
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَتَــرى المَشــيبَ مُبَصـِّراً وَمُحَكِّمـاً
كُـــل يَغولُـــكَ نـــازِلٌ وَمُــوَدِّعُ
وَالشـَيبُ لِلحُكَمـاءِ مِـن سَفَهِ الصِبا
بَــدَلٌ تَكـونُ لَـهُ الفَضـيلَةُ مقنـعُ
وَالشَبيبُ زينُ ذَوي المُروءَةِ والحِجا
فيــهِ لَهُــم شــَرَفٌ وَحَــقّ تَــوَرُّعُ
وَالبِـرُّ تَخلِطُـهُ المُـروءَةُ وَالتُقـى
فــي حــالِ أَشـيبَ جِسـمُهُ مُتَضَعضـِعُ
أَهـوى إِلَـيَّ مِـنَ الشَبابِ مَع العَمى
وَالغَــيُّ يَتبَعــهُ الغَـوِيُّ المُهـرَعُ
إِنَّ الشــَبابَ عَمــىً لأَكثَــر أَهلِـهِ
وَتَعَــــرُّضٌ لِمهالِــــكٍ وَتَقَــــرُّعُ
إِن تَغتَبِـط فـي اليَومِ تُصبِح في غَدٍ
مِمّــا خَبــا لَــكَ وَاجِمـاً تَتَوَجَّـعُ
وَالشــَيبُ غايَـةُ مَـن تَـأَخَّرَ حينُـهُ
لا يَســتَطيعُ دِفــاعَهُ مَــن يَجــزَعُ
إِنَّ الشــَبابَ لَــهُ لَــذاذَةُ جِــدَّةٍ
وَالشـَيبُ مِنـهُ فـي المَغبَّـةِ أَنفَـعُ
لا يَســتَوي عِنــدَ الكَــواعِبِ لابِـسٌ
ثَـوبَ الشـَبابِ وَلا الكَـبيرُ الأَنـزَعُ
خَلــعُ الشـَبابُ جَديـدَهُ عَـن ناحِـلٍ
خَلَــقٍ بِمًفرِقِــهِ المَنِيَّــةُ تَلمَــعُ
فَكَأَنَّمــا أَبصــَرنَ حيــنَ رَأَينَــهُ
بِالشـــَيبِ حَيَّــةَ غَيضــَةٍ تَتَلَــذّع
فَجَبُــنَّ مِنــهُ وَاِنقَبضــنَ تَحَيُّــراً
مَكـرَ المُخـادِعِ يَبتَغـي مَـن يَخـدَعُ
لا يُبعِــدُ اللَـهُ الشـَبابَ وَمَرحَبـاً
بِالشـَيبِ حيـنَ أَوى إِلَيـهِ الموجَـعُ
فَـدَعِ البُكـاءَ عَلى الشَبابِ وَقُل لَهُ
مــا قــالَ عِنـدَ مُصـيبَةٍ مُسـتَرجِعُ
طُريح بن إسماعيل بن عبيد بن أُسَيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العُزى (من ثقيف)، أبو الصلت.شاعر الوليد بن يزيد الأموي وخليله.وفي نهاية الأرب أن جدّه (سعيد بن عبيد) هو الذي رمى أبا سفيان بن حرب يوم الطائف فقلع عينه وفي الأغاني أن جد أمه (سباع بن عبد العزى) قتله حمزة بن عبد المطلب يوم أحد.نشأ في الطائف ثم رحل إلى دمشق ووفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكانت بينهما خؤولة، فقر به الوليد وأغدق عليه فمدحه طريح بشعره.وبعد مقتل الوليد سنة 126هـ انتهى ذكر الشاعر وقد أغفلت المصادر العلاقة بين طريح وغيره من الشعراء الذين التفوا حول الوليد مثل النابغة الشيباني وإسماعيل بن يسار وابن هرمة القرشي.ويقال أنه بقي إلى أول الدولة العباسية فمدح المنصور والسفاح.