
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا رب أنـت المسـتعان الكـافي
الواحـد الفـرد الرحيـم الشافي
الخــــالق المصـــور القـــدير
العــــالم الميســـر الخـــبير
منــــزل الكتــــاب للشــــفاء
علــى لســان العــرب القــدماء
معجــــزة للمصــــطفى محمــــد
واضـــحة تقمـــع كـــل معتــد
إذ عجــزوا فيــه عـن المعارضـه
ولـم يـرو بابـا الـى المناقضـه
مـــدلولها ان الكتـــاب منــزل
مـن ربنـا وهـو الحكيـم المرسـل
علــى النــبي الهاشـمي المرسـل
المصـــطفى المـــدثر المزمـــل
صـلى عليـه اللـه مـا هبـت صـبا
وحنــت النجــب الــى أرض قبـا
ثـــم علـــى أصـــحابه وآلـــه
وعمنـــا بــالبرّ مــن نــواله
وبعــد فالتفســير أقــوى ســبب
الــى العلــوم و ابتغــاء الأرب
وكـــل علـــمٍ فمـــن القـــرآن
وفيــه أصــل ســائر المعــاني
وعلــم تفســير الكتــاب أعلــى
مــا يعتنـى المـرء بـه وأجلـى
لأنـــه فهـــم خطـــاب المــولى
فكـــان أوفـــى مطلــب وأولــى
وهـــو علـــى أربعـــةٍ يفصـــَّل
قســـم جلـــيٌّ ظـــاهرٌ لا يجهــل
ثــم الغريــب مــن كلام العــرب
يعرفـــه أهـــل النهـــى والأدب
والثــالث المشــكل حـظ العلمـا
وهــم رجــال أوضــحوه معلمــا
والرابـــع المشـــتبه الخفـــي
يعلمــــه المهيمــــن العلـــي
وحظنـــا مــن علمــه التّعظيــمُ
وصـــحة الايمـــان والتســـليمُ
كـذا أتـى عـن ابـن عبـاس الرضا
وكـان فـي التفسـير سيفاً ينتضى
وقـــد عزمـــت واســتخرت ربــي
فهـــو معينـــي وحــده وحســبي
فــي جمـع تفسـير غريـب اللفـظ
مرجـــــزاً ميســــراً للحفــــظ
ومــا يليــه مـن بيـان المشـكل
والكشــف عـن تفصـيل لفـظ مجمـل
ممـــا روتــه الســادة الأئمــة
وحررتــــه علمــــاء الأمــــة
كـــالطبري و الثعلـــبي ومكــي
أئمــــة التفســــير دون شـــك
والهـــروىّ الحــبر و القتيــبى
إذ نقلـــو الغريـــب دون ريــب
والواحــــدي جـــامع البســـيط
وواضــــع الـــوجيز والوســـيط
والمهـدويّ البحر ذي الفضل الجلي
والــدامغاني والقشــيرى الـولي
وغيرهــم مــن أهـل هـذا الشـأن
أهــل النهـى والعلـم بـالقرآن
واننــي قــد ســرت خلـف السـاق
ملتحفـــاً شــعار أهــل الفــاق
ملازمـــاً للبحـــث والمراجعـــة
وكـــثرة التكــرار والمطــالعه
اتخـــذ القـــرآن لــي إمامــاً
فـي العلـم نحـو أربعيـن عامـا ً
ويســـر اللـــه لــيَ الكفايــة
ملخصــــاً فـــوائد الهدايـــة
وأســأل الرحمــن تحقيــق الأمـل
وحســن قصــد ســالم مـن الزلـل
فهــو معيــن المسـتعين الراجـي
وهــو مجيــر المسـتجير اللاجـى
أبــــدأ أولا بــــذكر الأســـما
فمـــا أجـــل ذكرهـــا وأســمى
الاســـم مشـــتق مـــن الســـمو
أو ســــــمة الجلال والعلـــــو
ويجمــع اســم اللــه كـل معنـى
مـن الصـفات و الأسـامي الحسـنى
إذ الإلـــه مـــن لــه الكمــال
والكبريـــــا والعــــز والجلال
وقيـــل هــذا اســم بلا تفســير
كـــالعلم المعتـــبر المشــهور
إن قيــل مــن خالقنـا والـرزاق
مــن القــديم والعليـم الصـّادق
فقـــل هـــو اللـــه ولا يفســر
بغيــره فهــو العظيــم الأكــبر
وقيـــــــل ان أصــــــله الآلاه
أدغـــم تخفيفــا فقيــل اللــه
وهـــو مــن التــأله المعبــود
أو الولـــوه فهـــو المقصــود
وقيــــل مــــن تــــوله الإجلال
أوولـــه المشـــتاق بالجمـــال
وقيـــل مـــن لاه ومعنـــاه علا
ودام واحتــــــج وكـــــل نقلا
وقيــل معنــاه القـدير الخـالق
مالــك مــا سـواه فهـو الـرزاق
والراحـــم المريـــد للإكـــرام
رحمتــــــه إرادة الإنعـــــام
أو أثـــر الرحمـــة بالإحســـان
كـــالغيث والرســول والقــرآن
و زيــد فــي الرحمـن للمبالغـة
فهو الرحيم ذو العطايا السّابغة
وقيـــل عـــم باســمه الرحمــن
وخــــص بالإيمــــان والأمـــان
وقيـــل زيــد لاتســاع الرحمــه
وهــو الرحيــم لاختصـاص النعمـه
وقيـــل رحمـــن تخـــص الآخــره
وقيـــل بـــالعكس وجــوه دائره
وقيــل معطــي النعــم الخفيّــه
وقيــل يعنــي كاشــف البليــه
وقيـــل رحمــن بســكان الســما
رحيــم أهـل الأرض يـولى النعمـا
واللــــه والرحمـــن لا يســـمى
بهـا سـوى اللـه اختصاصـا حتمـا
الــرب وهــو المالــك الحقيقـي
والســـيد الحـــاكم بــالتحقيق
وهــو مربــى الخلــق بالانعــام
والــرب ذو البقــاء والــدوام
يقـــــــال رب وأرب وألــــــب
معنــاه دام وأقــام مثــل لــب
أعـوذ بـالله مـن الفقـر المـرب
جــاء حــديثا ورووا فقــر ملـب
المالــك الــذي الوجــود ملكـه
الملـــك الحـــاكم دام ملكـــه
وقـل بضـم الميـم فـي ملك الملك
ومـا سـوى اللـه بقهـر قـد ملك
الملــــك المالـــك والمليـــك
فمــا لــه فــي حكمــه شــريك
الحــق وهــو الــواجب الوجــود
حقـــا ولاحــق ســوى الموجــود
وهـــو المــبين بيّــن الــدلائل
فكـــل معبـــود ســـواه باطــل
الظـــاهر المعـــروف بالابــداع
ومــا بــدا مـن حسـن الاخـتراع
وقيــل معطـى مـا بـداه الظـاهر
وقيــل معنــاه العزيـز القـاهر
النــور معنــاه الــذي لايخفــى
وجـــوده وقـــد هــدانا لطفــا
وقيـــل أي خـــالق كـــلّ نــور
وقيــل هــادي بالهــدى المنيـر
الأول القـــديم وهـــو الأزلـــى
ولــم يــزل مــن قبــل كـل أول
الاخــر البــاقى الإلــه الأبــدي
لــه البقـاء والـدّوام السـرمدى
الــوارث البــاقي فكــل الخلـق
يفنــى ويبقــى مــا لــه للحـقّ
الواحـد الفـرد الحسـيب الكـافي
الاحــــد الـــوتر بلا منـــافى
فالواحـــد الغنــي عــن وزيــر
والأحـــد العلـــي عــن نظيــر
تقــــدس القــــدوس اى تنـــزه
عــن نقــص أوصــاف فشـين غـرة
وهــو الســلام ســالماً مـن عيـب
مقدســـا عــن نقــص كــل ريــب
وقيـــــل أي مســــلم منجــــى
مــــؤمن لكــــل مـــن يرجـــى
وقيـــــل أي مســــلم ســــلاما
قـــولاً لمـــن قربــه إكرامــا
الصــمد العــالي عــن الأوهــام
ذو العــز عــن إحاطـة الافهـام
جـــل عـــن الحاجـــة للطعــام
فلا يقـــاس الـــرب بالاجســـام
وقيــل معنــى الصــمد المقصـود
الســــيد البـــاقى فلا يبيـــد
وهــو الغنـى القـائم المسـتغني
عـن كـل مـا سـواه وهـو المغنـي
وهــو الحميـد الحامـد المحمـود
لــه الكمــال مطلقــا والجــود
الحـــى والحيــاة وصــف ذاتــه
لا يــدخل التكييــف فــي صـفاته
العـــالم الحكيـــم والخـــبير
يـــدرك مـــا يكنّـــه الضــمير
الحــافظ المحصــي مـدى الأفكـار
المـــدرك المحيـــط بالاســـرار
فهـــو محيـــط قـــادر عليـــم
منتقـــــم عــــذابُه أليــــمُ
الواســــع الغنـــي والجـــواد
وهـــو العليــم كلهــا تــراد
القــــاهر القـــوى والمـــتين
ليــس لــه فــي خلقــه معيــن
القـــاهر الغــالب مــن ســواه
مقتــــدر لا غــــالب الا هـــو
وهــو المقيـت القـادر المقتـدر
وخـــالق الأقـــوات و الميســـر
وهــو المريــد خصــّص الأفعــالا
وقـــــدر الأرزاق و الاجـــــالا
تقـــدير فعـــال لمـــا يريــد
لا ينقــــص الأمـــر ولا يزيـــد
رحمتــــــه إرادة الإكــــــرام
رأفتــــــه ارداة الإنعـــــام
حنــانه أيضــا بمعنــى الرحمـه
و العفـو محـو الذنب بعد الوصمه
وهــو الغفــور ســاتر الخطايـا
و الغفــر سـتر يجـزل الخطايـا
وهــو الحليــم أخّــر العقــوبه
ومـــنَّ بالاحســـان و المثــوبه
وهــو الــودود والـوداد الحـب
وأنــــه المحبــــوب والمحـــب
وحبــــــه إرادة التقريــــــب
وكــل خيــر فــي رضـى المحبـوب
وهــو الســميع مـدرك المسـموع
مــن غيــر انصــات ولا تســميع
وهــو البصــير رائيــا ونـاظرا
لكــل موجـود وفـي العقـبى يـرى
مـــن غيــر تشــبيه ولا تكييــف
فـاعزل عـن التعطيـل و التحريـف
وهــو الرقيــب نــاظرا وحاضـرا
وهــو القريــب مـدركا وناصـرا
وهــو الشــهيد عالمــاً ومبصـراً
وشــــاهداً لنفســـه ومخـــبرا
وهــو المجيــب للمنيـب الـداعى
وقابـــــل التوبـــــة والإقلاع
القــائل الصــادق فــي كلامــه
فــالأمر والإخبــار مــن إعلامـه
كلامــــه وصـــف لـــه لا فعـــل
قــد شــهد العقـل بـه و النقـلُ
لا يشــبه الحــروف و الأصــواتا
ولا يضــاهي النطــق و الصــماتا
و الكتـــب المنزلــة المشــرفه
كلامــه فــاترك حــديث الفلسـفه
حيــــاته وعلمــــه وقــــدرته
وقــــوله وســــمعه ورؤيتـــه
والوصــــف بالبقـــاء و الاراده
صـــفاته بالنقـــل والشـــهاده
اغنــى شــهادة الكتـاب النـاطق
وســنة الهــادى النـبى الصـّادق
و بالـــدليل الثــابت العقلــي
قديمــــة بــــالنظر الجلــــي
وهــو الشــكور شـاكر مـن شـكره
ذاكـــر مـــن أحبّــه ليــذكره
وشــــكره الثنـــاء بالمقـــال
و بــالجزا فعــل مــن الأفعــال
المــــؤمن المصـــدّق العليـــم
بصـــدقه و المخـــبر العظيــم
مصـــــدق لوعــــده بالفعــــل
مـــؤمن مـــن بطشـــه بالفضــل
مهيمــــن أي شــــاهد أميــــن
مصـــــدق لوعـــــده ضــــمين
الحكــــم الحـــاكم لا محـــاله
وهــو الحكيــم محكمـا افعـاله
وهــو الوكيـل المتـولي الـوالى
مصــرّف التــدبير فــي الأفعــال
وهــو الــولي المتـولي الناصـرُ
المنعــم المحــب وهـو الظـاهر
وهــو الكفيــل ضــامن التـدبير
ورازق الغنـــــى و الفقيـــــر
القـــائم القيـــوم والقيـــام
بحكمـــه التــدبير و الإقســام
القـــائم الغنـــيّ عـــن محــلّ
وعــــن مخصـــص إلـــه الكـــلّ
الواجــــد العـــالم والغنـــيّ
المحســـن المنعـــم و الملـــيّ
المبــــدع البـــديع للأفعـــال
البـــادئ المبـــدى بلا مثــال
الخـــالق البـــارئ و المصــوّر
مخــــترع الأشـــياء والمقـــدّر
الــذارئ الخـالق وهـو المخـترع
الفــاطر البـادئ وهـو المبتـدع
البــاعث الحاشــر يــوم الحشـر
وبــاعث الرســل مزيــل العــذر
المقســط العــادل فــي أحكـامه
منتقــم بالعــدل فــي انتقـامه
القـــابض الباســط فــي الأرزاق
وفـــي انشــراح الصــدر والأخلاق
وهـــو المعيـــد قــابض الأرواح
باســطها للبعــث فــي الأشــباح
وهــو المعــز و المـذل الرافـع
الخـافض المعطـى المضـّر النافع
المــانع القاســم عنــد المنـع
ومـــانع الآفــات عنــد الــدفع
وهــو الكريــم المتعـالي قـدرا
وهــو الكريــم مكرمــاً وبــرّا
البَـــرُّ والبِـــرُّ هــو الإحســان
الـــواهب الــرازق و المنــان
و المــنّ معنــاه العطـا والمـنُّ
ذكــر العطــا أيضــا فلا تمنّـوا
فـــالمنُّ مِـــنْ مـــولاكم صــحيحُ
و المــن منكــم مفــترى قبيـح
وهــو اللطيــف مانــح الألطــاف
وعــــالم بكـــل شـــيء خـــاف
وهــو الحفىــيُ المنعـم الـرؤوف
وهــو الــوفي المحســن اللطيـف
والتوبـــة الرجـــوع فــالتوّاب
الراجـــع المحســـن والوهـــاب
وهــو الرشــيد هاديــا ومرشـدا
ذو الطول ذو الفضل النصير مسعدا
وهـــو الصـــبور ممهلا حليمـــا
قــد ورد النقــل بــه مفهومــا
وهــو الرفيــع رافــع الســماء
ورافــــع الأبــــرار بـــالولاء
وهــو الجليـل والجميـل العـالى
الأكــــبر الكــــبير ذو الجلال
وهـــو المجيــد رفعــة وقــدرا
فلا تحــــده الصــــفات حصـــرا
والمجـــد رفعــة وجــود وكــرم
ورحمــة ترجــى وقــدر يحــترم
فهـــو عظيــم بــانفراد مجــده
وعـــــزه وقـــــدره وجـــــده
عــن ســمة التكييــف والتحديـد
وعــن صــفات النقـص والتقييـد
وهــو عظيــم فــي علــو قــدره
فكــل مــن ســواه تحــت قهـره
وانــــه البــــاطن لا يكيــــف
وانـــــه بالحــــدّ لا يعــــرف
عرفــانه بــالعجز عــن عرفـانه
وحظنــا مــا جـاء مـن برهـانه
البـــاطن العـــالم بالخفايــا
محتجبــا عــن رؤيــة البرايــا
وقيـــل بـــاطن عـــن الأوهــام
إذ لا يحـــدّ الوصــف بالأفهــام
وقيـــل بـــاطن عـــن الكفــار
فصــــدّهم بحجبــــة الإنكــــار
الجــابر الجبــار فهـو المجـبر
يفعــل جــبراً مـا يشـاء ويقهـر
وهــو العزيــز عــز عــن مثـال
وعــن لحــوق الــوهم و الخيـال
وهــو العزيــز غالبـا و قـاهرا
وحاكمــا فــي خلقــه وظــاهرا
وهـــو العزيــز والمعــز عــزاً
لمـــن يشـــا حمايـــة وحــرزا
وإن وجــدت اســما لــه معــاني
فـاحكم بمـا جـاور فـي المثـانى
وقــد جمعــت فـي معـانى الأسـما
المقصــد الأســنى فحـازا الأسـما
الحمــد مــدح بالثنــاء الحسـن
والشــكر نشــر لجميـل المحسـن
والعـالم الموجـود غيـر الخـالق
والعـــــالمين ســــائر الخلائق
وقيــل بــل خصــص أهــل العقـل
وقيــل بــل لكــل حــي يجلــى
وقيـــل يختــص بســكان الســما
والأول المشــهور عنــد العلمـا
و الــدين هاهنــا هــو الجـزاء
أو الحســـاب الحــق و القضــاء
وانمـــا خصـــص يـــوم الحشــر
بالملــك حيــن خصــه بالــذكر
لأن أملاك العبـــــاد زائلـــــه
ثــم دعــاوى المــدّعين بـاطله
وقـــد أقــر الخلــق أجمعونــا
بالملـــك للرحمـــن مـــذعنينا
وقيـــل لانقطـــاع كــل رابطــه
فــالحكم للــه بغيــر واســطه
وقيــل كــانوا ينكـرون الحشـرا
فاختصــه مــن أجـل هـذا ذكـرا
وقيــل قــد قــدم ملـك الـدنيا
فــي نــص رب العـالمين العليـا
تعبــــد والعبـــادة التـــذلل
بالطاعـــة المعبـــد المـــذلل
ونســــتعين نســــئل الإعـــانه
علـــى أداء الأمـــر والأمانــة
نعبــد تصــديقا كمــا أمرتنــا
ونســئل العــون فمــاعنه غنــا
نطيــع و الطاعــة مــن عنايتـك
نســئل والســؤال مــن هـدايتك
نعبـــد كـــى نكــذب الجبريــا
إذ عطـــل الشــرع فهــام غيّــا
ونســـتعين كـــي نــرد القــدر
إذ أنكــر التوحيـد وهـو مفـترى
نعبــد بامتثــال مــا امرتنــا
ونســئل الــترك لمــا حــذرتنا
نعبــد ربّــا لــم يـزل مـأمولا
ونســـال الثبـــات والقبـــولا
نعبـــد فيـــه صــحة الشــريعه
فانهـــا الوســـيلة الرفيعــه
ونســــتعين شـــاهد التوحيـــد
ورؤيـــة التجريــد والتفريــد
عبد العزيز بن أحمد بن سعيد بن عبد الله أبو محمد عز الدين الدميري الدِّيريني (نسبة الى ديرين قرية بصعيد مصر ) وفيها قبره، أحد أقطاب الصوفية الرفاعية الكبار الدائرة كلماتهم على ألسنة الصوفية وكتبهم، لم يكن له بيت يستقر فيه وقضى حياته متنقلافي ريف مصر والناس تقصده هناك. (1)ترجم له الصفدي في الوافي قال: (الشيخ القدوة الصالح عز الدين الدّميري المعروف بالدّيريني .... أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال كان المذكور رجلاً متقشفاً مخشوشناً من أهل العلم يتبرك الناس به رأيته مرارا وزرته بالقاهرة وكان كثير الأسفار في قرى مصر يفيد الناس وينفعهم وله نظر كثير في غير ما فن ومشاركة في فنون شتى) مولده سنة اثنتى عشرة أو ثلاث عشرة وستمائة وفي وفاته خلاف، قالوا توفي سنة سبع وتسعين وستمائة وقالوا سنة أربع وتسعين وستمائة وترجم له ابن العماد في "شذرات الذهب" في وفيات سنة 699هـ قال (على خلاف كبير) يعني في وفاته. وذكر انه صحب أبا الفتح ابن أبي الغنائم الرسعني قال: (وكان مقره بالريف ينتقل من موضع إلى موضع والناس يقصدونه للتبرك به ) وهذه عبارة ابن الملقن في "طبقات الاولياء" ونعته بقوله : (ذو الأحوال المذكورة والكرامات المشهورة، والمصنفات الكثيرة، والنظم الشائع. وكان مقامه الريف، والناس يقصدونه للتبرك مات سنة سبع وتسعين وستمائة) ثم قال: (وقد أوضحت ترجمته في "طبقات الفقهاء".) ثم خصص ابن الملقن فصلا أورد فيه قصيدتين للديريني الأولى في تاريخ التصوف وأعلامه حتى عصره والثانية في وصف شيوخ الرفاعية الذين أخذ عنهم، يسمي الشيخ ويذكر مدة صحبته له ونبذة عنه، وهي أرجوزة تعج بالفوائد التاريخية، وفيها ما يدل على تاريخ نظمها وهو قوله:لـم يبـق في الستين والستمائة فـي النـاس مـن أصـحابه إلا فئةفمما قاله في اللامية في وصف شيخه أبي الفتح الواسطي بعدما ذكر الشيخ أحمد الرفاعي:شـيخي أبو الفتح الولي الواسطي منـه إلـى أهـل الرواق توصليتلميــذُ احمـد، سـيدي أنفاسـه عنــه شــفاها دون حجـب فيصـلبـايعته عُمـراً على شرط الوفا عقـدا علـى التحقيـق غير مبدَّلوقطعـتُ فـي أيـامه زمـنَ الصبا حــتى قضــى علــى مـوثقه ولـىفانا الفقير الأصغر الراجي الذي مـا زلـت ذا فقـد حليـف تطفـلوترجم له السبكي في طبقات الشافعية ترجمة من نفائس التراجم انظرها كاملة في صفحة القطهة السابعة وما بعدها، وأولها:اقتصد فِي كل حَال = واجتنب شحا وغرماوهو صاحب القطعة السائرة التي أولها:أحــــب بنيـــتي ووددت أنـــي دفنــت بنيــتي فـي قـاع لحـدومــا بـي أن تهـون علـي لكـن مخافــة أن تــذوق الـذل بعـديوترجم له الزركلي في الاعلام قال:فقيه شافعي من الزهاد. نسبته إلى (ديرين) في غربية مصر. وقبره بها. من كتبه (التيسير في علم التفسير - ط) أرجوزة تزيد على 3000 بيت، و (الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة - خ) (2) و (طهارة القلوب، والخضوع لعلام الغيوب - ط) تصوف، و (إرشاد الحيارى - ط).وذكره السيوطي في الإتقان فيمن له كتاب في معرفة المكي والمدني، من سور القرآن ونقل منه قطعةومن آثاره أرجوزة في الفرق بين الضاد والظاء ذكرها السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة إبراهيم بن محمد النَّيْنِي ورائية في "مرسوم الخط" ذكرها السخاوي في ترجمة حسن بن علي النمراوي ومخمسة ذكرها في ترجمة ابن قطلوبغا وذكر شرحا لابن قطلوبغا عليها. وسمى له منظومة في النحو عدد ابياتها 685 بيتا وذلك في ترجمة يحيى بن موسى العساسيومن نوادر كتبه كتاب "الروضة الأنيقة" نقل منه المشتولي المتوفى بعد عام (1167هـ) في كتابه "سلوة الأحزان في اجتناب الأحداث والنسوان" نقلا يتضمن وصف عصره قال: (قال سيدي عبد العزيز الديريني -رحمه الله- في كتابه الروضة الأنيقة: باب في حوادث حدثت زماننا: اعلم أن الذي دعا إلى تصنيف هذا المختصر أن قوماً في هذا الزمان ابتدعوا طريقاً مخالفة لطريق القوم، وزعموا أن لهم فيها مقاصد صالحة فمنها: الخلوة بالنساء، والحديث معهن، وربما زاد بعضهم المعانقة، والقُبلة، ...إلخ)،وفي طبقات ابن قاضي شهبة : (وقد ذكره شيخنا أبو حيان وقال كان متقشفاً مخشوشناً من أهل العلم يتبرك به الناس قال السبكي وهذا من أبي حيان كثير لولا أن هذا الشيخ ذو قدم راسخ بالتقوى لما شهد له أبو حيان بهذه الشهادة فإنه كان قليل التزكية للمتصلحين توفي في رجب سنة أربع وتسعين وستمائة قاله صاحب نجم المهتدي ورجم المعتدي وقال السبكي في الطبقات الكبرى توفي في السنة المذكورة قال ومولده سنة اثني عشرة أو ثلاث عشرة وقال في الوسطى توفي في حدود التسعين وقال الإسنوي سنة سبع بتقديم السين وتسعين وقال ابن حبيب توفي في مصر سنة تسع وثمانين والصواب الأول ...(ثم سمى مؤلفاته ومنها "أنوار المعارف وأسرار العوارف"(1) ويشهد على ذلك قوله في مربعته التي التزم فيها بذكر كلمة مثلثة في كل رباعية: (والمثلثات هي الكلمات التي يختلف معناها باختلاف حركة الحرف الاول منها) على غرار مثلث قطرب:زمــاني للقـرا قـد ضـر وَهْنَـا وقـد منـع القـرَى فبقيـتُ مُضـْنىومـالي فـي القُرى يا صاحِ سُكنى وفـي ليلـي أراعـي النجـمَ فِكراســلكتُ مــن التَّغَـرُّب كـل عَـرْس ولــم أســكن إلـى إنْـسٍ بعِرسـيوليــس مســرَّتي بحضــورِ عُــرس وهـل يُدعى الغريبُ سِوى ابن بجراوهي أجمل ما وصلنا من شعره.والقَرا في صدر البيت الأول بفتح القاف وفي لسان العرب: وقَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض.وتجدر الإشارة هنا إلى أن للدريني كتابا في المثلثات ذكره الباباني في ذيله على كشف الظنون وسماه "المورث لمشكل المثلث" وسماه في الهدية "المورث لمشكل المثلث لقطرب"(2) كتاب الدرر الملتقطة على غرار كتاب السخاوي المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وقد نقل السخاوي منه ست مرات.