
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الْفُـؤادَ بِـآلِ كَبْشـَةَ مُـدْنَفُ
قَطَـعَ الْقَرِينَـةَ غُـدْوَةً مَنْ تَأْلَفُ
فَكَـــأَنَّ أَطْلَالاً وَبَــاقِي دِمْنَــةٍ
بِجَـدُودَ أَلْـواحٌ عَلَيْهـا الزُّخْرُفُ
فَجِمــادِ ذِي بَهْـدَى فَجَـوِّ ظُلَامَـةٍ
عُرِّيــنَ لَيْـسَ بِهِـنَّ عَيْـنٌ تَطْـرِفُ
إِلَّا الْجَــآذِرَ تَمْتَـرِي بِأُنُوفِهـا
عُـوذاً إِذَا تَلَـعَ النَّهـارُ تَعَطَّفُ
حُـمَّ الْقَـوَادِمِ مـا يَعُرُّ ضُرُوعَها
حَلَـبُ الْأَكُـفِّ لَهـا قَـرَارٌ مُؤْنِـفُ
فَظَلِلْــتُ مُكْتَئِبـاً كَـأَنَّ مُدَامَـةً
يَســْعَى بِلَــذَّتِها عَلَــيَّ مُنَطَّـفُ
حَتَّـى إِذَا تَلَـعَ النَّهَارُ وَهَاجَنِي
لِلْهَــمِّ ذِعْلِبَــةٌ تُنِيـفُ وَتَصـْرِفُ
هَوْجَــاءُ نَاجِيَـةٌ كَـأَنَّ جَـدِيلَها
فـي جِيدِ خَاضِبَةٍ إِذَا مَا أَوْجَفُوا
يَبْـرِي لَهـا خَـرِبُ الْمُشَاشِ مُصَلِّمٌ
صــَعْلٌ هِبَــلٌّ ذُو مَنَاسـِفَ أَسـْقَفُ
أَكَّــالُ تَنُّــومِ النِّقَـاعِ كَـأَنَّهُ
حَبَشــِيُّ حَازِقَـةٍ عَلَيْـهِ الْقَرْطَـفُ
فَإِلَى ابْنِ أُمِّ إِياسَ أَرْحَلُ نَاقَتِي
عَمْـرٍو سـَتُنْجِحُ حَـاجَتِي أَوْ تُزْحِفُ
مَلِـكٌ إِذَا نَـزَلَ الْوُفُـودُ بِبابِهِ
غَرَفُـوا غَـوَارِبَ مُزْبِـدٍ لَا يُنْـزَفُ
مُتَحَلِّــبُ الْكَفَّيْــنِ غَيْـرُ غُضـُبَّةٍ
جَـزْلُ الْمَـوَاهِبِ مُخْلِـفٌ ما يُتْلِفُ
يَكْفِيكَ ما اجْتَرَحَتْ يَدَاكَ وَيَعْتَلِي
مَـا كَـانَ مِـنْ نَطَفٍ وَمَا لَا يَنْطَفُ
الْواهِبُ الْبِيضَ الْكَوَاعِبَ كَالدُّمَى
حُـوراً بِأَيْـدِيها الْمَزَاهِرُ تَعْزِفُ
يُعْطِـي النَّجَائِبَ بِالرِّحَالِ كَأَنَّها
بَقَـرُ الصـَّرَائِمِ وَالْجِيـادَ تَوَذِّفُ
بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، أَبو نَوْفَلٍ، شاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَضَعَهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، كانَ مِنْ الفُرْسانِ الشُّجْعانِ وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الحَماسَةُ وَالفَخْرُ وَوَصْفُ المَعْارِكِ وَالغَزَواتِ، وَقَد أُسِرَ فِي غَزْوَةٍ عَلَى قَبِيلَةِ طَيْءٍ، وَكانَ قَدْ هَجا أَوْسَ بْنَ حارِثَةَ الطائِيَّ فَافْتَداهُ أوسٌ بِمِئَتَيْ بعيرٍ، ثُمَّ عَفا عَنْهُ فَمَدَحَهُ، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً فِي أَحَدِ غَزَواتِهِ عَلَى بَنِي صَعْصَعَةَ وَلَهُ قَصِيدَةٌ حِينَ وَفاتِهِ مَطْلَعُها (أَسائِلَةٌ عُمِيرَةُ عَنْ أَبِيها) وَكانَتْ وَفاتُهُ فِي نهايةِ القَرْنِ السادسِ المِيلادِيِّ، نَحْوَ عامِ 22 قَبْلَ الهِجْرَةِ.