
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَــارَتْ بَنُـــو بَكْــرٍ وَلَـمْ يَعْـدِلُوا
وَالْمَــرْءُ قَــدْ يَعْـرِفُ قَصـْدَ الطَّرِيـقْ
حَـــلَّتْ رِكَـــابُ الْبَـغْــيِ مِـنْ وَائِلٍ
فِــي رَهْــطِ جَسَّــاسٍ ثِقــَالِ الْوُسـُوقْ
يَــا أَيُّهَــا الْجَانِـــي عَلَـى قَـوْمِهِ
مَــا لَـمْ يَكُــنْ كَـانَ لَـهُ بِـالْخَلِيقْ
جِـنَــايَــةً لَـمْ يَـدْرِ مَـا كُنْـهُهَــا
جَــانٍ وَلَــمْ يُضْــحِ لَهـا بِالْمُــطِيقْ
كَــقَــــاذِفٍ يَــوْمـــاً بِـأَجـْـرَامِهِ
فِـــي هُــوَّةٍ لَيْـسَ لَهَـا مِـنْ طَرِيــقْ
مَــنْ شـَاءَ وَلَّـى النَّفْــسَ فِـي مَهْمَـهٍ
ضَنْـــكٍ وَلَكِـنْ مَـنْ لَـهُ بِالْمَـضِـيــقْ
إِنَّ رُكُــوبَ الْبَحْـــرِ مَـا لَـمْ يَكُــنْ
ذَا مَصْـــدَرٍ مِــنْ تَهْلِكَــاتِ الْغَرِيـقْ
لَيْـــسَ لِمَـنْ لَـمْ يَعْــدُ فِـي بَغْــيِهِ
عِـدَايَـــةٌ تَـخْــرِيــقُ رِيـحٍ خَرِيــقْ
كَــمَــــنْ تَـعَـــدَّى بَـغْــيُهُ قَـوْمَهُ
طَـــارَ إِلَــى رَبِّ اللِّـوَاءِ الْخَفُــوقْ
إِلَــى رَئِيـــسِ النَّـاسِ وَالْمُرْتَـجَــى
لِعُـقْــــدَةِ الشــَّدِّ وَرَتْـقِ الْفُتُــوقْ
مَـــنْ عَــرَفَـــتْ يَــوْمَ خَــزَازَى لَهُ
عُلْيَـــا مَعَــدٍّ عِنــْدَ جَبْـذِ الْوُثُـوقْ
إِذَا أَقْبَـــلَتْ حِمْـيَـــرُ فـي جَمْعِهَـا
وَمَذْحِـــجٌ كَالْعـــَارِضِ الْمُسْـتَـحِــيقْ
وَجَـمْـــعُ هَـمْـــدَانَ لَهُــمْ لَجْـبَــةٌ
وَرَايَــــةٌ تَهْــــوِي هُــوِيَّ الْأَنُــوقْ
فَـقَــــلَّدَ الْأَمـــْرَ بَـنُــــو هَـاجِرٍ
مِنْـــهُمْ رَئِيســاً كَالْحُسـَامِ الْعَتِيـقْ
مُـضْـطَـلِعـــاً بِالْأَمــْرِ يَسْـمــُو لَـهُ
فــي يَــوْمِ لا يَسْـــتَاغُ حَلْـقٌ بَرِيـقْ
ذَاكَ وَقَــــدْ عَــــنَّ لَهُـــمْ عـَـارِضٌ
كَجِـنْـــحِ لَيْــلٍ فـي سـَمَاءِ الْبَـرُوقْ
تَـلْمَــــعُ لَمْــعَ الطَّـيْــرِ رَايَـاتُهُ
عَــلَى أَوَاذِي لُـجٍّ بَـحْـــرٍ عَـمِـيــقْ
فَـــاحْــــتَــــلَّ أَوْزَارَهُـــمُ إِزْرُهُ
بِــرَأْيِ مَحْـمُــودٍ عَلَيـْهِــمْ شَفِـيــقْ
وَقَــدْ عَـلَتْــهُـــمْ هَـفْـــوَةً هَبْـوَةٌ
ذَاتُ هَـيَــــاجٍ كَـلَهِـيــبِ الْحَرِيــقْ
فَـانْـفَـرَجَـــتْ عَـنْ وَجْهِـهِ مُسْـفِــراً
مُنْـبَـلِجـــاً مِثْــلِ انْبِلاجِ الشــُّرُوقْ
فَـــذَاكَ لا يُــوفِـــي بِـهِ مِـثْـــلُهُ
وَلَســْتَ تَلْقَـــى مِثْــلَهُ فـي فَرِيــقْ
قُـــلْ لِبَـــنِــــي ذُهْــلٍ يَــرُدُّونَهُ
أَوْ يَصْـــبِرُوا لِلصــَّيْلَمِ الْخَنْفَقِيــقْ
فَـقَـــدْ تَـرَوَّيْــتُـــمْ وَمــا ذُقْتُـمْ
تَوْبـِيـــلَهُ فَاعْـتَـــرِفُوا بِالْمَـذُوقْ
أَبْلِــغْ بَنِــي شَيْـبَــانَ عَنَّــا فَقَـدْ
أَضْـرَمْــتُـــمْ نِيــرَانَ حَـرْبٍ عَقُــوقْ
لا يُـرْقَــــأُ الــدَّهْرَ لَهَــا عَاتِــكٌ
إِلَّا عَلَـــى أَنْفَـــاسِ نَجْـــلا تَفُــوقْ
سَـتَـحْـمِـــلُ الرَّاكِـبَ مِنْـهَــا عَلَـى
سِيْـسَـــاءِ حِدْبِـيـــرٍ مِـنَ الشـَّرِّنُوقْ
أَيُّ امْــــرِئٍ ضَــرَّجـْــتُـــمُ ثَــوْبَهُ
بِـعَــاتِـــكٍ مِــنْ دَمِـهِ كَـالْخَــلُوقْ
سَـــــيِّدُ سـَـــادَاتٍ إِذَا ضَـــمَّهُــمْ
مُـعْــظَـــمُ أَمْـرٍ يَـوْمَ بُـؤْسٍ وَضِيــقْ
لَـمْ يَـــكُ كَــالسَّـــيِّدِ فــي قَـوْمِهِ
بَــلْ مَــلِكٌ دِيــنَ لَـهُ بِـالْحُـقُــوقْ
تَـنْــفَــــرِجُ الظَّلْمَــاءُ عَـنْ وَجْهِـهِ
كَاللَّيْـــلِ وَلَّــى عَـنْ صَدِيــحٍ أَنِيـقْ
إِنْ نَحْــنُ لَــمْ نَثْـأَرْ بِـهِ فَاشـْحَذُوا
شِـفَــارَكُــــمْ مِنَّــا لَحِـزِّ الْحُلُـوقْ
ذَبْحـــاً كَذَبْـــحِ الشــَّاةِ لا تَتَّقِــي
ذابِـحَهــــا إِلّا بِشَـخْـــبِ الْعُــرُوقْ
أَصـبَـــحَ مَــا بَـيْـــنَ بَنِــي وَائِلٍ
مُنْـقَـطِـــعَ الْحَبْــلِ بَعِيـدَ الصـَّدِيقْ
غَــداً نُسَـاقِـــي فَاعْــلَمُوا بَيْنَنَـا
أَرْماحَـنَـــا مِــنْ عَاتِــكٍ كَـالرَّحِيقْ
مِــنْ كُــلِّ مِغْــوَارِ الضُّحَــى بُهْمَــةٍ
شَـمَــــرْدَلٍ مِـنْ فَـوْقِ طِـرْفٍ عَتِـيــقْ
سَـعَــالِيـــاً تَـحْــمِــلُ مِـنْ تَغْـلِبٍ
أَشْـبَــــاهَ جِــنٍّ كَلُيُــوثِ الطَّرِيــقْ
لَيْــسَ أَخُـوكُـــمْ تَـارِكـــاً وِتْــرَهُ
دُونَ تَـقَــضِّـــي وِتْـرُهُ بِالْمُـفِـيــقْ
شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ، اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ، والْمَشْهُورُ أَنَّهُ عَدِيُ بْنُ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيُّ، ومُهَلْهِلُ لَقَبُهُ، وقِيلَ: دُعِيَ مُهَلْهِلاً؛ لأَنَّهُ هَلْهَلَ الشِّعْرَ، أيْ: رَقَّقَهُ. ويُعَدُّ مِنْ أَبْطالِ الْعَرَبِ فِي الْجاهِلِيَّةِ، وَهُوَ خَالُ امْرِئِ الْقَيْسِ صَاحِبُ الْمُعَلَّقَةِ، وَهُوَ أَخُو كُلَيْبٍ الْذِي هَاجَتْ بِمَقْتَلِهِ حَرْبُ الْبَسُوسِ، والتي كانتْ سببًا في إسقاطاتٍ تاريخيّةٍ وأدبيّةٍ على شخْصيَّتِهِ حتّى ضاعَتْ حدودُ الحقيقةِ بتأثيرٍ مِن السِّيرةِ الشّعبيّةِ التي أَشْهَرَتْهُ باسْمِ "الزِّير سالم" و "أبو ليلى"، بطلٌ شديدُ الإرادةِ لا يَلِينُ، وأخٌ حَمَلَ لواءَ الثّأرِ لمقْتلِ أخيهِ كُليْبٍ، فكانَ رمزًا لبطولَةٍ فيها مِن الخيالِ والخُرافةِ أكثرُ ممَّا فِيها مِن صِفاتِ البُطولَةِ التّارِيخِيَّةِ.