
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليـسَ الذي يرجو الخلودَ بخالد
والمـرءُ مرتهـنٌ بحتـفِ الراصدِ
والنــاس هــامٌ رائثٌ ومعجــلٌ
وردَ النهـال تـواردت للـذائد
فـالرزء كـان أبـو حكيـم إنه
خلـى علينـا غيـر فقـد واحـدِ
خلـى يتـامى كـان يحسنُ حملهم
وبكفلهـم فـي كـل عـام جاحـد
وعجــائزاً شــمطاً وكـلَّ مُعيـلٍ
وأرملــــةٍ تـــواري قاعـــد
تبكــي بعيـن لا تجـفُّ دُموعُهـا
كـانت تُـرى فـي نعمـةٍ ومجاسدِ
ومهمـة الحلمـاءِ يُخشـى فتقها
تأســو وأمُّ دماغهـا كالفاسـد
قـد كنـت آسـيها وكنت طبيبها
حــتى تؤديهـا كعهـدِ العاهِـد
رحـب الفنـاء ومـا تغلق دارهُ
حين الشتاء من الضعيف الصارِد
قـدمت معروفـاً وتصـنع نـائلاً
جـزلاً فـذالك خيـرُ ذُخـرٍ ماكِـد
عبدُ اللهِ بنُ الزِّبَعْرى بنِ قيسِ بنِ عَدِيِّ السَّهميّ القُرَشيّ، أبو سعد، من بني سَهم من قبيلة قريش المُضَريّة العدنانيّة. شاعرُ قريش ومكّةَ الأوّل، عُرِفَ بِحُبِّهِ لقبيلتِهِ وتمسُكِّهِ في الدّفاعِ عنها والذّبّ عن مآثرِها، وكانَ لشعرِهِ دورٌ كبيرٌ في مناهضةِ الدّعوة الإسلاميّةِ والردّ على شعراءِ المسلمينَ من مثلِ حسّان بن ثابت وكعب بن مالك، وقد وثّقَ في شعرِهِ معظم المعارك الّتي قامت بين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقريش؛ من بدر وأحد والخندق وغيرها. هربَ بعد فتح مكّة إلى نجران، وهجاهُ حسّانُ بن ثابت بأبياتٍ جعلته يُعيدُ النّظرَ في موقفِهِ من النبيّ ويتوجّه إليه معتذراً ومعلناً إسلامَه، فقبلَ منه النبيّ وخلعَ عليهِ حُلّةً. وقد مدحَ ابنُ الزّعبرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم بمجموعةٍ من القطع والقصائد، وشهدَ المشاهدَ في الإسلام، إلى أن توفّيَ في عهدِ الخليفةِ عمرَ بن الخطّاب نحو سنة 15 هـ. تغلُبُ على شعرِهِ النّزعةُ الحماسيّة، ولا يكادُ شعرُهُ يتجاوزُ وصفَ المعاركِ والمواقعِ والأحداثِ المتعلّقةِ بمكّةَ وقريش.