
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحمــدُ اللَّــه نيـةً وثنـاءَ
غُـدوةً بـل عَشـيَّةً بـل مسـاءَ
بـلْ جميعـاً وبيـن ذلك حمداً
أبـــديّاً يُطبِّـــقُ الآنـــاءَ
حَمْــدَ مُســتعظمٍ جلالاً عظيمـاً
مـــن مَليـــكٍ وشــاكرٍ آلاءَ
مَلِـكٌ يقـدحُ الحياة من الموْ
تـى ويَكفـي بفضـله الأحيـاءَ
صـاغنا ثـم قاتنـا ووَقانـا
بـالتي نتَّقـي بهـا الأَسـواءَ
مــن بنــاءٍ يَكِنُّنـا ولَبُـوسٍ
ودواء يحـــــــارب الأدواءَ
ثـم أهـدى لنا الفواكه شتّى
والتحيــاتِ جَــلَّ ذاك عطـاءَ
عَظُمـت تلكـمُ الأيـادي وجَلَّـتْ
فـاذكر المَوز واتركِ الأشياءَ
إنمـا المـوزُ حين تُمْكَنُ منهُ
كاسـمه مبْـدلاً من الميم فاءَ
وكـذا فقـدُه العزيـزُ علينا
كاسـمه مبْـدلاً من الزاي تاءَ
فهو الفوزُ مثلما فقدُهُ المو
تُ لقـد بـان فضـلُه لا خَفَـاءَ
ولهـذا التأوِيـلِ سَماه موزاً
مَـنْ أفـاد المعـانيَ الأسماءَ
رَبِّ فـاجعله لي صبوحاً وقَيْلاً
وغَبوقـاً ومـا أسـأت الغذاءَ
وأرى بــل أبُــتُّ أن جـوابي
لا تُغـالط فقـد سألتَ البقاءَ
يَشــهَد اللَّــه إنـه لطعـامٌ
خُرَّمـــيٌّ يُغـــازل الأحشــاءَ
نكهــةٌ عذبــةٌ وطعـم لذيـذٌ
ســَاعدا نَعمـةً إلـى نَعْمـاءَ
وتخـالُ انْسـرابهُ فـي مجاري
هِ افـتراعَ الأبكـارِ والإغفاءَ
لـو تكونُ القلوبُ مأوى طعامٍ
نــازَعتْهُ قلوبُنــا الأحشـاءَ
إننـي لَلْحقيـق بالشِّبَعِ السا
ئغِ مـن أكلِـهِ وإن كـان ماءَ
مِـن عطايـا أبـي محمدٍ المح
مــودِ ظَرفـاً وحكمـةً وسـخاءَ
وجمــــالاً مُنَمَّقــــاً وجلالاً
ووفـــاءً مُحقَّقـــاً وصــفاءَ
ذلـك السـيدُ الذي قتل اليأ
سَ بأفضـاله وأحيـا الرجـاءَ
سـرّني برَّنـي رعـاني كفـاني
جـازَهُ السـوءُ إنـه ما أساءَ
وتخطَّتــه كــلُّ بأسـاءَ لكـن
صــادمتْ مِـن ورائه الأعـداءَ
وتعـالتْ بـه سـماءُ المعالي
أو تـرى مجـدَه السماءُ سماءَ
مَلِكـاً يَلْبَسُ الطويل من العُم
رِ ويَحْظــى ويَجْبُـرُ الأوليـاءَ
وأمـا والـذي حبـاني بزُلفا
يَ لـــديه أليَّـــةً غـــرَّاءَ
لأكـــدَّنَّ للمـــدائح فيـــه
فِكَــري أو أردَّهــا أنضــاءَ
ومَعَـاذَ الإلـه لا مـدحَ يـأتي
فيـه كَرْهـاً بل مُعفياً إعفاءَ
وترانـا فـي مـدحهِ كيف كنّا
كالمُعَنَّى في أن يُضيء الضياءَ
أيُّ مصـباح قادحٍ زاد في الإص
بـاح نُـوراً إن لم نكن جُهَلاءَ
غيـر أنَّـا نُريغُ بالمدح فيه
رِفعَــةً باسـمه لنـا وسـناءَ
رُتَباً لم تَشِد لنا مثلها الآ
بـاءُ نرجـو توريثَها الأبناءَ
لا عـدِمناه ماجـداً بلّـغ الأب
نـاء مجـداً قـد أعجز الآباءَ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297