
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُلَيْـــبُ لَا خَيْـرَ فِـي الـدُّنْيَا وَمَـنْ فِيهَـا
إِنْ أَنْــتَ خَلَّيْـتَهَــا فـي مَـنْ يُخَـلِّيـهَــا
كُــلَيْـــبُ أَيُّ فَــتَـــى عِـزٍّ وَمَـكْــرُمَــةٍ
تَحْـــتَ السَّفَـاسِـــفِ إِذْ يَعْــلُوكَ سـَافِيهَا
نَعَــى النُّعَــاةُ كُلَيْــباً لِـي فَقُلْـتُ لَهُـمْ
مــادَتْ بِنَــا الْأَرْضُ أَمْ مــادَتْ رَواســِيها
لَيْــتَ السَّمـــاءَ عَلـى مَـنْ تَحْتَهـا وَقَعَـتْ
وَحــالَتِ الْأَرْضُ فَانْـجَـابَـــت بِمَــنْ فِيهـا
أَضـْحَــــتْ مَنـــازِلُ بِالسُّــلّانِ قَـدْ دَرَسـَتْ
تَبْـكــِي كُلَيْـبــاً وَلَـمْ تَفْــزَعْ أَقَاصـِيها
الْحَــزمُ وَالْعَــزمُ كانـــَا مِـنْ صَنِيــعَتِهِ
مـــَا كُــلَّ آلائِهِ يــا قَــوْمُ أُحْصـِيـهــا
الْقــائِدُ الْخَيْـــلَ تَـرْدِي فـي أَعِنَّتـَهــا
زَهْــواً إِذَا الْخَيْـــلُ بُحَّـتْ فـي تَعَادِيهـا
النَّاحِـــرُ الْكُــومَ مَـا يَنـْفَــكُّ يُطْعِمُهـا
وَالْـــوَاهِبُ الْمِئَةَ الْحَمْـــرَا بِرَاعِـــيها
مِــنْ خَيْــلِ تَغْــلِبَ مـا تُلْقــَى أَسِنَّتــُها
إِلّا وَقَـــدْ خَـصَّبــَتْـهَــا مِـنْ أَعْادِيـهــا
قَـــدْ كَـانَ يَصـْبِـحُهَــا شَعْــوَاءَ مُشْعَــلَةً
تَحْــتَ الْعَجَـاجَـــةِ مَعْـقــُوداً نَوَاصِــيها
تَـكُـــونُ أَوَّلَهَــا فِــي حِـيــنِ كَـرَّتِهَــا
وَأَنْـــتَ بِالْكَــرِّ يَـوْمَ الْكَـرِّ حَامِـيـهــا
حَـتَّـــى تُـكَـــسِّرَ شَــزْراً فـي نُحُـورِهِــمِ
زُرْقَ الْأَسِــــنَّةِ إِذْ تُـــرْوَى صَـوَادِيـهَـــا
أَمْـسَـــتْ وَقَـدْ أَوْحَشَــتْ جُـرْدٌ بِبَـلْقَـعَــةٍ
لِلْـــوَحْشِ مِنْهــا مَقِيــلٌ فــي مَرَاعِيهــا
يَنـْفُـــرْنَ عَـنْ أُمِّ هَامــَاتِ الرِّجَـالِ بِهَـا
وَالْحَــرْبُ يَفْـتَـــرِسُ الْأَقْــرَانَ صَالِيـهــا
يُهَــزْهِــــزُونَ مِــنَ الْخَــطِّيِّ مُـدْمَــجَــةً
كُمْـتـــاً أَنابـِيـبُهــا زُرْقـاً عَوَالِيــها
نَرمـــِي الرِّمــاحَ بِأَيْـدِيـنــَا فَنُورِدُهـا
بِـيـضــاً وَنُصْـدِرُهــا حُمْــراً أَعَالِيـهــا
يـــارُبَّ يَــوْمٍ يَـكُــونُ النَّـاسُ فـي رَهَـجٍ
بِـهِ تَـرَانـِــي عَلَـى نَفْـسِــي مُكَـاوِيـهـا
مُسْـتَـقْـدِمـــاً غَصَـصــاً لِلْحَـرْبِ مُقْتَــحِماً
نَــاراً أُهَـيِّجــُهَــا حِيـنــاً وَأُطْفِـيـهـا
لَا أَصــْلَحَ اللَــهُ مِنَّــا مَـنْ يُصَـالِحُـكُــمْ
مَــا لَاحَــتِ الشَّمْــسُ فِـي أَعَلَـى مَجَارِيهـا
شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ، اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ، والْمَشْهُورُ أَنَّهُ عَدِيُ بْنُ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيُّ، ومُهَلْهِلُ لَقَبُهُ، وقِيلَ: دُعِيَ مُهَلْهِلاً؛ لأَنَّهُ هَلْهَلَ الشِّعْرَ، أيْ: رَقَّقَهُ. ويُعَدُّ مِنْ أَبْطالِ الْعَرَبِ فِي الْجاهِلِيَّةِ، وَهُوَ خَالُ امْرِئِ الْقَيْسِ صَاحِبُ الْمُعَلَّقَةِ، وَهُوَ أَخُو كُلَيْبٍ الْذِي هَاجَتْ بِمَقْتَلِهِ حَرْبُ الْبَسُوسِ، والتي كانتْ سببًا في إسقاطاتٍ تاريخيّةٍ وأدبيّةٍ على شخْصيَّتِهِ حتّى ضاعَتْ حدودُ الحقيقةِ بتأثيرٍ مِن السِّيرةِ الشّعبيّةِ التي أَشْهَرَتْهُ باسْمِ "الزِّير سالم" و "أبو ليلى"، بطلٌ شديدُ الإرادةِ لا يَلِينُ، وأخٌ حَمَلَ لواءَ الثّأرِ لمقْتلِ أخيهِ كُليْبٍ، فكانَ رمزًا لبطولَةٍ فيها مِن الخيالِ والخُرافةِ أكثرُ ممَّا فِيها مِن صِفاتِ البُطولَةِ التّارِيخِيَّةِ.