
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِـنْ آلِ هِنْـدٍ عَرَفْـتْ الرُّسـُوما
بِجُمْـرانَ قَفْـراً أَبَـتْ أَنْ تَرِيما
تَخــالُ مَعارِفَهــا بَعْــدَ مــا
أَتَـتْ سـَنَتانِ عَلَيْهـا الْوُشـُوما
وَقَفْـــتُ أُســـائِلُها نـــاقَتِي
وَما أَنا أَمْ ما سُؤالِي الرُّسُوما
وَذَكَّرَنِـــي الْعَهْـــدَ أَيَّامُهــا
فَهــاجَ التَّـذَكُّرُ قَلْبـاً سـَقِيما
فَفاضـــَتْ دُمُــوعِي فَنَهْنَهْتُهــا
عَلَــى لِحْيَتِــي وَرِدائِي سـُجُوما
فَعَـــدَّيْتُ أَدْمـــاءَ عَيْرانَـــةً
عُـــذافِرَةً لا تَمَــلُّ الرَّســِيما
كِنـــازَ الْبَضـــِيعِ جُمالِيَّـــةً
إِذا مـا بَغَمْـنَ تَراهـا كَتُومـا
كَــــأَنِّي أُوَشـــِّحُ أَنْســـاعَها
أَقَـبَّ مِـنَ الْحُقْـبِ جَأْبـاً شَتِيما
يُحَلِّـــئُ مِثْـــلَ الْقَنــا ذُبَّلاً
ثَلاثـاً عَـنِ الْـوِرْدِ قَدْ كُنَّ هِيما
رَعـــاهُنَّ بِـــالْقُفِّ حَتَّــى ذَوَتْ
بُقُـولُ التَّنـاهِي وَهَـرَّ السَّمُوما
فَظَلَّــتْ صــَوادِيَ خُـزْرَ الْعُيُـونِ
إِلَـى الشَّمْسِ مِنْ رَهْبَةٍ أَنْ تَغِيما
فَلَمَّـــا تَبَيَّـــنَ أَنَّ النَّهــارَ
تَــوَلَّى وَآنَــسَ وَحْفــاً بَهِيمـا
رَمَــى اللَّيْـلَ مُسْتَعْرِضـاً جَـوْزَهُ
بِهِـــنَّ مِــزَرّاً مِشــَلّاً عَــذُوما
فَأَوْرَدَهــا مَــعَ ضـَوْءِ الصـَّباحِ
شـَرائِعَ تَطْحَـرُ عَنْهـا الْجَمِيمـا
طَــوامِيَ خُضـْراً كَلَـوْنِ السـَّماءِ
يَزِيـنُ الـدَّرارِيُّ فِيها النُّجُوما
وَبِالْمــاءِ قَيْــسٌ أَبُــو عـامِرٍ
يُؤَمِّلُهـــا ســاعَةً أَنْ تَصــُوما
وَبِـــــالْكَفِّ زَوْراءُ حِرْمِيَّــــةٌ
مِـنَ الْقُضـْبِ تُعْقِـبُ عَزْفاً نَئِيما
وَأَعْجَــفُ حَشــْرٌ تَــرَى بِالرِّصـا
فِ مِمَّــا يُخـالِطُ مِنْهـا عَصـِيما
فَأَخْطَأَهــــا فَمَضـــَتْ كُلُّهـــا
تَكـادُ مِـنَ الذُّعْرِ تَفْرِي الْأَدِيما
وَإِنْ تَســْأَلِينِي فَــإِنِّي امْــرُؤٌ
أُهِيـنُ اللَّئِيـمَ وَأَحْبُو الْكَرِيما
وَأَبْنِــي الْمَعـالِيَ بِالْمَكْرُمـاتِ
وَأُرْضـِي الْخَلِيلَ وَأَرْوِي النَّدِيما
وَيَحْمَـــدُ بَــذْلِي لَــهُ مُعْتَــفٍ
إِذا ذَمَّ مَـنْ يَعْتَفِيـهِ اللَّئِيمـا
وَأَجْــزِي الْقُــرُوضَ وَفـاءً بِهـا
بِبُؤْسـَى بَئِيسـى وَنُعْمَـى نَعِيمـا
وَقَــوْمِي فَــإِنْ أَنْــتَ كَـذَّبْتَنِي
بِقَـوْلِيَ فَاسـْأَلْ بِقَـوْمِي عَلِيمـا
أَلَيْســُوا الَّــذِينَ إِذا أَزْمَــةٌ
أَلَحَّتْ عَلَى النَّاسِ تُنْسِي الْحُلُوما
يُهِينُــونَ فِـي الْحَـقِّ أَمْـوالَهُمْ
إِذا اللَّزَبـاتُ الْتَحَيْنَ الْمُسِيما
طِـوالُ الرِّمـاحِ غَـداةَ الصـَّباحِ
ذَوُو نَجْــدَةٍ يَمْنَعُـونَ الْحَرِيمـا
بَنُـو الْحَرْبِ يَوْماً إِذا اسْتَلْأَمُوا
حَسـِبْتَهُمُ فِـي الْحَدِيـدِ الْقُرُوما
فِــدىً بِبُزاخَــةَ أَهْلِــي لَهُــمْ
إِذا مَلَأُوا بِــالْجُمُوعِ الْحَزِيمـا
وَإِذْ لَقِيَـــتْ عــامِرٌ بِالنِّســا
رِ مِنْهُـمْ وَطِخْفَـةَ يَوْمـاً غَشـُوما
بِــهِ شـاطَرُوا الْحَـيَّ أَمْـوالَهُمْ
هَــوازِنَ ذا وَفْرِهـا وَالْعَـدِيما
وَســاقَتْ لَنــا مَذْحِـجٌ بِـالْكُلابِ
مَوالِيَهــا كُلَّهــا وَالصــَّمِيما
فَـــدارَتْ رَحانــا بِفُرْســانِهِمْ
فَعـادُوا كَأَنْ لَمْ يَكُونُوا رَمِيما
بِطَعْـــنٍ يَجِيـــشُ لَــهُ عانِــدٌ
وَضــَرْبٍ يُفَلِّــقُ هامــاً جُثُومـا
وَأَضـــْحَتْ بِتَيْمُـــنَ أَجْســادُهُمْ
يُشــَبِّهُها مَـنْ رَآهـا الْهَشـِيما
تَرَكْنــا عُمـارَةَ بَيْـنَ الرِّمـاحِ
عُمــارَةَ عَبْــسٍ نَزِيفـاً كَلِيمـا
وَلَــوْلا فَوارِســُنا مــا دَعَــتْ
بِــذاتِ السـُّلَيْمِ تَمِيـمٌ تَمِيمـا
وَمـــا إِنْ لِأُوئِبَهــا أَنْ أَعُــدَّ
مَــآثِرَ قَــوْمِي وَلا أَنْ أَلُومــا
وَلَكِــــنْ أُذَكِّــــرُ آلاءَنــــا
حَـدِيثاً وَمـا كـانَ مِنَّـا قَدِيما
وَدارِ هَــوانٍ أَنِفْنــا الْمُقـامَ
بِهـــا فَحَلَلْنــا مَحَلّاً كَرِيمــا
إِذا كـــانَ بَعْضــُهُمُ لِلْهَــوانِ
خَلِيــطَ صــَفاءٍ وَأُمّــاً رَؤُومـا
وَثَغْـــرٍ مَخُــوفٍ أَقَمْنــا بِــهِ
يَهــابُ بِـهِ غَيْرُنـا أَنْ يُقِيمـا
جَعَلْنـا السـُّيُوفَ بِـهِ وَالرِّمـاحَ
مَعاقِلَنــا وَالْحَدِيـدَ النَّظِيمـا
وَجُــرْداً يُقَرَّبْــنَ دُونَ الْعِيـالِ
خِلالَ الْبُيُــوتِ يَلْكُـنَ الشـَّكِيما
تُعَـوَّدُ فِـي الْحَـرْبِ أَنْ لا بَـراحَ
إِذا كُلِّمَــتْ لا تَشـَكَّى الْكُلُومـا
رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ، مِنْ قَبِيلَةِ ضَبَّةَ، كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدْ وَفَدَ عَلَى كِسْرَى، فسَجَنَهُ كِسرى في المشقِّرِ، وَأَسَرَتُهُ كَذلِكَ قَبِيلَةُ عَبْدِ قَيْسٍ فَخَلَّصَهُ مَسْعُودُ بنُ سالِمٍ فَمَدَحَهُ، وَيُعَدُّ رَبِيعَةُ أَحَدَ شُعَراءِ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ، وَهُوَ مِنَ شُعَراءِ المُفَضَّلِيّاتِ وَالحَماسَةِ، وَقَدْ أَسْلَمَ وَشَهِدَ القادِسِيَّةَ وَجَلولاءَ وَعاشَ مِئَةَ سَنَةٍ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ 16 لِلهِجْرَةِ.