
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا لَيْـتَ شـِعْرِي هَـلْ يَـرَى النَّـاسُ مـا أَرَى
مِـنَ الْأَمْـرِ أَوْ يَبْـدُو لَهُـمْ مـا بَـدا لِيـا
بَــدا لِـيَ أَنَّ النَّــاسَ تَفْـنَــى نُفُـوسُهُـمْ
وَأَمْـوالُهُــــمْ وَلا أَرَى الــدَّهْرَ فانِـيــا
وَأَنِّـــي مَـتَــى أَهْبِــطْ مِـنَ الْأَرْضِ تَلْعَــةً
أَجِــدْ أَثَــراً قَـبْــلِي جَدِيــداً وَعافِـيـا
أَرانــي إِذا مــا بِــتُّ بِــتُّ عَــلَى هَـوىً
وَأَنِّــي إِذا أَصْـبَــحْــتُ أَصْبَـحْــتُ غادِيـا
إِلَـى حُـفْـــرَةٍ أَهْـوِي إِلَيْـهــا مُقِـيـمَـةٍ
يَــحُــــثُّ إِلَيْـهـــا سـائِقٌ مِـنْ وَرائِيـا
بَــدا لِـيَ أَنِّـي عِشـْتُ تِـسْــعِــيــنَ حِجَّـةً
تِباعـــاً وَعَشـــْراً عِشـــْتُها وَثَمانِيـــا
فَلَـــمْ أُلْفِهـــا لَمَّــا مَضــَتْ وَعَــدَدْتُها
بِحِســـْبَتِها فِـــي الـــدَّهْرِ إِلَّا لَيالِيــا
كَـــأَنِّي وَقَـــدْ خَلَّفْـــتُ تِســـْعِينَ حِجَّــةً
خَلَعْـــتُ بِهـــا عَـــنْ مَنْكِبَــيَّ رِدائِيــا
بَـــدا لِـــيَ أَنَّ اللـــهَ حَــقٌّ فَزادَنِــي
إِلَـى الْحَـقِّ تَقْـوَى اللـهِ مـا قَدْ بَدا لِيا
بَــدا لِـيَ أَنِّــي لَسْــتُ مُــدْرِكَ مـا مَضَـى
وَلا سابِــــقِي شــَيْءٌ إِذا كــانَ جائِيـــا
وَمـا إِنْ أَرَى نَفْـسِــي تَقِـيـهــا كَرِيمَتِـي
وَمــا إِنْ تَقِــي نَفْـسِــي كَرِيمَـةَ مالِيــا
أَلا لا أَرى عَـــلَى الْحَـــوادِثِ بـاقِـيـــا
وَلا خــــالِداً إِلَّا الْجِبـــالَ الرَّواسِيـــا
وَإِلَّا السَّـــمـــــاءَ وَالْبِـــلادَ وَرَبَّنـــا
وَأَيَّــامَـــنــا مَـعْــدُودَةً وَاللَّيـالِيــا
أَرانِـــي إِذا مـــا شــِئْتُ لاقَيْــتُ آيَــةً
تُـــذَكِّرُنِي بَعْـــضَ الَّــذِي كُنْــتُ ناســِيا
أَلَمْ تَـــرَ أَنَّ اللهَ أَهْـــلَكَ تُـــبَّعــــاً
وَأَهْــلَكَ لُقْـمـــانَ بْــنَ عـادٍ وَعـادِيــا
وَأَهْلَـكَ ذا الْقَرْنَـيْــنِ مِـنْ قَبْـلِ مـا تَرَى
وَفِـرْعَــــوْنَ أَرْدَى جُنْــدَهُ وَالنَّجـاشِـيــا
إِذا أَعْجَبَتْــكَ الــدَّهْرَ حــالٌ مِــنَ امْـرِئٍ
فَـــدَعْهُ وَواكِـــلْ حـــالَهُ وَاللَّيالِيـــا
أَلا لا أَرَى ذا إِمَّــةٍ أَصْــبَـــحَـــــتْ بِـهِ
فَـتَــتْـــرُكُهُ الْأَيَّــامُ وَهْــيَ كَمــا هِيـا
أَلَـمْ تَـرَ لِلنُّـعْــمــانِ كـانَ بِـنَــجْــوَةٍ
مِــنَ الشـَّرِّ لَـوْ أَنَّ امْـرَأً كـانَ ناجِـيــا
فَــغَــــيَّرَ عَـنْــهُ رُشْدَ عِـشْــرِيــنَ حِـجَّةً
مِــنَ الدَّهْــرِ يَــوْمٌ واحِـدٌ كـانَ غاوِيــا
فَــلَمْ أَرَ مَـسْــلُوبـــاً لَـهُ مِـثْــلُ قَرْضِهِ
أَقَــلَّ صَـدِيــقـــاً مُعْطِيـاً أَوْ مُـواسِـيـا
فَـأَيْـــنَ الَّذِيــنَ كــانَ يُـعْـطِـي جِيـادَهُ
بِـأَرْســانِهِــــنَّ وَالْحِـســـانَ الْحَوالِيـا
وَأَيْــنَ الَّـذِينَ كـانَ يُعْـطِـيـهِــمُ الْقُـرَى
بِــغَـــلَّاتِهِـــنَّ وَالْمِـئِيــنَ الْغَـوالِيــا
وَأَيْــنَ الَّذِيــنَ يَــحْـــضُــرُونَ جِـفــانَهُ
إِذا قُدِّمَـــتْ أَلْقَـوْا عَلَيْـهــا الْمَراسـِيا
رَأَيْـتُهُــمُ لَمْ يُـشْــرِكُــوا بِـنُــفُـوسِهِـمْ
مَــنِـــيَّتَـــهُ لَمّــا رَأَوْا أَنَّهـا هِـيــا
ســِوَى أَنَّ حَـيّــــاً مِــنْ رَواحَـةَ أَقْبَلُـوا
وَكـانُـــوا قَـدِيماً يَتَّقُــونَ الْمَخـازِيــا
يَســـِيرُونَ حَتَّـــى حَبَّســُوا عِنْــدَ بــابِهِ
ثِقــالَ الرَّوايــا وَالْهِجـــانَ الْمَتالِيـا
فَـقـــالَ لَهُــمْ خَـيْــراً وَأَثْنَـى عَلَيْـهِـمُ
وَوَدَّعَهُــــمْ وَداعَ أَنْ لا تَـــلاقِــــيــــا
وَأَجْـمَـــعَ أَمْــراً كــانَ مـا بَـعْــدَهُ لَهُ
وَكــانَ إِذا مــا اخْلَوْلَــجَ الْأَمْـرُ ماضـِيا
صِرْمَةُ بن أبي أنسٍ الخَزْرَجِيّ، أبو قَيْس، شاعرٌ مخضرمٌ من المعَّمرينَ، وهو أَحَدُ الصَّحابةِ، كان قَدْ تَرَهَّبَ في الجاهليَّةِ، وفارَقَ الأوثانَ، وهَمَّ بالنَّصْرانِيَّةِ ثُمَّ أَمْسَكَ، وأدرَكَ الإسلامَ وهو شيخٌ كبيرٌ فأسلَمَ وحَسُنَ إسلامِهِ، وكان قوَّالاً بالحقِّ، معظِّماً للهِ والإسلامِ في شِعْرِه. وحِينَ قَدِمَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ إلى المدينةِ استقبَلَهُ هو أصحابُه، وقالَ أبياتاً أوَّلَها:ثَــوى فِي قُرَيْشٍ بِـضْـعَ عَشْـرَةَ حِجَّةًيُـذَكِّرُ لَـوْ يَلْقَــى صَدِيقاً مُؤاتِياوهُوَ الَّذي نزلَتَ فيه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نَسَائِكُم﴾، وقالَ المرزباني: إنَّهُ عاشَ نَحْوَ مِئةٍ وعِشْرينَ سنةً.