَافِ
تَخِــرُّ نِعَالُهــا وَلَهـا نَفِـيٌّ
مِنَ الْمَعْزاءِ مِثْلُ حَصَى الْخِذَافِ
كَـأَنَّ السـَّوْطَ يَقْبِـضُ بَطْنَ طَاوٍ
بِأَجْمَـادِ اللُّبَيِّـنِ مِـنْ جُفَـافِ
شـَجَجْتُ بِهـا إِذَا الْآرَامُ قَالَتْ
رُؤُوسَ اللَّامِعَـاتِ مِـنَ الْفَيافِي
فَلَيْتِـي قَدْ رَأَيْتُ الْعِيسَ تَرْمِي
بِأَيْـدِيها الْمَفَـاوِزَ عَنْ شِرَافِ
عَوامِــدَ لِلْمَلا وَجُنُـوبِ سـَلْمَى
عَلَـى أَعْجَازِهـا دُكْـنُ الْعِطَافِ
إِلَـى أَوْسِ بْـنِ حَارِثَـةَ بْنِ لَأْمٍ
لِرَبِّـكِ فَـاعْلَمِي إِنْ لَمْ تَخَافِي
فَمــا صـَدَعٌ بِجُبَّـةَ أَوْ بِشـُوطٍ
عَلَـى زُلُـقٍ زَوَالِـقَ ذِي كَهَـافِ
تَـزِلُّ اللَّقْـوَةُ الشَّغْواءُ عَنْها
مَخَالِبُهــا كَـأَطْرَافِ الْأَشـَافِي
بِـأَحْرَزَ مَـوْئِلاً مِـنْ جَـارِ أَوْسٍ
إِذا مـا ضـِيمَ جِيرانُ الضِّعَافِ
وَمـا لَيْـثٌ بِعَثَّـرَ فِـي غَرِيـفٍ
يُغَنّيـهِ الْبَعُـوضُ عَلَى النِّطَافِ
مُغِـبٌّ مـا يَـزَالُ عَلَـى أَكِيـلٍ
يُنَـاغِي الشَّمْسَ لَيْسَ بِذِي عِطَافِ
بِأَبْــأَسَ سـَوْرَةً لِلقِـرْنِ مِنْـهُ
إِذَا دُعِيَـتْ نَزَالِ لَدَى الثِّقَافِ
وَمَـا أَوْسُ بْـنُ حَارِثَـةَ بْنِ لَأْمٍ
بِغُمْـرٍ فِـي الْأُمُـورِ وَلَا مُضـَافِ
بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، أَبو نَوْفَلٍ، شاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَضَعَهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، كانَ مِنْ الفُرْسانِ الشُّجْعانِ وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الحَماسَةُ وَالفَخْرُ وَوَصْفُ المَعْارِكِ وَالغَزَواتِ، وَقَد أُسِرَ فِي غَزْوَةٍ عَلَى قَبِيلَةِ طَيْءٍ، وَكانَ قَدْ هَجا أَوْسَ بْنَ حارِثَةَ الطائِيَّ فَافْتَداهُ أوسٌ بِمِئَتَيْ بعيرٍ، ثُمَّ عَفا عَنْهُ فَمَدَحَهُ، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً فِي أَحَدِ غَزَواتِهِ عَلَى بَنِي صَعْصَعَةَ وَلَهُ قَصِيدَةٌ حِينَ وَفاتِهِ مَطْلَعُها (أَسائِلَةٌ عُمِيرَةُ عَنْ أَبِيها) وَكانَتْ وَفاتُهُ فِي نهايةِ القَرْنِ السادسِ المِيلادِيِّ، نَحْوَ عامِ 22 قَبْلَ الهِجْرَةِ.