
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى الصـبر محمـوداً وعنـه مذاهبٌ
فكيـف إذا مـا لـم يكن عنهُ مذهبُ
هنـاك يَحِـقُّ الصـبرُ والصـبرُ واجبٌ
ومـا كـان منـه كالضـرورة أوجـبُ
فشــدَّ أمـرؤٌ بالصـبر كفّـاً فـإنهُ
لــه عِصــمةٌ أســبابُها لا تُقضــَّبُ
هـو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ
مكــارِهُ دهــرٍ ليـس منهـنّ مَهْـربُ
أَعُـــدُّ خِلالاً فيــه ليــس لعاقــل
مـن النـاس إِن أُنصـفنَ عنهنّ مرغبُ
لَبُــوسُ جَمَــالٍ جُنَّــةٌ مـن شـماتةٍ
شــِفاءُ أســىً يُثنَــى بـه ويُثَـوَّبُ
فيــا عجبــاً للشـيء هـذي خلالـهُ
وتـاركُ مـا فيـه مـن الحـظّ أعجبُ
وقــد يَتظنَّــى النـاسُ أنّ أَسـاهُمُ
وصـــبرَهُمُ فيهــم طِبــاعٌ مركَّــبُ
وأنهمـــا ليســا كشــيءٍ مُصــَرَّفٍ
يُصــرِّفُهُ ذو نكبــةٍ حيــن يُنكــبُ
فـإن شـاء أن يأسَى أطاع له الأسى
وإن شـاء صـبراً جاءهُ الصبرُ يُجلَبُ
ولكــن ضـروريان كالشـيء يُبتلـى
بـه المـرءُ مَغْلوباً وكالشيء يذهبُ
وليسـا كمـا ظنوهمـا بـل كلاهمـا
لكـــل لـــبيبٍ مســتطاعٌ مُســبَّبُ
يُصــرِّفه المختــارُ منــا فتـارةً
يُــرادُ فيــأتي أو يُـذادُ فيـذْهبُ
إذا احتج محتجٌ على النفس لم تكد
علــى قَــدَرٍ يُمنَــى لهـا تتعتّـبُ
وسـاعَدَهَا الصـبرُ الجميـلُ فأقبلتْ
إليهــا لـه طوعـاً جَنـائبُ تُجنَـبُ
وإنْ هـو منَّاهـا الأباطيـل لم تزل
تُقاتــل بـالعَتْبِ القضـاءَ وتُغلَـبُ
فَتُضـحي جزوعـاً إن أصـابتْ مصـيبةٌ
وتُمســي هلوعــاً إن تَعـذَّرَ مَطلـبُ
فلا يَعـذِرنَّ التـاركُ الصـبرَ نفسـَهُ
بــأن قيــلَ إنَّ الصـبرَ لا يُتكسـَّبُ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297