
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انـدفع جيـش العنـا صوبي وصَبّ
فـي ضـميري نـار جَمْرٍ والتهابْ
شـَلّ سـلطان الحشـا حـاين وصب
نـاظري دمعـي كما وَدْق السحاب
والكـرى مـن عِلّـتي عَنّـي هـرب
ولا حلا لـي قَـطّ قـوت ولا شـراب
مِشــْغِلنّي فَقْــد زاكِـيِّ النِّسـَب
الـذي مـن خِلْج ما داس العتاب
«بوحمـد» مَعْنـاي محمـود الأدب
التّقـيّ الـورع دافِـيّ الجنـاب
الـذي مـا شـاهد أفلام الطَّـرِب
لا ولا تَــرّك ملازمــة الكِتــاب
يـدرس القـرآن وصـْحاح الكتـب
مِفْتِتِـن بالفقه من شان الثواب
فـي تلايـا الليل من نومه يهِبّ
للتهجّـد عنـد شـيبه والشـباب
لَـهْ لسـانٍ بالـذكر دومـه رَطِب
وحسـن خلـقٍ فيه تضرب به عجاب
عــالمٍ مـا زال فكّـاك النشـب
يَنْصـِر المظلـوم دوم ولا يهـاب
خِـصّ انـا لـي نِلْت من ضِدّي تَعَب
فـادني بالراي وادْرَكت الصواب
وان بِـدَت لـي حاجـةٍ عنده وِثَبْ
يابهـا مـن دون مطلـوب ويواب
ضــاحكٍ مَــزّاح مَــزّاه الغِضـَب
هَيِّـــنٍ لَيَّـــنٍ فــي الخطــاب
كـم وكـم واللـه من ماله وهب
للضـعافى البايسـين بلا حسـاب
ينفقــه ممــا يحــب ولا يحـب
أن يسـّمّع بـه الأقارب والجناب
عـاش في الدنيا وفيها ما رغب
مثـل مـا ناسٍ غِدَوْا فيها رغاب
ارتِحَــل عنهـا خلاف امّـا نِحَـب
لـه عيـالٍ يشـبهون اشباب غاب
لْـــ «حَمَد» مَعْناي عاليّ الرتب
ثم اخوه «مْحَمّد» الرجل المهاب
ذا وصـلى اللـه مـا ودقٍ سـكب
وزَيّــن الآراض بازهـار وعَشـاب
تبلـغ المختـار آلـه والصـحب
الـذي يشـفع لنـا يوم الحساب
هو الشاعر محمد بن ثاني بن زنيد ولد في دبي عام ١٨٨٨م شاعر من شعراء الصف الأول بالإمارات، وولد في عائلة أدبية تنظم الشعر، فوالده ثاني بن زنيد كان شاعراً معروفاً في عصره، كذلك والدته لطيفة بنت عبيد التي كان لها الكثير من القصائد في وقتها. وهناك أيضاً عمه ماجد بن زنيد الذي قرض الشعر أيضاً، أما شاعرنا محمد فقد كان الوحيد الذي قرض الشعر بين إخوانه الثلاثة وهم عبيد وجمعة وخليفة.وهو من الشعراء الذين تأثر شعرهم ببيئتهم المحلية، فكان الشاعر ابن بيئته بحق، وصبغت هذه البيئة أشعاره ولامست كل حرف فيها وكان لها بصماتها الواضحة لكل متفحص وقارئ لشعره وكتاباته.وقد لحق شاعرنا عصر النهضة بدولة الإمارات وبزوغ فجر دولة الاتحاد، وظهور النفط فيها ورأى النهضة العظيمة التي تحققت لشعبها وظهر ذلك جلياً في أشعاره التي عبر فيها عن كل ذلك بعد أن عاش شظف العيش، حيث شارك في كل المناسبات السياسية والاجتماعية التي عاشها وكان صاحب صوت مسموع.وعاصر الكثيرين من الشعراء المخضرمين من شعراء عصره وبادلهم المساجلات الشعرية حيث أصبح علماً من أعلام الشعر النبطي في الإمارات حيث كانت قصائده على كل لسان لجمالها وقوتها