
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بانَتْ سُعادُ فَأَمْسَى الْقَلْبُ مَعْمُودا
وَأَخْلَفَتْـكَ ابْنَةُ الْحُرِّ الْمَواعِيدا
كَأَنَّهـا ظَبْيَـةٌ بِكْـرٌ أَطـاعَ لَهـا
مِـنْ حَوْمَـلٍ تَلَعاتُ الْجَوِّ أَوْ أُودَا
قـامَتْ تُرِيكَ غَداةَ الْبَيْنِ مُنْسَدِلاً
تَخـالُهُ فَـوْقَ مَتْنَيْها الْعَناقِيدا
وَبــارِداً طَيِّبــاً عَـذْباً مُقَبَّلُـهُ
مُخَيَّفـاً نَبْتُـهُ بِـالظَّلْمِ مَشـْهُودا
وَجَســْرَةٍ حَــرَجٍ تَـدْمَى مَناسـِمُها
أَعْمَلْتُهـا بِـيَ حَتَّى تَقْطَعَ الْبِيدا
كَلَّفْتُهــا فَــرَأَتْ حَقّــاً تَكَلُّفَـهُ
وَدِيقَـةً كَأَجِيـجِ النَّـارِ صـَيْخُودا
فِـي مَهْمَـهِ قَـذَفٍ يُخْشَى الْهَلاكُ بِهِ
أَصـْداؤُهُ ما تَنِي بِاللَّيْلِ تَغْرِيدا
لَمَّـا تَشـَكَّتْ إِلَـيَّ الْأَيْنَ قُلْتُ لَها
لا تَسـْتَرِيحِينَ ما لَمْ أَلْقَ مَسْعُودا
مـا لَـمْ أُلاقِ امْـرَأً جَزْلاً مَواهِبُهُ
سَهْلَ الْفِناءِ رَحِيبَ الْباعِ مَحْمُودا
وَقَـدْ سـَمِعْتُ بِقَـوْمٍ يُحْمَـدُونَ فَلَمْ
أَسـْمَعْ بِمِثْلِـكَ لا حِلْمـاً وَلا جُودا
وَلا عَفافــاً وَلا صــَبْراً لِنائِبَـةٍ
وَمـا أُنَبِّـئُ عَنْكَ الْباطِلَ السِّيدا
لا حِلْمُـكَ الْحِلْمُ مَوْجُودٌ عَلَيْهِ وَلا
يُلْفَـى عَطاؤُكَ فِي الْأَقْوامِ مَنْكُودا
وَقَـدْ سـَبَقْتَ بِغاياتِ الْجِيادِ وَقَدْ
أَشـْبَهْتَ آباءَكَ الصِّيدَ الصَّنادِيدا
هَـذا ثَنـائِي بِما أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنٍ
لا زِلْـتَ عَوْضُ قَرِيرَ الْعَيْنِ مَحْسُودا
رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ، مِنْ قَبِيلَةِ ضَبَّةَ، كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدْ وَفَدَ عَلَى كِسْرَى، فسَجَنَهُ كِسرى في المشقِّرِ، وَأَسَرَتُهُ كَذلِكَ قَبِيلَةُ عَبْدِ قَيْسٍ فَخَلَّصَهُ مَسْعُودُ بنُ سالِمٍ فَمَدَحَهُ، وَيُعَدُّ رَبِيعَةُ أَحَدَ شُعَراءِ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ، وَهُوَ مِنَ شُعَراءِ المُفَضَّلِيّاتِ وَالحَماسَةِ، وَقَدْ أَسْلَمَ وَشَهِدَ القادِسِيَّةَ وَجَلولاءَ وَعاشَ مِئَةَ سَنَةٍ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ 16 لِلهِجْرَةِ.