
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَلا عَــنْ تَــذَكُّرِهِ تُكْتَمــا
وَكــانَ رَهِينـاً بِهـا مُغْرَمـا
وَأَقْصـــَرَ عَنْهــا وَآياتُهــا
تُــــذَكِّرُهُ داءَهُ الْأَقْــــدَما
فَأُوصِي الْفَتى بِابْتِناءِ الْعُلَى
وَأَنْ لا يَخُـــونَ وَلا يَأْثَمـــا
وَيَلْبِـــسُ لِلـــدَّهْرِ أَجْلالَــهُ
فَلَـنْ يَبْنِـيَ النّـاسُ ما هَدَّما
وَإِنْ أَنْــتَ لاقَيْـتَ فـي نَجْـدَةٍ
فَلا يَتَهَيَّبْــــكَ أَنْ تَقْـــدِما
فَــإِنَّ الْمَنِيَّــةَ مَـنْ يَخْشـَها
فَســـَوْفَ تَصـــادِفُهُ أَيْنَمــا
وَأَنْ تَتَخَطّــــاكَ أَســـْبابُها
فَــإِنَّ قُصــاراكَ أَنْ تَهْرَمــا
وَأَحْبِـبْ حَبيبَـكَ حُبّـاً رُوَيْـداً
فَلَيْــسَ يَعُولُــكَ أَنْ تَصــْرِما
فَتُظْلِــمَ بِــالْوِدِّ مَـنْ وَصـْلُهُ
رَقِيــقٌ فَتَســْفَهُ أَو تَنْــدَما
وَأَبْغِـضْ بَغِيضـَكَ بُغْضـاً رُوَيْداً
إِذا أَنْـتَ حـاوَلْتَ أَنْ تَحْكُمـا
فَلَــوْ أَنَّ مِـنْ حَتْفِـهِ ناجِيـاً
لَأَلْفَيْتَــهُ الصــَّدَعَ الْأَعْصــَما
بِإِســْبِيلَ أَلْقَــتْ بِــهِ أَمُّـهُ
عَلَــى رَأْسِ ذي حُبُــكٍ أَيْهَمـا
إِذا شــاءَ طــالَعَ مَســْجُورَةً
تَـرَى حَوْلَها النَّبْعَ وَالسَّاسَما
يَكُــــونُ لِأَعْــــدائِهِ مَجْهَلاً
مَضــِلّاً وَكــانَتْ لَــهُ مَعْلَمـا
ســَقَتْها الرَّواعِـدُ مِـنْ صـَيِّفٍ
وَإِنْ مِـنْ خَريـفٍ فَلَـنْ يَعْـدَما
أَتـاحَ لَـهُ الـدَّهْرُ ذا وَفْضـَةٍ
يُقَلِّــبُ فــي كَفِّــهِ أَســْهُما
فَراقَبَــهُ وَهْــوَ فــي قُتْـرَةٍ
وَمـا كـانَ يَرْهَـبُ أَنْ يُكْلَمـا
فَأَرْســَلَ ســَهْماً لَـهُ أَهْزَعـاً
فَشـــَكَّ نَـــواهِقَهُ وَالْفَمــا
فَريــغَ الْغِـرارُ عَلَـى قُـدْرِةٍ
وَمـا كـانَ يَرْهَـبُ أَنْ يُكْلَمـا
فَظَــلَّ يَشــِبُّ كَــأَنَّ الْوُلُــو
عَ كـــانَ بِصـــِحَّتِهِ مُغْرَمــا
أَتَـى حِصـْنَهُ مـا أَتَـى تُبَّعـاً
وَأَبْرَهَــةَ الْمَلِــكَ الْأَعْظَمــا
لُقَيْـمُ بْـنُ لُقْمـانَ مِـنْ أخْتِهِ
فَكـانَ ابْـنَ أُخْـتٍ لَهُ وَابْنَما
لَيـــالِيَ حُمِّــقَ فَاسْتَحْصــَنَتْ
إِلَيْــهِ فَغُــرَّ بِهــا مُظْلِمـا
فَأَحْبَلَهـــا رَجُـــلٌ نـــابَهُ
فَجـــاءَتْ بِــهِ رَجُلاً مُحْكَمــا
النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ أَكْثَرَ حَياتِهِ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ لَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتاباً إِلَى قَوْمِهِ، وَكانَ كَرِيماً جَواداً كَثِيرَ العَطاءِ يُلَقَّبُ بِشاعِرِ الرَّبابِ، وَلَمْ يَمْدَحْ أَحَداً وَلا هَجَا أَحَداً، وَقَدْ سَمّاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ العَلاءِ الكَيِّسَ لِحُسنِ شِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ ذَكَرَ السّجِسْتانِيِّ أَنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ وَقَدْ خَرِفَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 14لِلهِجْرَةِ.