
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ثَــوَى فِي قُرَيْشٍ بِـضْـعَ عَشْـرَةَ حِجَّةً
يُـذَكِّرُ لَـوْ يَلْقَــى صَدِيقاً مُؤاتِيا
وَيَعْــرِضُ فِـي أَهْلِ الْمَواسِـمِ نَفْسَهُ
فَلَـمْ يَـرَ مَنْ يُؤْوِي وَلَمْ يَرَ داعِيا
فَلَمَّــا أَتانـا أَظْهَـرَ اللهُ دِينَهُ
فَأَصْـبَـحَ مَسْـرُوراً بِطَـيْـبَةَ راضِيا
وَأَلْفَـى صَدِيقاً وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ النَّوَى
وَكـانَ لَـهُ عَوْنـاً مِنَ اللهِ بادِيا
يَقُـصُّ لَنـا مـا قـالَ نُـوحٌ لِقَوْمِهِ
وَما قالَ مُوسَى إِذْ أَجابَ الْمُنادِيا
فَأَصـْبَحَ لا يَخْشـَى مِنَ النَّاسِ واحِداً
قَرِيبـاً وَلا يَخْشَى مِنَ النَّاسِ نائِيا
بَـذَلْنا لَـهُ الْأَمْوالَ مِنْ حِلِّ مالِنا
وَأَنْفُسـَنا عِنْـدَ الْـوَغَى وَالتَّآسِيا
وَنَعْلَــمُ أَنَّ اللـهَ لا شـَيْءَ غَيْـرُهُ
وَنَعْلَــمُ أَنَّ اللـهَ أَفْضـَلُ هادِيـا
نُعادِي الَّذِي عادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ
جَمِيعاً وَإِنْ كانَ الْحَبِيبَ الْمُصافِيا
أَقُـولُ إِذا أَدُعـوكَ فِـي كُـلِّ بَيْعَةٍ
تَبـارَكْتَ قَـدْ أَكْثَـرْتُ لِاسْمِكَ داعِيا
أَقُـولُ إِذا جـاوَزْتُ أَرْضـاً مَخُوفَـةً
حَنانَيْـكَ لا تُظْهِـرْ عَلَـيَّ الْأَعادِيـا
فَطَـأْ مُعْرِضـاً إِنَّ الْحُتُـوفَ كَثِيـرَةٌ
وَإِنَّــكَ لا تُبْقِــي لِنَفْسـِكَ باقِيـا
فَواللهِ ما يَدْرِي الْفَتَى كَيْفَ يَتَّقِي
إِذا هُـوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهُ واقِيا
وَلا تَحْفَـلُ النَّخْـلُ الْمُعِيمَـةُ رَبَّها
إِذا أَصـْبَحَتْ رَيَّـا وَأَصـْبَحَ ثاوِيـا
صِرْمَةُ بن أبي أنسٍ الخَزْرَجِيّ، أبو قَيْس، شاعرٌ مخضرمٌ من المعَّمرينَ، وهو أَحَدُ الصَّحابةِ، كان قَدْ تَرَهَّبَ في الجاهليَّةِ، وفارَقَ الأوثانَ، وهَمَّ بالنَّصْرانِيَّةِ ثُمَّ أَمْسَكَ، وأدرَكَ الإسلامَ وهو شيخٌ كبيرٌ فأسلَمَ وحَسُنَ إسلامِهِ، وكان قوَّالاً بالحقِّ، معظِّماً للهِ والإسلامِ في شِعْرِه. وحِينَ قَدِمَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ إلى المدينةِ استقبَلَهُ هو أصحابُه، وقالَ أبياتاً أوَّلَها:ثَــوى فِي قُرَيْشٍ بِـضْـعَ عَشْـرَةَ حِجَّةًيُـذَكِّرُ لَـوْ يَلْقَــى صَدِيقاً مُؤاتِياوهُوَ الَّذي نزلَتَ فيه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نَسَائِكُم﴾، وقالَ المرزباني: إنَّهُ عاشَ نَحْوَ مِئةٍ وعِشْرينَ سنةً.