
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ، اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ، والْمَشْهُورُ أَنَّهُ عَدِيُ بْنُ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيُّ، ومُهَلْهِلُ لَقَبُهُ، وقِيلَ: دُعِيَ مُهَلْهِلاً؛ لأَنَّهُ هَلْهَلَ الشِّعْرَ، أيْ: رَقَّقَهُ. ويُعَدُّ مِنْ أَبْطالِ الْعَرَبِ فِي الْجاهِلِيَّةِ، وَهُوَ خَالُ امْرِئِ الْقَيْسِ صَاحِبُ الْمُعَلَّقَةِ، وَهُوَ أَخُو كُلَيْبٍ الْذِي هَاجَتْ بِمَقْتَلِهِ حَرْبُ الْبَسُوسِ، والتي كانتْ سببًا في إسقاطاتٍ تاريخيّةٍ وأدبيّةٍ على شخْصيَّتِهِ حتّى ضاعَتْ حدودُ الحقيقةِ بتأثيرٍ مِن السِّيرةِ الشّعبيّةِ التي أَشْهَرَتْهُ باسْمِ "الزِّير سالم" و "أبو ليلى"، بطلٌ شديدُ الإرادةِ لا يَلِينُ، وأخٌ حَمَلَ لواءَ الثّأرِ لمقْتلِ أخيهِ كُليْبٍ، فكانَ رمزًا لبطولَةٍ فيها مِن الخيالِ والخُرافةِ أكثرُ ممَّا فِيها مِن صِفاتِ البُطولَةِ التّارِيخِيَّةِ.
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وهو مِنْ أَقْدَمِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، شاعِرٌ فَحْلٌ صَنَّفُهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّامِنَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، اشْتُهِرَ بِمُرافَقَتِهِ لِاِمْرِئِ القَيْسِ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، وَإِيّاهُ عَنَى امْرَؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (بَكَى صاحِبِي لَما رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ)، وَقد تُوُفِّيَ فِي رِحْلَتِهِ هذِهِ فَسُمِّيَ عَمْراً الضّائِعَ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 85هـ/ 540م.
السُّليك بن السُّلَكة هو السُّليك بنُ بنُ عمرِو بنِ سنان، من قبيلةِ سعد بنِ زيد مناة المنحدرة من قبائل تميم النّزارية العدنانيّة. والسُّلَكَة: أمُّه، ويُنسَب إليها. شاعرٌ جاهليٌّ من كبارِ الشّعراءِ الصّعاليك، عُرِفَ بغاراتِهِ على قبائلِ مراد وخثعم وبكر بن وائل، وكان معروفاً بشدّة البأس والقدرةِ الفائقةِ على العَدْو والمعرفة العظيمة بالصّحراء والمفاوز والقفار. يُعَدّ من أغربةِ العرب؛ لسوادِ بشرتِهِ ونسبتِهِ إلى أمِّه وشجاعتِهِ وشاعريّته، وقد قُتِل على يد أنس بن مدرك الخثعميّ نحو سنة 17ق.ه/606م. عدّهُ المفضّل الضبّيّ من أشدّ رجال العرب وأنكرِهم وأشعرِهم، ويدورُ شعرُه حول وصفِ صعلكتِهِ وغاراتِهِ ومشاهدِه.
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.
هو عروة بن الورد بن حابس العبسيّ، من قبيلةِ عبس المنحدرةِ من قبائلِ غطفان النزاريّة العدنانيّة، كُنيتُهُ أَبو نجد، شاعِرٌ وفارسٌ من رؤوسِ الصّعاليكِ في العصرِ الجاهليّ، وقد لُقِّبَ بأبي الصّعاليك لأنّه كان يحمي الصّعاليك ويقودُهم في الغارات، كما أنّه أحدُ المنظّرين الكبار للصّعلكة في الشّعر الجاهليّ؛ فقد نظّرَ لضرورةِ ثورةِ الصّعاليك على الأغنياء وإعادة علاقات التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع. اشتُهِرَ بكرمِهِ وجودِهِ وحمايتِه للضّعفاء والملهوفين ودعوته إلى مكارم الأخلاق. تدورُ معظمُ قصائدُه حول الصّعلكة وضرورة الضّرب في الأرض بحثاً عن الرّزق، كما أنّ له قصائد في بعض الشؤون القبليّة في عصرِه.
السَّمَوْأَلُ بْنُ عُرَيضِ بْنِ عادِياءَ، مِنْ قَبِيلَةِ الأَزْدِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ، جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ عَلَى رَأْسِ طَبَقَةِ الشُّعَراءِ اليَهُود، لَهُ حِصْنٌ مَشْهُورٌ بِتَيْماءَ يُسَمَّى الأَبْلَق، عُرِفَ السَّمَوْأَلُ بِالوَفاءِ وَلَهُ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ حَوْلَ حِفْظِهِ لِدُرُوعِ امْرِئِ القَيْسِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ وَأَشْهَرُ شِعْرِهِ لامِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنُسْ مِنْ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ فَــكُـــلُّ رِداءٍ يَــرْتَـــدِيـــهِ جَــمِــيــلُ) وَقَدْ نُسِبَتْ لِغَيْرِهِ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 65ق.هـ المُوافِقُ لعامِ 560م.
أَوسُ بنُ حَجَرٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقَدَّمٌ، كانَ يُعَدُّ شاعِرَ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَتَقَدَّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى نَشَأَ النّابِغَةُ وَزُهَيْرٌ فَأَخْمَلاهُ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، وَكانَ زُهَيْرٌ راوِيَتَهُ، وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، وَكانَ أَوسٌ مُعاصِراً لِعَمْرِو بنِ هِندٍ، وَنادَمَ مُلُوكَ الحِيْرَةِ. عُمِّرَ طَوِيلاً وَتُوُفِّيَ نَحْوَ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ بنِ مالكِ بنِ عَتّابٍ، مِن قَبيلَةِ تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ، وَأُمُّهُ لَيلى بِنتُ مُهلْهِلِ بنِ رَبيعةَ، شَاعِرٌ جَاهليٌّ مِن أَصحابِ المُعلَّقاتِ، وَهو مِنَ الشُّعراءِ المُقلِّينَ، سَادَ قَومَهُ وَهو فِي الخامِسةَ عشرةَ مِن عُمرهِ وكان فارِساً شُجاعاً وهو أحدُ فُتَّاكِ الجاهليّةِ، قَتلَ عَمرَو بنَ هِندٍ مَلِكِ الحِيرةِ فِي قِصّةٍ مَشْهُورَةٍ، وَماتَ وَقدْ بَلغَ مئةً وخَمسينَ عاماً، وكانت وفاتُه نحوَ سَنةِ 40ق.هـ/ 584م.
هو عَدِيُّ بْنُ رَبيعةِ بنِ مُرَّةِ بنِ هُبيرةَ، من بنِي جُشَمَ، مِن تَغلِبَ، كُنيَتُهُ أَبو لَيلى المُهَلْهِل، واخْتُلِفَ فِي اسْمِه الأَول وَتَعدَّدتْ الرِّواياتُ عِندَ أَهلِ الأَدَبِ، فذهبَ صاحِبُ الأَغانِي، والآمِديُّ فِي (المُؤتَلِفِ والمُخْتلف) والمَرْزُبانيُّ فِي (مُعجم الشُّعراء) وابنُ رَشيقٍ في (الْعُمْدة في محاسنِ الشّعر وآدابِهِ ونقده) إلى أنّ اسمَه امْرؤُ القَيسِ، وذلكَ لِما رُويَ من قولِهِ:
ضَرَبَتْ صَدْرَها إِليَّ وقالَتْ يا امْرأَ القَيسِ حَانَ وَقْتُ الْفِراقِ
وَقالَ الآمدي: اسمُه امْرؤُ القيسِ بنُ رَبيعةِ بْنِ الْحارثِ بنِ زُهيرِ بنِ جُشَمِ بنِ بكرِ بنِ حَبيبِ بنِ عَمرِو بنِ غانمِ بنِ تَغْلِبَ، وهو الشَّاعِرُ المَشهورُ.
وذهبَ ابنُ سلَّامٍ وابنُ قُتيبةَ في (الشِّعر والشُّعراء) وابنُ عبدِ ربِّهِ فِي "العقد الفريد"، وابنُ رشيقٍ في "العُمدة" إلى أَنَّ اسْمَهُ عَدِيٌّ بالاسْتنادِ إلى رِوايةٍ مُغايِرةٍ لِلبيتِ السَّابِقِ، فرُويَ قولُهُ:
ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقَالَتْ يا عَدِيًّا لقدْ وَقَتْكَ الْأَوَاقِي
واسْتُشْهِدَ في ذَلكَ بِبيتِ الْحارثِ بنِ عبادٍ:
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى عَدِيٍّ وَلَمْ أَعْـ ـرِفْ عَدِيًّا إِذْ أَمْكَنَتْنِي الْيَدانِ
وَذَهبَ المُفضَّلُ الضَّبِّيُّ في "أَمثال العَرَبِ" إلى أنّ مُهَلْهِلاً هو امْرؤُ الْقيس وهو عَدِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ.
ولَقَبُ المُهَلْهِلِ مأخُوذٌ مِن الهَلْهَلَةِ، وَهِيَ رِقَّةُ نَسجِ الثَّوبِ، والمُهَلهلُ المُرقِّقُ لِلشِّعْرِ؛ وإِنما سُمِّيَ مُهلهِلاً، لِأَنَّهُ أوّلُ مَنْ رَقَّقَ الشِّعْرَ، وَتَجَنَّبَ الكَلامَ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
والمُهلْهِلُ مِن قَبِيلَةِ تَغْلِبَ التي تَنْتَمِي فِي نَسَبِهَا إِلَى رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَتَغْلِبُ مِنَ الْقَبَائِلِ الَّتِي انْتَشَرَتْ فِيهَا الدِّيَانَةُ الْمَسِيحِيَّةُ فِي الْعَصْرِ الْجَاهِلِيِّ، وَبَعْدَ ظُهورِ الْإِسْلَامِ اعْتَنَقَتْ طَائِفَةٌ مِنْهَا الْإِسْلَامَ وَظَلَّ سَائِرُهَا عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ.
ويَنتَمِي المُهلْهِلُ إِلى أُسرَةٍ مِن سادَةِ تَغلِبَ وأَشرافِها فَوالِدُه رَبِيعَةُ سيّدُ قبيلةِ تَغْلِبَ، وأَخوهُ كُلَيْبٌ مَلِكُ تَغْلِبَ وبَكْرٍ، وكانَ كُلَيْبٌ يُنْزِلُ القومَ مَنازِلَهُم، وقدْ ضُرِبَ المثلُ بِعزِّهِ فقِيلَ: أَعزُّ مِنْ كُلَيْبِ وائلٍ.
واشْتُهِرَ مِنْ وَلَدِ المُهلهِلِ ابْنَتاهُ لَيْلى وسُلَيْمَى، أمّا لَيْلَى فهِيَ الَّتِي كُنِّيَ بِهَا فِي السِّيرَةِ الشَّعْبِيَّةِ، وقِيلَ إنَّهُ قدْ رَاوَدَتْهُ رُؤْيا فِي صِغَرِهِ أَنَّهُ سَيُنْجِبُ فَتَاةً ذَاتَ شَأْنٍ اسْمَهَا لَيْلَى، وحِينَمَا تَزَوَّجَ وَأَنْجَبَ سَمَّى ابْنَتَهُ لَيْلى، ثُمَّ زَوَّجَهَا كُلْثُومَ بْنَ مَالِكٍ، فَأَنْجَبَا عَمْرَو بْنَ كُلْثُومٍ صَاحِبَ الْمُعَلِّقَةِ الشَّهِيرَةِ وَكَانَ سَيِّدَ تَغْلِبَ فِي زَمَانِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ مَلِكَ الْحِيرَةِ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ حِينَ تَعَمَّدَ إذْلَالَه بِتَسْخِيرِ أُمِّهِ (ليلى) لِخِدْمَةِ أُمِّ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ.
وابْنتُهُ سُلَيْمَى شاعرةٌ، وَهِيَ الَّتي رَحلتْ مَعَ أَبيْها عِندما اعْتَزَلَ قَومَهُ إِلى اليَمَنِ، وَهُنالكَ أُرْغَمَ على تَزويجِها فِي قَبيلَةِ (جَنْب) ممهورةً بِالأُدُمِ. فَلَمَّا عَلِمتْ قَبيلةُ بَكرٍ وَتغلِبَ بِما أَصابَها قَتَلتْ زَوجَها وأَعادتْها ثَانيةً إِلى الجَزيرةِ، ثُمَّ تَزوَّجتْ النُّعمانَ بنَ مالكِ بنِ عِتابِ بنِ سَعدِ فَأنجبتْ لَهُ أبا حَنَشٍ، وتَزوَّجَتْ بَعدَهُ بُعجَ بنَ عُتبةِ بنِ سَعدٍ فأنْجَبَتْ لَهُ ذا السُّنَيَّةِ.
عُرِفَ المُهَلْهِلُ بأنَّهُ فارسٌ بطَلٌ نُسِجَتْ حَوْلَهُ الْخُرافاتُ والْأَساطيرُ، وَكَانَ لَهُ منْذُ نَشْأَتِهِ فِي قبيلتِهِ رَبِيعَةَ صَوْلَاتٌ وَجَوْلاتٌ، وَمِنْهَا حَرْبُ السِّلانِ وَفِيهَا أُسِرَ، شَهِدَتْ لَهُ الْعَرَبُ بِأَنَّه بَطَلٌ فَارِسٌ مِقْدَامٌ لَا يَخْشَى وَلَا يَهَابُ، فَلَمَّا آلَ الْحُكْمُ إلَى أَخِيهِ كُلَيْبٍ، انْطَلَقَ إلَى الدَّعَةِ وَاللَّهْوِ والْمُنَادَمَة، فَعُرِفَ بِلَقَبِ "الزِّير سالم"، أَطْلَقَهُ عَلَيْهِ أَخُوهُ كُلَيبٌ، قاصِدًا أنَّهُ زِيرُ نساءٍ؛ أَيْ جَلِيسِهِنَّ – لِأَنَّهُ كَانَ يَرْكَنُ إلَى مَجَالِسِ اللَّهْوِ وَالْمُنَادَمَةِ فِي شَبَابِةِ.
إِلاّ أنَّ حربَ الْبَسُوسِ هي أهمُّ حدثٍ ارْتبطَ بشخصيَّةِ المُهَلْهِل وحياتِه، وقدْ وقعَتْ بينَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ منْ رَبِيعةَ. وسببُها أنَّ وائلَ بنَ رَبِيعةَ المعروفَ بلقبِ "كُلَيْبٍ" من تَغْلبَ قدْ بلَغَ مكانةً عظيمةً من السِّيادةِ والنّفوذِ، حيثُ اجْتمعَتْ تَحتَ رايتِهِ كلُّ قبائلِ مَعَدٍّ فَتُوِّجَ مَلِكًا عليها، وقدْ حازَ الجَاهَ والْعظمةَ لِيُضْرَبَ بِعِزَّتِهِ المثَلَ فيُقالُ: "أعزُّ مِنْ كُلَيْبِ وائلٍ".
وقدْ طغَى واتَّخذَ لِنفسِهِ حِمىً، فكانَ يَحْمي مواقعَ السَّحابِ فلا يَرْعى حِماهُ أَحدٌ، ويُجِيرُ على الدَّهْرِ فلا تُخْفَرُ ذِمَّتَهُ، ولا تُوْرَدُ إِبلُ أَحَدٍ مَعَ إِبِلِهِ، ولا تُوقدُ نارٌ معَ نارِهِ حتّى قِيلَ: "أَعْزُّ مِنْ كُلَيْبِ وائلٍ"، وكانَتْ بنو جُشَمَ من تَغْلِبَ بنِ وائلٍ وبنو شَيبانَ مِنْ بَكْرِ بنِ وائلٍ مُتجاورَيْنِ في الدِّيارِ، وكانتْ الْبَسوسُ بنتُ مُنْقِذٍ التَّميميَّةُ نازِلةً في بني شيبانَ عِندَ جَسَّاسٍ، وهي خالتُهُ، وكان لها ناقةٌ تُسَمَّى: "سرابُ" ، فمرّتْ إِبِلٌ لِكُلًيْبٍ بسَراب وهي معقولةٌ فلمّا رأتْ النَّاقةُ الإبلَ نازعَتْ عِقَالَها حتّى قَطَعَتْهُ وتَبِعَتْ الإِبلَ واخْتلطتْ الإبلُ، فَلَمَّا رآها كُلَيْبٌ بينَ الإبلِ أَنْكَرَها فَرماها بسَهْمٍ في ضِرْعِها فقَضَى عليها، فلمَّا عَلِمَتْ الْبَسُوسُ صاحَتْ: "واذُلَّاه واجاراه" فأَسْكَتَها جسّاسٌ مُتوعِدًا قَتْلَ صِهَرَهُ كُليبًا، إذْ كانَ مُتزوجًا من جَليلةَ بنتِ مُرّةَ أُختِ جسّاسٍ. وقدْ أَنْجزَ وَعِيدَهُ، فاغْتَنَمَ غَفْلةً مِن كُلَيْبٍ، وَطَعنَهُ بِرُمْحٍ في ظَهرِهِ فَقتلَهُ. ولمّا عَلِمَ المُهلهِلُ بما حَصَلَ ثَارَ لِمقتَلِ أَخيهِ، فَجَزَّ شَعَرَهُ وَقَصَّرَ ثَوْبَهُ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ اللَّهْوَ وَالشَّرَابَ، وَأَلَّا يَشُمَّ طِيبًا، وَلَا يَدْهَنَ بِدُهْنٍ حَتَّى يَقْتُلَ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ كُلَيْبٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْر بْنِ وَائِل. لَكِنَّه نَزَلَ عَلَى رَأْيِ قَوْمِهِ بِأَنْ يُفَاوِضَ خُصُومَهُ قَبْلَ قِتَالِهِم، فَأَذِنَ لِوَفْدٍ مِنْهُمْ بِأَنْ يَقْصِدَ "مُرّةَ" وَالِدَ جَسَّاسٍ، فَاتَّصَلَ بِهِ الْوَفْدُ وَخَيَّرَهُ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ: إمَّا أَنْ يَدْفَعَ إلَيْهِمْ بِجَسَّاسٍ لِيُقْتَلَ بِكُلَيْبٍ، أَوْ بِهَمَّامٍ أَخِي جَسَّاسٍ لِأَنَّهُ عَدْلٌ لكُلَيْبٍ، أو أنْ يُسْلِمهم نفسَهُ.
فَرَفَضَ "مُرَّةُ" كُلَّ هَذِهِ الْعُرُوضِ، وعرض عليهم غيرهم من أولاده، أو ألف ناقة، فَغَضِبُوا وَقَالُوا: إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ لِتُعْطِينَا أَرْدَأَ بَنيكَ، وتَفَرَّقُوا. ونَشَبَتْ الْحَرْبُ ودَامَتْ ما يُقاربُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَدَثَتْ فِيهَا سِتُّ مُعَارِكَ كَبِيرَةٍ، وَكَانَتِ الْأَيَّامُ الَّتِي اشْتَدَّتْ فِيهَا الْحَرْبُ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ خَمْسَةَ أَيَّامٍ: يَوْمَ عُنَيْزَةَ تَكَافَأُوا فِيهِ وَتَنَاصَفُوا. ثُمَّ يَوْمَ وَارِدَاتٍ، كَانَ لِتَغْلِبَ عَلَى بَكْرٍ. ثُمَّ يَوْمَ الْحِنْوِ، كَانَ لِبَكْرٍ عَلَى تَغْلِبَ. ثُمَّ يَوْمَ الْقُصَيْبَاتِ، أُصِيبَ بَكْرٌ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَقِيلُوا. ثُمَّ قِضَةَ، وَهُوَ يَوْمُ التَّحَالُقِ، وَشَهِدَهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَادٍ. ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَيَّامٌ دُونَ هَذِهِ، مِنْهَا: يَوْمُ النَّقِيَّةِ، وَيَوْمُ الْفَصِيلِ لِبَكْرٍ عَلَى تَغْلِبَ.
وَانْتَهَتْ بِوَسَاطَةِ مَلِكِ الْحِيرَةِ الْمُنْذِرِ بْنِ مَاءِ السَّمَاءِ الَّذِي أَدَّى تَدْخُّلُهُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ إلَى صُلْحٍ عُقِدَ بَيْنَهُمَا، وَقِيلَ: بِوَسَاطَةِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِوٍ الْكِنْدِيِّ.
وَمِمّا وَرَدَ مِنْ أخْبارِ المُهَلْهِلِ ما أَنَّهُ قَتَلَ بُجِيرَ بْنَ الحارِثِ بْنِ عُبادٍ، وَكانَ الحارِثُ قَدْ اعْتَزَلَ الحَرْبَ وَقالَ عَنْها قَوْلَتَهُ الَّتِي ذَهَبَتْ مَثَلاً "لا ناقَةَ لِي فِيها وَلا جَمَل"، فَلَمّا قَتَلَ المُهَلْهِلُ ابْنَهُ ثارَ الحارِثُ وَدَخَلَ الحَرْبَ وَنَكَّلَ بِبَنِي بَكْرٍ وَتَوَعَّدَ بِقَتْلِ المُهَلْهِلِ، وذَكرَ ابنُ قتيبةَ في (الشِّعر والشُّعراء) أنَّهُ لَمّا كانَ يَوْمَ قِضَة، وَهُوَ آخِرُ أَيّامِهِمْ، وَكانَ عَلَى تَغلِبَ، أَسَرَ الحارِثُ بْنُ عُبادٍ مُهَلْهِلاً وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، فَقالَ لَهُ الحارِثُ: تَدُلُّنِي عَلَى عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ المُهَلْهِلِ وَأَنْتَ آمِنٌ؟ فَقالَ لَهُ المُهَلْهِلُ: إِنْ دَلَلْتُكَ عَلَى عَدِيٍّ فَأَنا آمَنُ وَلِيَّ دَمِي؟ قالَ: الحارِثُ: نَعَمْ، قالَ: فَأَنا عَدِيٌّ فَجَزَ ناصِيَتَهُ وَتَرَكَهُ، وَقالَ فِي ذلِكَ:
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى عَدِيٍّ وَلَمْ أَعْـ ـرِفْ عَدِيًّا إِذْ أَمْكَنَتْنِي الْيَدانِ
وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ مُهَلْهِلٌ فَتَوَجَّهَ إِلَى اليَمَنِ، فَنَزَلَ فِي قَبِيلَةِ جَنْبٍ، فَخَطَبُوا إِلَيْهِ ابْنَتَهُ فَاِمْتَنَعَ فَأَجْبَرُوهُ عَلَى تَزْوِيجِها وَكانَ مَهْرُها الأُدُمَ، وقال في ذلك:
أَنْكَحَهـَا فَقْدُهَـا الْأَراقِمَ في جَنْــبٍ وَكانَ الْخِبَــاءُ مِنْ أَدَمِ
ثُمَّ غادَرَ اليَمَنَ فَأَسَرَهُ عَوْفُ بْنُ مالِكٍ وَماتَ فِي أَسْرِهِ، وَقِيلَ بَل قَتَلَهُ عَبدانِ كانا مَعَهُ وَقيلَ غَيْرُ ذلِكَ.
قِيلَ إِنَّهُ مَاتَ أَسِيرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ الْيَمَنَ نَزَل فِي بَنِى جَنْبٍ، وَجَنْبٌ مِنْ مَذْحِجٍ، فخطبوا إلَيْه ابْنَتَه. فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي طَرِيدٌ بَيْنَكُم، فَمَتَى أَنْكحتُكُم؟ فأَجبرُوهُ عَلَى تَزْوِيجِهَا، وَسَاقُوا إلَيْهِ فِي صَدَاقِهَا أَدَمًا، فَقَالَ:
أَنْكَـحَهـَا فَقْـدُهَـا الْأَراقِمَ في جَنْـبٍ وَكانَ الْخِبَـاءُ مِنْ أَدَمِ
لَوْ بِأَبـَا نَيـْنِ جاءَ يَخْطُبُهَا ضُـرِّجَ مـا أَنْـفُ خـَاطِــبٍ بِـدَمِ
أَصبَـحْـتُ لا مَنْفَساً أَصَبْتُ وَلَا أُبْتُ كَرِيـمـاً حُرّاً مِنَ النَّدَمِ
هَانَ عَلى تَغْـلِبَ بِمـا لَقِيَـتْ أُخْتُ بَنـِي الْمالِكِينَ مِنْ جُشَمِ
لَيسُوا بِأَكْفائِنا الْكِرامِ وَلا يُـغْـنـُونَ مِنْ عَيْـلَةٍ وَلا عَدَمِ
ثُمَّ انْحَدرَ، فَلَقِيَهُ عَوف بْنُ مَالكٍ أبو أسْماءَ صَاحِبَة الْمُرقِش الأَكْبَر، فَأسَرَهُ، فَمَاتَ في أَسْرِه". وقيل في وفاته غير ذلك. وكانت وفاته حوالي سنة 100هـ/525م.
وقالتْ ابنَتُهُ سُلَيمَى تَرثِيهِ:
أَعـيـنـيَّ جُودا بِالدُّمُـوعِ السَّوافِحِ عَلى فارِسِ الفُرسـانِ في كُلِّ صافِحِ
أَعيـنـيَّ إِن تَفـنَ الدُّموعُ فَأَوكِـفا دَماً بِارفِـضـاضٍ عِنـدَ نَوحِ النَّوائِحِ
أَلا تبـكِـيـانِ المُرتَـجى عِندَ مَشهَدٍ يَثـورُ مَع الفُرسـانِ نَقعُ الأَباطِحِ
عديّـاً أَخا المَعـروف مِن كُلِّ شتوةٍ وَفارسـهـا المَهيُـوبُ عِندَ التَّكافُحِ
رَمَتـهُ بَنـاتُ الدَّهرِ حَتّى انتَظمْنَهُ بِـسَهْــمِ المَـنــايــا إِنَّهُ شَرُّ رائِحِ
وزعمت العرب أنه كان يدّعى فى شعره، ويتكثّر فى قوله أكثر «4» من فعله.
قال: وكان منزله على شاطئ الفرات من أرض الشام، وحجر: هى اليمامة «10»
حدثنى على بن أبى منصور، قال: أخبرنى محمد بن موسى البربرى، عن دعبل بن على، قال: أكذب الأبيات قول مهلهل «7» :
فلولا الرّيح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع «8» بالذكور «9»
عَدَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ أَوَّلَ مَنْ قَصَّدَ القَصائِدَ، وَذَكَرَ الوَقائِعَ فِي قَتْلِ أَخِيهِ كَلَيْبِ وائِلٍ قَتَلَتْهُ بَنُو شِيبانٍ، وَرَأَى أَنَّ شِعْرَهُ لَمْ يَكْتَمِلْ فَنِّيّاً فَقالَ: إِنَّما سُمِّيَ مُهَلْهِلاً لِهَلْهَلَةِ شِعْرِهِ كَهَلْهَلَةِ الثَوْبِ، وَهُوَ اضْطِرابُهُ وَاخْتِلافُهُ. وَقِيلَ سُمِّيَ المُهَلْهِلُ لِأَنَّهُ أَرَقَّ الشِّعْرَ كَما ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي الشِّعْرِ وَالشُّعَراءِ.
جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ أَشْهَرَ شُعَراءِ رَبِيعَةَ فِي الجاهِلِيَّةِ، يَقُولُ: كانَ شُعَراءُ الجاهِلِيَّةِ فِي رَبِيعَةَ أَوَّلُهُمْ المُهَلْهِلُ وَالمُرْقِّشانِ وَسَعْدُ بْنُ مالِكٍ وَطَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ وَعَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ وَالحارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ وَالمُتَلَمِّسُ وَالأَعْشَى وَالمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ.
لَمْ يَجْعَلْهُ الأَصْمَعِيُّ مِنْ الفُحُولِ، وَلَمْ يُرْجِعْ ذلك لِضَعْفِ شاعِرِيَّتِهِ بَلْ لِقِلَّةِ قَصائِدِهِ وَفِي ذلِكَ يَقُولُ: لَيْسَ بِفَحْلٍ، وَلَوْ كانَ قالَ مِثْلَ قَوْلِهِ: (أَلَيْلَتَنا بِذِي جُسُمٍ أَنِيرَي) كانَ أَفْحَلَهُمْ، وَرَأَى الأَصْمَعِيَّ أَنَّ أَكْثَرَ شِعْرِهِ مَحْمُولٌ عَلَيْهِ.
ذَكَرَ ابنُ قتيبةَ فِي الشِّعر والشُّعراء أَنَّ المُهلهلَ أَحدُ الشُّعراءِ الكَذَبَةِ، لِقولِهِ:
فَلَولا الرِّيحُ أُسْمِـعُ مِنْ بِحُـجْـرٍ=صَلِيــلَ الْبِيــضِ تُقْـرَعُ بِالذُّكُـورِ
وأحدُ البُغاةِ، لِقولِهِ:
قُــلْ لِبَــنِــــي ذُهْـلٍ يَـرُدُّونَهُ أَوْ يَـصْـــبِــرُوا لِلصَّيْلَمِ الْخَنْـفَـقِـيـقْ
وَهَبَ القَصائِدَ لي النَوابِغَ إِذ مَضَوا وَأَبو يَزيدَ وَذو القُروحِ وَجَروَلُ
وَأَخو بَني قَيسٍ وَهُنَّ قَتَلنَهُ وَمُهَلهِلُ الشُعَراءِ ذاكَ الأَوَّلُ
(ثَعلب نقلاً عن الأصمعيِّ/ مَجالِسُ ثَعلب)
(ابنَ سلّام الجمحيّ/ طبقاتُ فُحولِ الشُّعراء)
(ابنُ قُتيبةَ/ الشِّعر والشُّعرَاء)