
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَمامَــةُ بَلِّغــي عَنّــي ســَلاما
حَبيبــاً لا أُطيــقُ لَــهُ كَلامـا
وَقــولي لِلَّــتي غَضـِبَت عَلَينـا
عَلامَ وَفيــمَ يــا سـَكينُ عَلامـا
أَفــي هِجـران بَينَـكِ تَصـرِميني
وَمــا رُمنــا لِصـَرمِكُمُ صـِراما
وَلَــم أَهجُــركِ مَقلِيَّــةً وَلَكِـن
حَلَلــتُ عِراقَكُـم وَحَلَلـتِ شـاما
عِـــــديني أَن أَزورَكِ إِنَّ داري
وَدارُكِ لا أَرى لَهُمــا التِيَامـا
وَإِنَّ جَميـــعَ أَهلــكِ عَنَّفــوني
وَلامــوني وَلَــم أُطِـق المَلامـا
كِـرامُ النـاسِ قَبلـي قَد أَحَبّوا
كَرامَهُــم وَأَحبَبــنَ الكِرامــا
جَميــلٌ وَالكُثَيِّــرُ قَــد أَحَبّـا
وَعُـروَةُ مِـن هَـوىً لاقـى حِمامـا
هُـمُ سـَنّوا الهَـوى وَالحُبَّ قَبلي
وَمـا أَلفي لَهُم في الناسِ ذاما
فَيـا غَنّـامُ يـا بَصـَري وَسـَمعي
رَســــيسُ هَــــواكِ ســــَقاما
لَقَـد اِقصـَدتِ حيـنَ رَمَيـتِ قَلبي
بِســَهمِ الحُــبِّ إِنَّ لَـهُ سـِهاما
زَجَـرتُ القَلـبَ عَنـكِ فَلَم يُطِعني
وَيَـأبى فـي الهَوى إِلّا اِعتِزاما
إِذا مـا قُلـتُ اِصـِر وَأَسلُ عَنها
أَبـى مـن صـَرمِكُم إِلّا اِنهِزامـا
فِتنَــــتي بِـــكِ فَاِعلَميهـــا
إِذاً صــَلّى رَبيعَــةُ ثُـمَّ صـاما
أَقـامَ الحُـبُّ حُبُّـكِ فـي فُـؤادي
وَحُبّـي فـي فُـؤادِكِ قَـد أَقامـا
كِلانـــا وَامِــقٌ كَلِــفٌ مُعَنّــى
بِصــاحِبِهِ وَمــا يَبغـي حَرامـا
أُحِــبُّ حَــديثَها وَتُحِــبُّ قُربـي
وَمــا إِن نَلتَقــي إِلّا لِمامــا
فَيـا لَيـتَ النَهـارَ يَزينُ لَيلاً
وَلَيـتَ الصـُبحَ لا يَجلـو الظَلاما
وَيــا لَيــتَ الحَمـامَ مُسـَخَّراتٌ
لِنُرسـِلَ فـي رَسـائِلَنا الحَماما
لَعَــلَّ حَمامَــةً تُهــدي إِلَينـا
كِتابــاً مِنــكِ نَجعَلُـهُ إِمامـا
وَتُبلِغُــكَ المَحَبَّــةَ عَــن مُحِـبٍّ
أَحَبَّــكَ قَلبُــهُ يَفَعــاً غُلامــا
وَمــا ذَنـبي وَحُبُّـكَ هـاجَ هَـذا
وَلَـو تُـرِكَ القَطـا لَغَفا وَناما
وَلَــو أَبصـَرتَ غَنمَـةً ذاتَ يَـومٍ
وَقَـد سـَفَرَت وَأَحـدَرَت اللِثامـا
يَنــوطُ وِشــاحُها بِقَضـيبٍ بـان
وَيَكســو مِرطَهــا عَصـاً رُكامـا
إِذا اِبتَسـَمَت حَسِبتَ الثَغرَ مِنها
تَــأَلَّقَ بــارِقٍ يَجلـو الظَلامـا
جَلَــت بِبَشــامَةٍ بَـرَداً عِـذاباً
كَــأَنَّ عَلَيـهِ مِسـكاً أَو مُـداما
فَلَـم تَـزِدِ البَشـامَةُ فاكِ طيباً
وَلَكِــن أَنــتِ طَيِّبَـتِ البَشـاما
وَمــا أَدمـاءُ جُؤذَرَهـا تُراعـي
وَتَــدنو حيـنَ يُسـمِعُها بُغامـا
بِأَحسـَنَ مِنـكَ يَـومَ رَحَلـتِ عَنّـا
وَقَــد بَلَّـت مَجامِعُـكِ اللَثامـا
وَتَحتَــكِ بَغلَــةٌ زينَــت بِرَحـل
مُواشــِكَةً تُنازِعُــكِ اللِجامــا
وَكُــلُّ الحُــبِّ لَغـوٌ غَيـرَ حُبّـي
فَقَد أَردى الحَشا وَبَرى العِظاما
ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيذار الأسدي الرقي. شاعر غزل مقدم، كان ضريراً، بلقب بالغاوي، عاصر المهدي العباسي ومدحه بعدة قصائد. وكان الرشيد يأنس به وله معه ملَح كثيرة. ولد ونشأ في الرقة (على نهر الفرات في سورية). وهو من المكثرين المجيدين وإنما أجمل ذكره وأسقطه عن طبقته بعده عن العراق وتركه خدمة الخلفاء ومخالطة الشعراء. ومع ذلك ما عدم مفضلاً ومقدماً له. قال ابن المعتز: كان ربيعة أشعر غزلاً من أبي نواس.وفي ترجمة يزيد بن حاتم المهلبي في quotوفيات الأعيانquot لابن خلكان: