
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــابَ رأســي ولات حيــنَ مَشــيبِ
وعجيــبُ الزمــان غَيْــرُ عَجِيــبِ
فـاجعلي موضـعَ التعجُّـب مـن شـَيْ
بِــيَ عُجبــاً بفَرْعــك الغِرْبيــبِ
قـد يشـيبُ الفـتى وليـس عجيبـاً
أن يُرى النورُ في القضيب الرطيبِ
ســاءها أنْ رأتْ حبيبــاً إليهـا
ضــاحكَ الـرأسِ عـن مفَـارقَ شـِيبِ
فــدَعَتْهُ إلــى الخُضــاب وقـالت
إنَّ دفــنَ المَعيــبِ غيــرُ معيـبِ
خَضـــَبت رأســَهُ فبــات بتَبْــري
حٍ وأضـــحى فظــلَّ فــي تــأنيبِ
ليـــس ينفــكُّ مــن مَلامــة زارٍ
قــائلٍ بعــد نظرتَــيْ مُســتريبِ
ضـــلّةً ضـــلّةً لمـــن وعَظَتْـــهُ
غِيَــرُ الــدهر وهْـو غيـرُ مُنيـبِ
يــدَّري غِــرَّةَ الظبــاء مُريغــاً
صــَيْدَ وحْشــيِّها وصــَيْدَ الرَّبيـبِ
مُولَعـاً موزَعـاً بهـا الدهر يرْمي
هــا بسـهم الخضـاب غيـرَ مصـيبِ
عــاجزٌ واهــنُ القُــوى يتعـاطى
صـبغةَ اللَّـه فـي قنـاع المشـيبِ
رامَ إعجــابَ كــل بيضــاءَ خـود
بســواد الخضــاب ذي التعجيــبِ
فتضـــاحكْنَ هـــازئاتٍ ومـــاذا
يُونِــقُ البِيـضَ مـن سـوادٍ جَليـبِ
يـا حليـفَ الخضـاب لا تخدع النف
س فمــا أنــت للصــِّبا بنســيبِ
ليـس يجدي الخضابُ شيئاً من النف
ع ســـوى أنـــه حِــدادُ كئيــبِ
فاتَّخــذْهُ علــى الشـباب حـداداً
وابـــكِ فيــه بعَبْــرة ونَحيــبِ
وفتـــاةٍ رأت خضـــابي فقــالت
عَــزَّ دَاءُ المشــيب طِـبَّ الطـبيبِ
خاضــبُ الشـيب فـي بيـاض مُـبينٍ
حيــن يبــدو وفـي سـوادٍ مريـبِ
يالهــا مــن غَريــرة ذاتِ عيـنٍ
غيـــرِ مغــرورة بشــيبٍ خَضــيبِ
وحقيــقٌ لعــورة الشـيب أن تـب
دُوَ للغِـــرِّ غيــرِ ذي التــدريبِ
لهـفَ نفسـي على القناع الذي مَح
حَ وأُعقِبْـــتُ منــه شــرَّ عَقيــبِ
مَنَــعَ العيــنَ أن تَقــرَّ وقــرَّت
عيــنُ واشٍ بنــا وعيــنُ رقيــبِ
شــانَ ديباجــةَ الشــبابِ وأزرى
بقـــوامٍ لـــه وليـــنِ عســيبِ
نفَّــر الحِلْــمَ ثـم ثنَّـى فأمسـى
خَبَّـــبَ العِــرْسَ أيَّمــا تخــبيبِ
شـــَعَرٌ ميــتٌ لــذي وَطَــرٍ حــي
يٍ كنــارِ الحريــق ذات اللهيـبِ
فــي قنــاعٍ مـن المشـيبِ لَـبيسٍ
ورداءٍ مـــن الشـــباب قشـــيبِ
وأخـو الشـيب واللُّبانة في البِي
ض بحـــالٍ كقَتْلـــة التغـــبيبِ
مَعـــهُ صــبوةُ الفــتى وعليــه
صــَرفة الشـيخ فهْـو فـي تعـذيبِ
يُطَّبَــى للصــِّبا فيُــدْعى مجيبـاً
وهـو يـدعو ومـا لَـه مـن مجيـبِ
ليـــس تنقــادُ غــادةٌ لهــواهُ
وهــو ينقـادُ كانقيـادِ الجَنيـبِ
ظلمتنــي الخطــوبُ حــتى كـأني
ليــس بينـي وبينهـا مـن حَسـيبِ
ســلبتْني ســوادَ رأســِي ولكــن
عوّضـــتْني ريـــاشَ كــلِّ ســليبِ
عوّضــتني أخــا المعـالي عليّـاً
عِـــوَضٌ فيـــه ســلوة للحَريــبِ
خُرَّهِـــيٌّ مـــن الملــوك أديــبٌ
لــم يــزل ملجــأً لكــل أديـبِ
يســتغيثُ اللهيــفُ منـه بمـدعوْ
وٍ لـــدى كــل كَربــةٍ مســتجيبِ
أَرْيَحــيٌّ لــه إذا جَمَــدَ الكــز
زُ بَنـــانٌ تـــذوبُ للمســـتذيبِ
يتلقَّـــى المُـــدفَّعينَ عــن الأب
واب بالبشــر منــه والــترحيبِ
لـو أبـى الراغبـون يومـاً نداهُ
لـــدعاهُمْ إليـــه بـــالترهيبِ
رُبَّ أُكرومــةٍ لــه لــم تَخَلْهــا
قبلَــهُ فــي الطبـاع والـتركيبِ
غَرَّبتـهُ الخلائقُ الزُّهْـرُ فـي النا
س ومـــا أوحشـــتْهُ بــالتغريبِ
يَهَــبُ النــائلَ الجزيـلَ مُعيـراً
طَرفَــهُ الأرضَ ناكتــاً بالقضــيبِ
يتَّقــي نظــرة المُــدلِّ بجــدوا
هُ ويَعْتَـــدُّها مـــن التـــثريبِ
بعـــد بشـــرٍ مُبَشــِّرٍ ســائليه
بأمـــان لهــم مــن التخييــبِ
حَبّبَـتْ كفُّـه السـؤالَ إلـى النـا
س جميعــاً وكــان غيــر حــبيبِ
مــا سـعى والسـعاةُ للمجـد إلا
ســـبقَ المُحْضـــِرينَ بــالتقريبِ
لـو جـرى والريـاحُ شـأْواً لأَضـحى
جريُهــا عنــد جريــه كالـدَّبيبِ
مـــن رآه رأى شـــواهد تُغْنــي
عــن ســماعِ الثنـاء والتجريـبِ
فيــه مــن وجهــه دليـلٌ عليـه
مُخبِــرٌ عــن ضــَريبةٍ ذات طيــبِ
حَكـــم اللَّـــهُ بــالعلا لعَلــيٍّ
وبحــق النجيــب وابـن النجيـبِ
فَلْيَمُــتْ حاســدوه همّــاً وغمّــاً
مــا لحُكْــم الإلــه مـنْ تعقيـبِ
جِـذْلُ سـلطانِه المحكَّـك فـي الخَطْ
ب وعَــذْقُ الجُنــاة ذو الـترجيبِ
والنصـيحُ الصـريحُ نُصـحاً إذا ما
جمعـــوا بيـــن رائبٍ وحليـــبِ
والـــذي رأيُـــهُ لأســـلحة الأب
طــالِ مثــلُ الصـِّقال والتـذريبِ
عنــه تمضـي ولـو تعـدّته أضـحت
مـــن كليـــلٍ مُفَلَّـــلٍ وخَشــيبِ
مِـدْرَهُ الـدين والخلافـة ذو النص
ح عـــن الحَــوْزتين والتــذبيبِ
فَــلَّ بالحجــة الخُصـومَ وبـالكي
د زُحــوفَ العِــدا ذوي التـأليبِ
رُبَّ مَغنــىً لحــزب إبليــسَ أخلا
هُ فأمســى ومــا بـه مِـنْ عَريـبِ
دَمَّـــرتْ أهلَــهُ مكــائدُ كــانت
لأســـودِ الطغـــاةِ كالتقشـــيبِ
رتّبتــهُ الملــوكُ مرتبـةَ المِـدْ
رَهِ لا مُخطئيـــن فــي الــترتيبِ
قَيِّـــمٌ قـــوَّمَ الأمــورَ فعــادتْ
قيِّمـــاتٍ بـــه مــن التحنيــبِ
واســتناب الخطـوب حـتى أنـابت
ربَّمـــا لا تُنيـــبُ للمســـتنيبِ
عنــدَهُ للثَّـأَي طِبـابٌ مـن التـد
بيــر يَعْيــا بـه ذوو التطـبيبِ
لَـــوْذعيٌّ لـــه فـــؤادٌ ذكـــيٌّ
مــاله فــي ذكــائه مـن ضـَريبِ
يَقــظٌ فــي الهَنــاتِ ذو حركـات
لســكون القلــوب ذاتِ الــوجيبِ
ألمَعِـــيٌّ يـــرى بـــأولِ ظـــنٍّ
آخــرَ الأمــر مـن وراء المغيـبِ
لا يُــــرَوِّي لا يُقَلِّــــبُ كفّــــاً
وأكُـــفُّ الرجــالِ فــي تقليــبِ
يُـدرِكُ الطِّلْـبَ بالبديهـة دون ال
عَقْــبِ قبـل التصـعيد والتصـويبِ
حـازمُ الـرأي ليـس عن طول تجري
بٍ لـــبيبٌ وليــس عــن تلــبيبِ
وأريـــبٌ فــإنْ مُريغــو نَــداه
خـــادَعُوه رأيــتَ غيــرَ أريــبِ
يتغـــابَى لهــم وليــس لمُــوقٍ
بــل لِلُــبٍّ يفــوقُ لـبَّ اللـبيبِ
ثـابتُ الحـالِ فـي الـزلازل مُنْها
لٌ لســـُؤّالهِ انهيــالَ الكــثيبِ
ليِّــنٌ عِطفُــه فــإنْ رِيــمَ منـه
مَكْســرَ العــود كـان جِـدَّ صـليبِ
مَفْــزعٌ للرُّعــاةِ مرعــىً خصــيبٌ
لرعايـــاهُمُ وفـــوق الخصـــيبِ
فــي حِجــاهُ وفـي نـداهُ أمانَـا
نِ مـن الخـوف والزمـانِ الجـديبِ
أحســنتْ وصــفَهُ مســاعيهِ حــتى
أفحمـــتْ كـــلَّ شــاعرٍ وخطيــبِ
بـل حَـذَوا حَـذْوَها فراحوا يريحو
ن مــن القـولِ كـلَّ معنـى غريـبِ
قـــد بلونــا خلالــه فَحمِــدْنا
غَيْبَهـــا حمـــدَ ذائقٍ مُســتطيبِ
فانتجعنـا به الحيا غيرَ ذي الإقْ
لاعِ والبحــرَ غيــرَ ذي التنضـيبِ
مــا زجرنـا وقـد صـرفنا إليـه
أوجُــهَ العِيـسِ بارحـاً ذا نعيـبِ
يَمَّمَتْــه بنــا المطايـا فأفْضـَتْ
مــن فضــاءٍ إلــى فضـاءٍ رحيـبِ
خُلُـــقٌ منـــه واســـعٌ وفِنــاءٌ
لــم يَرُعْهــا بــه هـديرُ كليـبِ
طـــــاب لليَعْملاتِ إذ يَمَّمتْــــهُ
وصـــْلُهُنَّ البكـــورَ بالتــأويبِ
لــم يكــن خَفْضـُها أحـبَّ إليهـا
مــن رســيم إليــه بعـد خـبيبِ
ثِقـــةً أنَّهُـــنَّ يلقيــنَ مرعــىً
فيــه نَــيٌّ لكــل نِضــْوٍ شــَزيبِ
أيُّهــذا المُهيــبُ بــي وبشـعري
لســتُ ممــن يُجيــب كــلَّ مُهيـبِ
رفــعَ اللّـه رغبـتي عـن عطايـا
كَ ومـــا لِلعُقــاب والعنــدليبِ
ثَــوَّبَتْ بــي إلــى علـيٍّ معـالي
هِ فلبَّيـــــتُ أوّل التثـــــويبِ
مَاجِــدٌ حــاربَ الحــوادثَ دونـي
بنَـــدى حـــاتمٍ وبــأسِ شــَبيبِ
لــيَ فــي جــاههِ مــآربُ كـانت
لابـنِ عمـرانَ فـي عصـاهُ الشـعيبِ
وإذا حـزَّ لـي مـنَ المـال عُضـْواً
أرَّب العضـــوَ أيَّمـــا تـــأريبِ
أصــبح البــاذلَ المســبِّبَ لا زا
ل مَليَّـــاً بالبــذلِ والتســبيبِ
ســـاجلَتْ جــاهَهُ ســحائبُ عُــرفٍ
مــن يَمينَيْــهِ دائمـاتُ الصـَّبيبِ
قلـت إذ جـاد بـاللُّهى قبـل سَعي
صــادقٍ منــه غيــرِ ذي تكــذيبِ
يـا رِشـاءً تَخْضـَلُّ منـه يـد الما
تـحِ قبـل انغماسـِهِ فـي القليـبِ
بَـضَّ لـي مـن نـداكَ قبل استقائي
بـــكَ ريِّـــي وفَضــْلَةٌ للشــريبِ
ذاك شــيءٌ مــن الرِّشــاءِ غريـبٌ
يـا ابـنَ يحيـى ومنـك غيرُ غريبِ
مــا أُرانــي إذا خبطـتُ بـدَلْوي
جُمَّــةَ المـاءِ بالقليـل النصـيبِ
لا لَعَمْــري وكيــف ذاك وقبـل ال
متْـــحِ روَّيْتَنــي بســَجْلٍ رغيــبِ
بــل أُرانـي هنـاك لا شـك أغـدو
ويَــدي منــكَ ذاتُ بطــنٍ عشــيبِ
بــأبي أنــتَ مــن جليـلٍ مَهيـبٍ
مَطْلِــبُ العُـرْفِ منـه غيـرُ مهيـبِ
طنَّــبَ المجـدَ بالمكـارم والـبي
ت بنصـــبِ العمــاد والتطنيــبِ
مــن يُلَقَّــبْ فــإن أسـماءك الأس
مــاءُ يشــغلنَ موضــعَ التلقيـبِ
مـــن جـــوادٍ وماجــدٍ وكريــمٍ
وزعيـــــمٍ وســــيِّدٍ ونقيــــبِ
تَـبَّ مـن يرتجـي لَحَاقـك في المج
دِ ومــا مرتجيــكَ فــي تتــبيبِ
أعجــز الطالبيــكَ شــأوٌ بعيـدٌ
لـــكَ أدركْتَـــهُ بعُــرفٍ قريــبِ
هاكهـا مِدحـةً يُغنِّـي بهـا الـرُّكْ
بــانُ مــا أرزمَــتْ روائمُ نيـبِ
نَظــمَ الفكـرُ دُرهَّـا غيـر مثقـو
بٍ إذا الــدُّر شــِينَ بالتشــعيبِ
لــم يَعِبْهـا سـوى قـوافٍ تشـاغل
نَ عــن المــدح فيـك بالتشـبيبِ
ولراجيــــكَ قبلهـــا كلمـــاتٌ
هُـــذِّبتْ فيـــك أَيَّمــا تهــذيبِ
يُطـرِبُ السـامعينَ أيسـرُ مـا فـي
هـــا وإن أنشـــدت بلا تطريــبِ
ســَوَّدتْ فيــك كـلَّ بيضـاء تسـوي
داً تــراه العقــولُ كالتــذهيبِ
لـو يُنـاغِي بَيانُهـا العُجْمَ يوماً
عـــرَّبَ العُجــمَ أيَّمــا تعريــبِ
وهْـي ممـا أفـاد تأديبُـك الفـا
ضــلُ واهــاً لــذاك مـن تـأديبِ
كــم ثــواب أَثَبْتَنيــه عليهــا
كنــتَ أولـى بـه مـن المسـتثيبِ
مُنعِمــاً نُعْمَيَيْــنِ نُعمــى مفيـدٍ
أدبــاً نافعــاً ونُعمــى مــثيبِ
منـك جـاءت إليك يحدو بها الود
دُ علــــى رغبـــةٍ بلا ترغيـــبِ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297