
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَســَّت ســُعادُ رَســولاً غَيــرَ مُتَّهَـمٍ
وَصـــيفَةً فَــأَتَت إِتيــانَ مُنكَتِــمِ
جــاءَ الرَســولُ بِقَرطــاسٍ بِخـاتَمِهِ
وَفــي الصـَحيفَةِ سـِحرٌ خُـطَّ بِـالقَلَمِ
فيــهِ فُتــونُ هَــوىً طَلَّــت تُغَيِّبُـهُ
عَلـى الجَهـولِ وَما يَخفى عَلى الفَهِمِ
وَقَـد فَهِمـتُ الَّـذي أَخفَـت فَقُلتُ لَها
بــوحي بِلا وَنَعَـم مِـن بَيّـنِ الكَلِـمِ
قــالَت تَعــالَ إِذا شــِئتَ مُسـتَتِراً
وَالحُكــمُ حُكمُـكَ يـا رَقِّـيَّ فَـاِحتَكِمِ
أَقـدِم رَبيعَـةَ فـي رَحـبٍ وَفـي سـَعَةٍ
فـي غَيـرِ قَمـراءَ وَالظَلماءَ فَاِغتَنِمِ
فُزرتُهـا واقِعـاً طَرفـي عَلـى قَـدَمي
وَقَــد تَلَبَّســتُ جِلبـابَينِ مِـن ظُلَـمِ
فَكـانَ مـا كـانَ لَـم يَعلَـم بِهِ أَحِدٌ
وَمــا جَرَحــتُ وَمـا عُلِّلـتُ بِـالحَرَمِ
زارَتـكَ سـُعدى وَسـُعدى مِنـكَ نازِحَـةٌ
فَأَرَّقتَــكَ وَمــا زارَتــكَ مِـن أُمَـمِ
أَهلاً بِطَيفـك يـا سـُعدى المُلِـمّ بنا
طَيـــفٌ يَســيرُ بِلا نَجــمٍ وَلا عَلَــمِ
أَنـتِ الضـَجيعُ إِذا ما نِمتُ في حُلُمي
وَالنَجـمُ أَنتِ إِذا ما العَينُ لَم تَنَمِ
مــا أَكـذَبَ العَيـنَ وَالأَحلامَ قاطِبَـةً
أصــادِقُ مَــرَّةً فــي وَصـلِها حُلُمـي
قـولي نَعَـم إِنَّهـا إِن قُلـتِ نافِعَـةٌ
لَيسـَت عَسـى وَعَسـى صـَبرٌ إِلـى نَعَـمِ
أَنعَمـتِ نُعمـى عَلَينـا لَسـتُ أُنكِرُها
حَتّــى أُغَيَّــبَ فـي مَلحـودَةِ الرَجَـمِ
قَلــبي ســَقيمٌ وَداءُ الحُـبِّ أَسـقَمَهُ
وَلَـو أَرَدتِ شـَفَيتِ القَلـبَ مِـن سـَقَمِ
قـالَت فُـؤادُكَ بَيـنَ الـبيضِ مُقتَسـَمٌ
مـا حـاجَتي فـي فُـؤادٍ مِنـكَ مُقتَسَمِ
أَنتَ المَلولُ الَّذي اِستَبدَلتَ بي بَدَلاً
قَصـَّرتَ بـي وَشـَرَيتَ اللُـؤمَ بِـالكَرَمِ
قَـد كُنـتُ أَقسـَمتُ أَنّي مِن هَواكِ فَما
بَـرّى يَمينـي قَـد أَغلَظـتُ في القَسَمِ
اِسـتَغفَرُ اللَـهَ قَـد رَقَّ الفُؤادُ وَما
بَينــي وَبَينَـكَ يـا رَقَّـيُّ مِـن رَحِـمِ
يـا لَيـتَ مَـن لامَنـا في الحُبِّ جَرَّبَهُ
فَلَـو يَـذوقُ الَّـذي قَـد ذُقتُ لَم يَلُمِ
الحُـــبُّ داءٌ عَيـــاءٌ لا دَواءَ لَــهُ
إِلّا نَســـيمُ حَــبيبٍ طَيِّــبُ النَســَمِ
أَو قُبلَــةٌ مِـن فَـمٍ نيلَـت مُخالَسـَةً
وَمــا حَــرامٌ فَــمٌ أَلصــَقتُهُ بِفَـمِ
هَــذا حَـرامٌ لمـن قَـد عَـدَّهُ لَمَمـاً
وَلَــن يُعَــذِّبَنا الرَحمَــنُ بِـاللَمَمِ
هــامَ الفُـؤادُ بِسـُعدى مِـن ضـَلالَتِهِ
يـا لَيـتَ قَلبي بِكُم يا سُعدَ لَم يَهِمِ
أَنـتِ الَّـتي أَورَثَـت قَلـبي مَوَدَّتُهـا
داءً دَخيلاً وَشـــَوقاً غَيــرَ مُنصــَرِمِ
خُلِقــتِ مِـن مِسـكَةٍ وَالنـاسُ خَلقُهُـمُ
مِـن لازِبِ الطيـنِ مِـن صَلصالَةِ القَتَمِ
مـا صـَوَّرَ اللَـهُ إِنسـاناً كَصـورَتِكُم
مِـن بَعـدِ يوسـُفَ فـي عُـربٍ وَلا عَجَـمِ
أَعلاكِ مِــن صــَعدَةٍ ســَمرا مُقَوَّمَــةٍ
وَالمِــرطُ فَـوقَ كَـثيبٍ مِنـكِ مُرتَكِـمِ
وَأَنـــتِ جَنَّــةُ رَيحــانِ لَهــا أَرَجٌ
أَو رَوضــَةٌ نُضـِحَت بِالوَبـلِ وَالـدِيَمِ
أَو بَيضــَةٌ فـي نَقـاً أَو دُرَّةٌ خَرَجَـت
مِــن زاخِــرٍ مُزبِــدِ الأَذِيِّ مُلتَطِــمِ
لاقَيـتُ عِنـد اِسـتِلامِ الرُكـنِ غانِيَـةً
غَــرّاءَ واضــِحَةَ الخَــدَّينِ كَالصـَنَمِ
مُرتَجَّــةُ الــرِدفِ مَهضـومٌ شـَواكِلُها
تَمشـي الهُوَينى كَمَشيِ الشارِبِ الثَلِمِ
تَقــولُ قَيناتُهـا وَالـردفُ يُقعِـدُها
مِـن خَلفِها قَد أَتَيت الرُكنَ فاِستَلِمي
فَاِســلَمَت ثُــمَّ قـامَت سـاعَةً فَـدَعَت
فَقُمـتُ أَدعـو وَلَـولا تِلـكَ لَـم أَقُـمِ
حَتّـى إِذا اِنصـَرَفَت سـَلَّمتُ فَـالتَفَتَت
فَقُلــتُ إِنَّـكِ مِـن هَمّـي وَمِـن سـَدَمي
قـالَت وَمِـن أَنتَ قُلنَ التابِعاتُ لَها
هَــذا رَبيعَــةٌ هَــذا فِتنَـةُ الأُمَـمِ
هَـذا المُعَنّـى الَّـذي كـانَت مَناسِبُهُ
تَأتيـكِ فَاِسـتَتِري بِـالبُردِ وَالقَتَـمِ
شـــَيطانُ أُمَّتِـــهِ لاقــاكِ مُحرِمَــةً
فَبِــالالَهِ مِــنَ الشـَيطانِ فَاِعتَصـِمي
قـالَت أَعـوذُ بِرَبّـي مِنـكَ وَاِسـتَتَرَت
بِعــادَةٍ رَخصــَةِ الأَطــرافِ كَـالعَنَمِ
قُلـتُ الـذِمامُ وَعَهـدُ اللَـهِ خُنتِ بِهِ
لا عَهــدَ لِلغــادِرِ الخَتّـارِ لِلـذِمَمِ
أَلَـم تَقـولي نَعَـم قـالَت بَلى وَهَماً
مِنّـي وَهَـل يُؤخَـذُ الإِنسـانُ بِـالوَهَمِ
تُبنــا وَصــُمنا وَصـَلَّينا لِخالِقِنـا
وَلَـم تَتُـب أَنـتَ مِـن ذَنـبٍ وَلَم تَصُمِ
فَلُمـتُ نَفسـي عَلـى بَـذلي لَها مِقَتي
وبخلِهــا وَقَرَعــتُ السـِنَّ مِـن نَـدَمِ
فَأَبعَــدَ اللَــهُ إِنســاناً وَاِسـحَقَهُ
أدامَ وُدّاً لِإِنســـانٍ وَلَـــم يَـــدُمِ
ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيذار الأسدي الرقي. شاعر غزل مقدم، كان ضريراً، بلقب بالغاوي، عاصر المهدي العباسي ومدحه بعدة قصائد. وكان الرشيد يأنس به وله معه ملَح كثيرة. ولد ونشأ في الرقة (على نهر الفرات في سورية). وهو من المكثرين المجيدين وإنما أجمل ذكره وأسقطه عن طبقته بعده عن العراق وتركه خدمة الخلفاء ومخالطة الشعراء. ومع ذلك ما عدم مفضلاً ومقدماً له. قال ابن المعتز: كان ربيعة أشعر غزلاً من أبي نواس.وفي ترجمة يزيد بن حاتم المهلبي في quotوفيات الأعيانquot لابن خلكان: