
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَشــِيتَ لِلَيْلَــى بِشـَرْقٍ مُقَامـا
فَهَـاجَ لَـكَ الرَّسـْمُ مِنْها سَقَاما
بِســِقْطِ الْكَثِيــبِ إِلَــى عَسـْعَسٍ
تَخَــالُ مَنَــازِلَ لَيْلَـى وِشـَاما
تَجَــرَّمَ مِــنْ بَعْـدِ عَهْـدي بِهـا
ســِنُونَ تُعَفِّيــهِ عَامـاً فَعَامـا
ذَكَـرْتُ بِهـا الْحَـيَّ إِذْ هُـمْ بِها
فَأَســْبَلَتِ الْعَيْـنُ مِنِّـي سـِجَاما
أُبَكِّــــي بُكَــــاءَ أَرَاكِيَّـــةٍ
عَلَـى فَـرْعِ سـَاقٍ تُنَـادِي حَمَاما
ســَرَاةَ الضــُّحَى ثُــمَّ هَيَّجْتُهـا
مَـرُوحَ السـُّرَى تَسـْتَخِفُّ الزِّمَاما
كَـــأَنَّ قُتُــودِي عَلَــى أُحْقَــبٍ
يُرِيــدُ نَحُوصــاً تَـؤُمُّ السـِّلَاما
شـــَتِيمٍ تَرَبَّـــعَ فــي عانَــةٍ
حِيَــالٍ يُكَــادِمُ فِيهـا كِـدَاما
فَســَائِلْ بِقَـوْمِي غَـدَاةَ الْـوَغَى
إِذَا ما الْعَذَارَى جَلَوْنَ الْخِدَاما
وَكَعْبــاً فَســَائِلْهُمُ وَالرِّبــابَ
وَســَائِلْ هَـوَازِنَ عَنَّـا إِذا مـا
لَقِينَـــاهُمُ كَيْـــفَ نُعْلِيهِـــمُ
بَــوَاتِرَ يَفْرِيـنَ بَيْضـاً وَهَامـا
بِنَــا كَيْــفَ نَقْتَــصُّ آثَــارَهُمْ
كَمَـا تَسـْتَخِفُّ الْجَنُـوبُ الْجَهَاما
عَلَــى كُــلِّ ذِي مَيْعَــةٍ ســَابِحٍ
يُقَطِّــعُ ذُو أَبْهَرَيْــهِ الْحِزَامـا
وَجَـــرْدَاءَ شـــَقَّاءَ خَيْفَانَـــةٍ
كَظِـلِّ الْعُقَـابِ تَلُـوكُ اللِّجَامـا
تَرَاهُــنَّ مِــنْ أَزْمِهــا شــُزَّباً
إِذَا هُــنَّ آنَسـْنَ مِنْهـا وَحَامـا
وَيَــوْمُ النِّسـَارِ وَيَـوْمُ الْجِفـا
رِ كَانـا عَـذَاباً وَكَانـا غَرَاما
فَأَمَّــا تَمِيــمٌ تَمِيـمُ بْـنُ مُـرٍّ
فَأَلْفـاهُمُ الْقَـوْمُ رَوْبَـى نِياما
وَأَمَّــا بَنُــو عَـامِرٍ بِالنِّسـَارِ
غَـدَاةَ لَقُونـا فَكَـانُوا نَعَامـا
نَعَامــاً بِخَطْمَــةَ صـُعْرَ الْخُـدُو
دِ لَا تَطْعَــمُ الْمَـاءَ إِلَّا صـِيَاما
بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، أَبو نَوْفَلٍ، شاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَضَعَهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، كانَ مِنْ الفُرْسانِ الشُّجْعانِ وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الحَماسَةُ وَالفَخْرُ وَوَصْفُ المَعْارِكِ وَالغَزَواتِ، وَقَد أُسِرَ فِي غَزْوَةٍ عَلَى قَبِيلَةِ طَيْءٍ، وَكانَ قَدْ هَجا أَوْسَ بْنَ حارِثَةَ الطائِيَّ فَافْتَداهُ أوسٌ بِمِئَتَيْ بعيرٍ، ثُمَّ عَفا عَنْهُ فَمَدَحَهُ، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً فِي أَحَدِ غَزَواتِهِ عَلَى بَنِي صَعْصَعَةَ وَلَهُ قَصِيدَةٌ حِينَ وَفاتِهِ مَطْلَعُها (أَسائِلَةٌ عُمِيرَةُ عَنْ أَبِيها) وَكانَتْ وَفاتُهُ فِي نهايةِ القَرْنِ السادسِ المِيلادِيِّ، نَحْوَ عامِ 22 قَبْلَ الهِجْرَةِ.