
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيــا راكِـبـــاً إِمَّــا عَـرَضْــتَ فَبَـلِّغَــنْ
مُــغْـــلْغَــــلَةً عَــنِّـــي لُؤَيَّ بْـنَ غـالِبِ
رَســُولَ امْــرِئٍ قَــدْ راعَـهُ ذاتُ بَيْـنِـكُــمْ
عَـــلَى النَّــأْيِ مَـحْـــزُونٍ بِــذَلِكَ ناصِــبِ
وَقَــدْ كــانَ عِـنْـــدِي لِلْهُـمُـــومِ مُعَــرَّسٌ
فَـــلَمْ أَقْــضِ مِنْـهــا حاجَـتِــي وَمَآرِبِــي
نُبَيِّتُكُـــمْ شَـرْجَــيْـــــنِ كُــلُّ قَبِـيـــلَةٍ
لَهـــا أَزْمَــلٌ مِــنْ بَـيْــنِ مُـذْكٍ وَحاطِــبِ
أُعِـيــذُكُـــمُ بِــاللَّهِ مِـنْ شـَرِّ صُنْـعِـكُــمْ
وَشَــرِّ تَـبــاغِــيــكُـــمْ وَدَسِّ الْعَـقــارِبِ
وَإِظْـهــــارِ أَخْــلاقٍ وَنَـجْـــوَى سَقِـيـمَــةٍ
كَوَخْـــزِ الْأَشافِـــي وَقْعُـهـــا حَــقُّ صـائِبِ
فَـــذَكَّــــرَهُــــمْ بِـــاللَّهِ أَوَّلَ وَهْـــلَةٍ
وَإِحْـــلالِ أَحْـــرامِ الظِّـبـــاءِ الشــَّوازِبِ
وَقُــلْ لَهُـمُ -وَاللَّهُ يَـحْــكُــمُ حُـكْــمَــهُ-
ذَرُوا الْحَــرْبَ تَــذْهَبْ عَنْكُـمُ فِـي الْمَراحِـبِ
مَتَــى تَبْـعَـثُـوهــا تَبْـعَـثُـوهــا ذَمِيمَـةً
هِــــيَ الْغُـــولُ لِلْأَقْصَـيْـــنِ أَوْ لِلْأَقــارِبِ
تُــقَـــطِّــــعُ أَرْحــامــاً وَتُـهْــلِكُ أُمَّـةً
وَتَـبْــــرِي السَّدِيـــفَ مِـنْ سَنــامٍ وَغـارِبِ
وَتَســـــْتَبْدِلُوا بِالْأَتْحَمِيَّـــــةِ بَعْــــدَها
شَـلِيــــلاً وَأَصْـــداءً ثِـيـــابَ الْمُحــارِبِ
وَبِالْمِـسْـــكِ وَالْكافُـــورِ غُبْــراً سـَوابِغاً
كَــأَنَّ قَـتِــيــرَيْـهــا عُيُــونُ الْجَنــادِبِ
فَـإِيَّــاكُــــمُ وَالْحَــرْبَ لا تَـعْـلَقَـنْـكُــمُ
وَحَوْضـــاً وَخِيـــمَ الْمــاءِ مُـرَّ الْمَشــارِبِ
تَــزَيَّــــنُ لِلْأَقْـــوامِ ثُـــمَّ يَـرَوْنْــهــا
بِـعــاقِــبَــةٍ إِذْ بَـيَّــنَــتْ، أُمَّ صـاحِــبِ
تُحَـــرِّقُ لا تُشْـــوِي ضَعِـيـفــاً وَتَنْـتَـحِــي
ذَوِي الْعِــزِّ مِنْـكُـــمْ بِــالْحُتُوفِ الصـَّوائِبِ
أَلَـمْ تَعْـلَمُــوا مـا كـانَ فِـي حَـرْبِ داحِـسٍ
فَتَـعْـتَـبِـــرُوا أَوْ كــانَ فِـي حَـرْبِ حـاطِبِ
وَكَـــمْ قَــدْ أَصـابَــتْ مِـنْ شَرِيــفٍ مُسَــوَّدٍ
طَـوِيــــلِ الْعِمــادِ ضَيْـفُــهُ غَيْــرُ خـائِبِ
عَـظِــيــــمِ رَمـادِ النَّـارِ يُحْـمَــدُ أَمْـرُهُ
وَذِي شِـيــمَــــةٍ مَحْــضٍ كَرِيــمِ الْمَضــارِبِ
وَمـــاءٍ هُـرِيــــقَ فِــي الضـَّلالِ كَأَنَّـمــا
أَذاعَـــتْ بِــهِ رِيــحُ الصَّبــا وَالْجَنــائِبِ
يُـخَــبِّــرْكُـــمُ عَنْـهــا امْـرُؤٌ حَـقُّ عـالِمٍ
بِـأَيَّــامِــهـــا وَالْعِلْـمُ عِــلْمُ التَّجـارِبِ
فَبِـيـعُــوا الْحِـرابَ مِ الْمُحـارِبِ وَاذْكُـرُوا
حِـســابَــكُـــمُ وَاللَّهُ خَـيْــرُ مُـحــاسِــبِ
وَلِــيُّ امْــرِئٍ فَاخْـتـــارَ دِينــاً فَلا يَكُـنْ
عَلَيْـكُـــمْ رَقِيـبـــاً غَيْــرُ رَبِّ الثَّواقِــبِ
أَقِيـمُـــوا لَنــا دِينــاً حَنِــيفاً فَـأَنْتُمُ
لَنـــا غـايَــــةٌ قَـدْ يُهْتَــدَى بِالـذَّوائِبِ
وَأَنْـتُــــمْ لِهَــذا النَّـاسِ نُـورٌ وَعِصْـمَــةٌ
تُــؤَمُّـــــونَ وَالْأَحْـــلامُ غَـيْـــرُ عَــوازِبِ
وَأَنْتُـــمْ إِذا مــا حُصِّـــلَ النَّـاسُ جَوْهَــرٌ
لَكُـــمْ سُـــرَّةُ الْبَـطْـحـــاءِ شـُمُّ الْأَرانِـبِ
تَـصُـونُـــونَ أَجْســاداً كِرامــاً عَتِـيـقَــةً
مُـهَــذَّبَـــةَ الْأَنْـســـابِ غَـيْـــرَ أَشــائِبِ
يَــرَى طــالِبُ الْحاجـــاتِ نَحْــوَ بُيُــوتِكُمْ
عَـصـــائِبَ هَـلْكَـــى تَـهْــتَــدِي بِعَـصـائِبِ
لَقَـــدْ عَـــلِمَ الْأَقْـــوامُ أَنَّ سَــراتَـــكُمْ
عَـــلَى كُــلِّ حـالٍ خَيْــرُ أَهْـلِ الْجَبـاجِــبِ
وَأَفْــضَــــلُهُ رَأْيـــاً وَأَعْـــلاهُ سُــنَّـــةً
وَأَقْــــوَلُهُ لِلْحَـــقِّ وَسْـــطَ الْمَــواكِـــبِ
فَقُـومُـــوا فَصَـــلُّوا رَبَّكُـــمْ وَتَمَـسَّــحُوا
بِأَرْكـــانِ هَــذا الْبَيْـــتِ بَيْــنَ الْأَخاشـِبِ
فَــعِـــنْـــدَكُـــمُ مِـنْــهُ بَـلاءٌ وَمَـصْــدَقٌ
غَــداةَ أَبِــي يَكْـسُـــومَ هـادِي الْكَتــائِبِ
كَـتِــيـبَـتُـــهُ بِالسَّـهْــلِ تُمْــسِي وَرَجْلُـهُ
عَلَــى الْقاذِفـــاتِ فِــي رُؤُوسِ الْمَنـــاقِبِ
فَلَمَّـــا أَتاكُـــمْ نَصْــرُ ذِي الْعَـرْشِ رَدَّهُـمْ
جُـنُــــودُ الْمَـلِيــكِ بَيْــنَ سـافٍ وَحاصِــبِ
فَـــوَلَّوْا سِـراعـــاً هارِبِـيــنَ وَلَـمْ يَـؤُبْ
إِلَـى أَهْــلِهِ مِ الْحُــبْـــشِ غَـيْــرُ عَصـائِبِ
فَــإِنْ تَهْـلِكُـــوا نَهْــلِكْ وَتَهْــلِكْ مَواسـِمٌ
يُـعـــاشُ بِهــا، قَـوْلُ امْـرِئٍ غَيْــرِ كـاذِبِ
صِرْمَةُ بن أبي أنسٍ الخَزْرَجِيّ، أبو قَيْس، شاعرٌ مخضرمٌ من المعَّمرينَ، وهو أَحَدُ الصَّحابةِ، كان قَدْ تَرَهَّبَ في الجاهليَّةِ، وفارَقَ الأوثانَ، وهَمَّ بالنَّصْرانِيَّةِ ثُمَّ أَمْسَكَ، وأدرَكَ الإسلامَ وهو شيخٌ كبيرٌ فأسلَمَ وحَسُنَ إسلامِهِ، وكان قوَّالاً بالحقِّ، معظِّماً للهِ والإسلامِ في شِعْرِه. وحِينَ قَدِمَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ إلى المدينةِ استقبَلَهُ هو أصحابُه، وقالَ أبياتاً أوَّلَها:ثَــوى فِي قُرَيْشٍ بِـضْـعَ عَشْـرَةَ حِجَّةًيُـذَكِّرُ لَـوْ يَلْقَــى صَدِيقاً مُؤاتِياوهُوَ الَّذي نزلَتَ فيه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نَسَائِكُم﴾، وقالَ المرزباني: إنَّهُ عاشَ نَحْوَ مِئةٍ وعِشْرينَ سنةً.