
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـرزتَ إلى الوجودِ فكُنتَ نورا
يُنِيـرُ الأُفْـق قد كَسفَ البدُورَا
أَلا يـا زايَـدَ الخَيـرِ المُفدَّى
ومـن فـاقتْ عطايـاهُ البُحورَا
إلـى قِمَـم المَفَاخِرِ جِئتَ تَسْعَى
فما اسْطَاعُوا بِجَانِبِكَ الظُّهُورَا
أَلا يـا سـَامِعاً لِلشـَّيْخ ذِكْـراً
ويســْألُ عَنْـهُ جَهْلاً أو قْصـورَا
تَعَـالَ لكـي تَرَى عَجَبَاً عُجَابَاً
طَـوَى التَّاريخَ طَياً و العُصُورَا
تَـرَى صـَرْحَ المَكَارِمِ والْمَعَالي
مَشـِيداً ثَـم هَـلْ لكَ أَنْ تَزُورَا
تَـرَى حَكَمَـاً أقَامَ الْعَدلَ جِسْراً
وقَنْطَــرةً يَمُــرُّ بِهَـا مُـرُورَا
شـُؤونُ المُلْـكِ كانَ بها جَديِرا
يُـــدَبِّرُهَا ورُودا ًأو صــُدُورَا
هُمَامــاً سـَيِّداً شـَهْمَاً جَـوَادَاً
سـَمُوحاً فِـي تَعَـامُلهِ شـَكُورَا
شـجاعا صـارما في الحق ثبتاً
وفـي يوم الوغى أسداً جسورا
وَفِيّــاً لا تُغَيِّــرُه اللَّيَــالي
علـى فِعْـلِ الْعُلَاُ يُلْفَى صَبُورَا
ويَلْقَـى مِـنْ مُعَاشـِرِهِ احْتِراماً
مَهيبــاً فـي شـَمَائِلِه وقُـورَا
صـَنِيعُ الخَيْـرِ صَارَ لَدَيْهِ طَبْعاً
يُمارِســُهُ رَوَاحــاً أو بُكُـورَا
ثِمَـارُ المَجْـدِ يَقْطِفُهـا لُبَاباً
فَيلْقِـى الشَّوكْ عنْها والقُشُورَا
حيـاة النـاس قـد صارت رخاءً
فتفرشــها وروداً أو زهـورا
جِــوَرُاكَ نِعْمـةٌ لِلمَـرءِ تَحْلُـو
فَيَرغَبُ فِي الجِوارِ لَكَ الدُّهُورَا
لِفَـرْطِ سـَخَائِكُمْ ورَدوا بِحَاراً
لِـذاكَ الـدُّرِ تَقْـذِفُ لن تغُورَا
كَفَــالاتُ الأَرَامِــلِ واليتـامى
بِها أَلِفُوا السَّعَادَة َوالْحُبُورَا
مُواســـاةٌ وإنْفـــاقُ وبَــذْلٌ
تَعوَّدهَــا اغْتِبَاطـاً لا فُتَـورَا
مَــدارسُ لا تُعَــدُّ وجامِعَــاتٌ
بنَاَها الشَّيْخُ دُونَ الجَهْلِ سُورَا
نَظْــرتَ بحَكمــةٍ وســدَادِ رَأْيٍ
مُصــِيبٍ حيــنَ دَبَّـرتَ الأُمـورَا
لِكُـلِّ العُـرْبِ كُنـتَ أَبَاً رَحِيمَاً
وكُنْـتَ عَلَـى مَصـَالِحِهِمْ صـَبُورَا
جلَبْـتِ إلـى العُرُوبَةِ كُلَّ خَيْرٍ
وأَبْعَــدْتَ التَّمَـزُّقَ والشـُّرُورَا
دمُ العَربـيِّ فَـوقَ النَّفْـطِ عِزاً
بِـذاكَ القَـولِ أثْلجْتَ الصُّدُورَا
سـَلَكْتَ بهِـمْ طَريقـاً مُسْتَقيماً
فَكَـانَ إلـى تَوحُّـدِهِم عُبُـورَا
فَــذَلَّلتَ المَصــَاعِبَ لا تُبـالي
وحَطَّمْــتَ الْحَـوَاجِزَ والصـُّخُورَا
فَقَلَّــدَكَ الجَمِيــعُ بِلا جِـدَالٍ
وقَبلـكَ كَـانَ مُمْتَنِعَـاً نفُـورَا
أعــدت شـهامة العربـي فخـر
وكـانت قبلـك اندثرت دثورا
وشـعب القـدس كنت لهم وفيا
مناصــرة لهــم شـيدت دورا
لمجتمـع الفضـيلة كنـت تسعى
فقـدَّمت العطايـا والمهـورا
فــأفراح الزفـاف بكـلِّ يـوم
تقـام فكُلُّهـم يثنـي شـكورا
وماخــابت لقاصــدكم ظنــون
ومــاعرفوا لفضـلكم قصـورا
سـيحفظ فضـلك التاريـخ فخرا
ويكتـب عنك بالذَّهب السطورا
فلا أحصـي مـديحك غيـر أنـي
أبيــن ماشـعرت بـه شـعورا
فكنـت أبـا عطوفـا فـي حنان
وهـــذا ماأقــدمه بــرورا
فـأدخلت السـعادة بكـل ٌقلـب
وعوضــت الأســى مـنَّ سـرورا
وعبـد الناصـر الممتـن يبقى
بهـذا القـول معـتزا فخورا