
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مَـنْ لِهَـمٍّ آخِـرَ اللَّيْـلِ مُعْتِـمِ
طَـوانِي وَأُخْـرَى النَّجْـمِ لَمَّا تَقَحَّمِ
طَـوانِي وَقَـدْ نـامَتْ عُيُـونٌ كَثِيرَةٌ
وَســامِرُ أُخْـرَى قاعِـدٌ لَـمْ يُنَـوَّمِ
لِأَحْلامِ قَــوْمٍ قَــدْ أَرادُوا مُحَمَّـداً
بِظُلْـمٍ وَمَـنْ لا يَتَّقِـي الظُّلْمَ يُظْلَمِ
سـَعَوْا سَفَهاً وَاقْتادَهُمْ سُوءُ أَمْرِهِمْ
عَلَـى فـائِلٍ مِـنْ أَمْرِهِمْ غَيْرِ مُحْكَمِ
رَجـاةَ أُمُـورٍ لَـمْ يَنالُوا نِظامَها
وَإِنْ نَشـَدُوا فِـي كُـلِّ بَـدْوٍ وَمَوْسِمِ
تُرَجُّــونَ مِنَّــا خُطَّـةً دُونَ نَيْلِهـا
ضــِرابٌ وَطَعْـنٌ بِالْوَشـِيجِ الْمُقَـوَّمِ
تُرَجُّــونَ أَنْ نَســْخَى بِقَتْـلِ مُحَمَّـدٍ
وَلَمْ تَخْتَضِبْ سُمْرُ الْعَوالِي مِنَ الدَّمِ
كَـذَبْتُمْ وَبَيْـتِ اللـهِ حَتَّى تَعَرَّفُوا
جَمــاجِمَ تُلْقَـى بِـالْحَطِيمِ وَزَمْـزَمِ
وَتُقْطَــعَ أَرْحــامٌ وَتَنْسـَى حَلِيلَـةٌ
حَلِيلاً وَيُفْشــَى مَحْـرَمٌ بَعْـدَ مَحْـرَمِ
وَيَنْهَـضَ قَـوْمٌ فِـي الْحَدِيـدِ إِلَيْكُمُ
يَـذُبُّونَ عَـنْ أَحْسـابِهِمْ كُـلَّ مُجْـرِمِ
وَظُلْـمِ نَبِـيٍّ جاءَ يَدْعُو إِلَى الْهُدَى
وَأَمْـرٍ أَتَى مِن عِنْدِ ذِي الْعَرْشِ قَيِّمِ
هُـمُ الْأُسْدُ أُسْدُ الزَّارَتَيْنِ إِذا غَدَتْ
عَلَـى حَنَـقٍ لَـمْ يُخْـشَ إِعْلامُ مُعْلِـمِ
فَيـا لِبَنِـي فِهْرٍ أَفِيقُوا وَلَمْ تَقُمْ
نَــوائِحُ قَتْلَــى تَـدَّعِي بِالتَّنَـدُّمِ
عَلَـى مـا مَضَى مِنْ بَغْيِكُمْ وَعُقُوقِكُمْ
وَغِشـيانِكُمْ مِـنْ أَمْرِنـا كُـلَّ مَأْثَمِ
فَلا تَحْســِبُونا مُســْلِمِيهِ وَمِثْلُــهُ
إِذا كـانَ فِـي قَـوْمٍ فَلَيْـسَ بِمُسْلَمِ
فَهَــذِي مَعــاذِيرٌ وَتَقْدِمَــةٌ لَكُـمْ
لِكَـيْ لا تَكُـونَ الْحَرْبُ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
أبو طالب بن عبد المطّلب، عمُّ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وكفيلُهُ بعدَ جدِّهِ عبدِ المطّلب. لُقِّب برئيسِ مكة، وشيخِ الأباطِحِ، وسيِّدِ بني هاشم. وهو والِدُ الخليفةِ الرّاشديِّ الرّابعِ عليِّ بنِ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه. كان من رجالات مكة المعدودين، وكان مُعَظَّمًا في أهلهِ وبين الناس فما يجسُر أحدٌ على إخفار ذمَته واستباحة حماه، وكان صاحب تجارة كسائر قريش وله مكانة وشرفًا بينهم. وكان أبو طالب جيّد الكلام وله شعر حسن غالبه في الدفاع عن النبي ونصرته، وأهمُّ قصائدِهِ في هذا الصّدَد لاميّتُهُ في مدح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والدّفاع عنه.