
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحمـدُ اللّـه حمـدَ شـاكرِ نُعْمَـى
قابـــلٍ شــُكر ربِّــه غيــرِ آبِ
طــار قـومٌ بخفَّـة الـوزن حـتى
لحقــوا رفْعَــةً بقـاب العُقـابِ
ورسـا الراجحـون مـن جِلَّةِ النا
س رســوَّ الجبــال ذات الهضـابِ
وَلَمـــــا ذاك للِّئامِ بفَخْــــرٍ
لا ولا ذاك للكــــرام بعــــابِ
هكـذا الصـخرُ راجـحُ الوزن راسٍ
وكـذا الـذرُّ شـائُل الـوزنِ هابِ
فليَطِــرْ معشــرٌ ويعلـوا فـإني
لا أراهـــم إلا بأســـفل قــابِ
لا أعــدُّ العلــوَّ منهــم عُلـوَّاً
بــل طُفُــوّاً يميـنَ غيـرِ كِـذابِ
جيـفٌ أنتنـت فأضـحتْ علـى اللُّج
جَــة والـدُّرُّ تحتهـا فـي حجـابِ
وغُثــاءٌ علا عُبابــاً مـن اليـم
مِ وغـاص المَرْجـانُ تحـت العُبابِ
ورعــــاعٌ تغلَّبـــوا بزمـــانٍ
أنــا فيـه وفيهُـم ذو اغـترابِ
غلبــوني بــه علــى كــل حـظٍّ
غيــرَ حــظٍّ يفـوتُ كـلَّ اغتصـابِ
إننـي مـؤمنٌ وإنـي أخـو الحـق
قِ عليـــمٌ بفَرْعـــهِ والنِّصــابِ
قلـت إن تغلبـوا بغـالِب مغلـو
بٍ فحســـــبي بغــــالبِ الغَلّابِ
وبِخـــلٍّ إذا اختللــتُ رعــاني
بالــذي بيننــا مــن الأسـبابِ
كــأبي ســهلٍ المُســَهِّلِ مــأتَى
كـــلِّ عُــرْفٍ وفاتــحِ الأبــوابِ
يا ابن نوبختٍ المَزُورَ على البُخْ
ت تَغَـالَى فـي سـيرها والعِـرابِ
أنــا شـاكٍ إليـك بعـضَ ثِقـاتي
فــافهم اللحـنَ فهـو كـالإعرابِ
لـي صـديقٌ إذا رأى لـي طعامـاً
لـم يكـد أن يجـودَ لي بالشرابِ
فــإذا مـا رآهمـا لـي جميعـاً
كفيــاني لــديه لُبـسَ الثيـابِ
فمــتى مـا رأى الثلاثـة عنـدي
فهْــي حسـبي لـديه مـن آرابـي
لا يرانــي أهلاً لِملْـكِ الظَّهـاري
يِ ولا موضــعَ العطايـا الرِّغـابِ
وكــأني فــي ظَنـهِ ليـس شـأني
لَهْـــوُ ذي نُهيَـــةٍ ولا مُتصــابِ
فـــيَّ طبـــعٌ ملائكـــيٌّ لــديهِ
عـــازفٌ صــادفٌ عــن الإطــرابِ
أو حماريَّـــةٌ فمقـــدارُ حظّــي
شــــَبعةٌ عنـــدهُ بلا إتعـــابِ
إنمــا حظــيَ اللَّفــاءُ لــديهِ
مَـع مـا فيـهِ بـي مِـنَ الإعجـابِ
ليــس ينفـكُّ شـاهداً لـي بفهـمٍ
وبيــــانٍ وحكمــــةٍ وصـــوابِ
ومـتى كـان فتـحُ بـابٍ مـن اللَّ
ه تـــوقعتُ منـــهُ إغلاق بــابِ
كـاتبٌ حاسـبٌ فقـد عامـل الخـل
لَــةَ بينــي وبينــهُ بالحسـابِ
ليـس ينفـكّ مـن قِصاصـي إذا أح
ســنَ دهـرٌ إلـيَّ أو مـن عقـابي
كلمـا أحسـن الزمـانُ أبَـى الإح
سـانَ يـا للعُجـابِ كـلِّ العجـابِ
أحمـدُ اللَّـه يـا أبا سهلٍ السه
لَ مـــــرامِ النــــوال للطُلّابِ
والفـتى المُرتجَى لفصل القَضايا
عنــد إشـكالها وفصـلِ الخطـابِ
لِـمْ إذا أقبـل الزمـانُ بإخصـا
بٍ تربّعــتُ منــك فــي إجــدابِ
أتـرى الـدهرَ ليـس يُعجب من هَيْ
جــك عتــبي إذا نـوى إعتـابي
وتجافيــكَ حيــن يعطـفُ والـوا
جــبُ أن تســتهلَّ مثـل السـحابِ
أفلا إذا رأيــتَ دهــري سـقاني
بِــــذَنوبٍ ســـقيتني بِـــذنابِ
أيـن منـك المنافسـاتُ اللواتي
عَهِــدَ النـاسُ مـن ذوي الأحسـابِ
أيـن منـك المقايسـاتُ اللواتي
عَهِــدَ النـاسُ مـن ذوي الألبـابِ
مــا هنَــاتٌ تعرَّضــتْ لـك فَلَّـتْ
منـــك شــُؤبوبَ ســابحٍ وَثَّــابِ
أيـن عـن مُعْـرِقٍ مـن الخيلِ طرفٍ
عــزَّ إحضـارُهُ اقتحـامَ العُقـابِ
أمــن العــدلِ أن تعُـدَّ كـثيراً
لـــيَ مـــا تســتقلُّ للأوقــابِ
أتُرانـي دون الأُلـى بلغـوا الآ
مــالَ مــن شــُرطةٍ ومـن كُتّـابِ
وتِجــارٍ مثـل البهـائمِ فـازوا
بـالمنى فـي النفـوس والأحبـابِ
فيهــمُ لُكنــةُ النَّــبيط ولكـنْ
تحتهـــا جاهليَّـــةُ الأعـــرابِ
أصـبحوا يلعبـون فـي ظـلِّ دهـرٍ
ظــاهِر الســُّخْف مثلهــم لَعَّـابِ
غيــرَ مُغنيـن بالسـيوف ولا الأقْ
لامِ فــي مــوطنٍ غَنَــاءَ ذُبــابِ
ليــس فيهـم مُـدافعٌ عـن حريـمٍ
لا ولا قـــائمٌ بصـــدر كتـــابِ
مُتَســـــمّين بالأمانــــة زوراً
والمَنـــاتينُ أخــربُ الخُــرَّابِ
كـاذبي المـادحين يعلمُـه الـلَّ
هُ عُـــدول الهُجــاة والعُيَّــابِ
شـَغَلتْ موضـعَ الكُنـى لا بـلِ الأسْ
مــاء منهــم قبــائحُ الألقـابِ
خيـرُ مـا فيهُـم ولا خيـرَ فيهـم
أنهــم غيــرُ آثمــي المُغتـابِ
ويظلــون فـي المنَـاعم واللـذ
ذاتِ بيــن الكــواعب الأَتــرابِ
لَهُـمُ المُسـمِعَاتُ مـا يُطربُ السا
مـــعَ والطائفـــاتُ بــالأكوابِ
نَعَـــمٌ ألبســتهُمُ نِعَــمُ الــلَّ
ه ظلالَ الغصــون منهـا الرِّطـابِ
حيــن لا يشـكرونها وهـي تَنمـي
لا ولا يكفرونهــــا بارتقـــابِ
إن تلـك الغصـونَ عنـدي لتُضـحي
ظالمــاتٍ فهـل لهـا مـن متـابِ
مــا أُبــالي أأثمـرتْ لاجتنـاءٍ
بعــد هـذا أم أيبسـتْ لاحتطـابِ
كـم لـديهم لِلَهـوِهِم مـن كَعـابٍ
وعجـــوزٍ شـــبيهةٍ بالكَعـــابِ
خَنْــدَريس إذا تراخــت مَــداها
لبســـت جِــدّةً علــى الأحقــابِ
بنــتُ كــرمٍ تُـديرها ذاتُ كَـرْم
موقَــدِ النحــرِ مثمـرِ الأعنـابِ
حِصــْرِمٌ مــن زَبرجـدٍ بيـن نَبْـعٍ
مـن يـواقيت جمرُهـا غيـرُ خـابِ
فـوقَ لَبّـاتِ غـادةٍ تـترك الخـا
لــيَ مـن كـلّ صـَبوةٍ وهْـو صـابِ
ما اكتستْ شَيْبَةً سوى نظمِها الدُّر
رَ علـى رأسـها البَهيمِ الغرابي
لــونُ ناجودِهـا إذا هـي قـامت
لـون ياقوتهـا المضـيءِ الثقابِ
وعلــى كأســها حَبــابٌ يُبـاري
مـا علـى رأسـها بـذاك الحبابِ
دُرُّ صــهباءَ قـد حكـى دُرَّ بيضـا
ءَ عَـــروبٍ كَدمْيـــةِ المحــرابِ
تحمــلُ الكـأس والحُلِـيَّ فتبـدو
فتنـــة النــاظرين والشــُرَّابِ
يالهــا ســاقياً تُــدير يـداه
مُســتطاباً يُنــالُ مـن مُسـتطابِ
لَـذةُ الطَّعـمِ فـي يَدَيْ لذّةِ الملْ
ثَـمِ تـدعو الهـوى دعـاءَ مُجـابِ
حولَهـا مِـنْ نِجَارِهـا عيـنُ رمـلٍ
ليــس ينفـكُّ صـَيدُها أُسـدَ غـابِ
يُونـقُ العيـنَ حسـنُ مـا في أَكُفٍّ
ثَـمَّ تَسـقي وحُسـْنُ مـا فـي رقابِ
ففـــمٌ شــاربٌ رحيقــاً وطَــرفٌ
شـــاربٌ مـــاءَ لَبّــةٍ وســِخابِ
وَمـزاجُ الشَّراب إن حاولوا المز
جَ رُضـابٌ يـا طيـبَ ذاك الرُّضـابِ
مـــن جَـــوارٍ كــأنهنَّ جَــوارٍ
يتسلســلنَ مــن ميــاهٍ عِــذابِ
لابســاتٍ مــن الشــفوف لَبوسـاً
كـالهواء الرّقيـق أو كالشـرابِ
ومــن الجــوهرِ المضـيءِ سـناهُ
شـــُعلاً يلتهبـــنَ أيَّ الْتهــابِ
فـترى المـاءَ ثَـمَّ والنارَ والآ
لَ بتلـــك الأبشـــارِ والأســلابِ
يــوجسُ الليــلُ رِكزَهُـنَّ فينجـا
بُ وإن كــان حالِــكَ الجِلبــابِ
عـــن وجـــوهٍ كــأَنهنَّ شــموسٌ
وبـــدورٌ طلعـــنَ غــبَّ ســحابِ
سـالمتْها الأَنـدابُ وهي من الرِّق
قَــةِ أَوْلــى الوجـوهِ بالأنـدابِ
أوجــهٌ لا تــزال تُرمَـى ولا تَـدْ
مَـى علـى كـثرةِ السّهام الصِّيابِ
بـــل تَــرُدُّ الســَهام مُنكفئاتٍ
فتصــيبُ القلــوبَ غيــرَ نـوابِ
جُعِــلَ النُّبْــلُ والرَّشـاقةُ حظَّـيْ
نِ لتلـــك الأكفــالِ والأقــرابِ
فتمـــايلنَ بـــاهتزازِ غصــونٍ
ناعمَـــاتٍ وبارتجــاج روابــي
ناهـــداتٍ مطرّفـــاتٍ يمـــانع
نــــك رُمَّــــانَهُنَّ بالعُنَّـــابِ
لـو تَـرى القـومَ بينهـنّ لأجـبر
تَ صــُراحاً ولـم تقـلْ باكتسـابِ
مــن أنــاسٍ لا يُرْتَضـون عبيـداً
وهـــمُ فــي مراتــبِ الأربــابِ
حـالُهُمْ حـالُ مـن لـه دارتِ الأف
لاكُ واستوســقتْ علــى الأقطــابِ
وكـذاك الـدنيا الدنيَّـةُ قـدراً
تتصــــــدَّى لأَلأم الخُطّــــــابِ
مُكِّنــوا مـن رحـالِ مَيْـسٍ وطيئا
تٍ وأصـــحابُنا علــى الأقتــابِ
كــابن عمــارٍ الــذي تركتْــهُ
حَمَقَـــاتُ الزمــان كالمُرتــابِ
مـن فـتىً لـو رَأيتَـهُ لـرأتْ عيْ
نــاك عِلمـاً وحِكمـةً فـي ثيـابِ
بـزَّه الـدهرُ ما كسا الناسَ إلا
مــا عليـه مـن لَحمـه والإهـابِ
أو حُلــى ظَرْفــهِ الـتي نَحَسـتْهُ
فلــو اســطاع باعهــا بجِـرابِ
ســوءةً ســوءةً لصــُحبة دنيــا
أســخطتْ مثلَــه مــن الأصــحابِ
لهـفَ نفسـي علـى مَنـاكيرَ للنُّك
رِ غضـــابٍ ذوي ســـيوف عِضــابِ
تغســِلُ الأرضَ بالــدماء فتُضـحى
ذاتَ طُهـــرٍ تُرابُهــا كــالمَلابِ
مــن كلابٍ نــأى بهـا كـلَّ نـأْيٍ
عـن وفـاءِ الكلابِ غـدرُ الـذئابِ
واثبــاتٍ علــى الظِّبـاء ضـِعافٍ
عـن وثـابِ الأسـود يـومَ الوِثابِ
شــُرَطٌ خُوِّلــوا عقــائل بيضــاً
لا بأحســـابهم بــل الإكتســابِ
مـن ظبـاءِ الأنيـس تلك اللواتي
تــترك الطــالبين فـي أنصـابِ
فـإذا مـا تعجّـبَ النـاسُ قالوا
هـل يصـيد الظبـاء غيـرُ الكلابِ
أصـبحوا ذاهليـن عـن شَجَن النا
س وإن كـان حبلُهـم ذا اضـطرابِ
فــي أمــورٍ وفـي خمـورٍ وسـمُّو
رٍ وفــي قــاقُمٍ وفــي ســِنْجابِ
وتهاويــلَ غيـر ذاك مـن الـرَّقْ
م ومــن ســُندسٍ ومــن زِرْيــابِ
فـــي حَــبيرٍ مُنمنَــمٍ وعَــبيرٍ
وصــــِحانٍ فســــيحةٍ ورِحـــابِ
فــي ميــادين يخـترقن بسـاتي
ن تمـــسُّ الـــرؤوس بالأهــدابِ
ليـس ينفـكُّ طيرُهـا فـي اصطحابٍ
تحــت أظلالِ أيكهــا واصــطخابِ
مـن قرينَيْـنِ أصـبحا فـي غِنـاءٍ
وفريــدين أصـبحا فـي انتحـابِ
بيــن أفنانهــا فـواكه تَشـفي
مــن تَـداوَى بهـا مـن الأوصـابِ
فــي ظلالٍ مــن الحـرور وأَكنـا
نٍ مــن القُــرِّ جَمَّــةِ الحُجَّــابِ
عنـدهم كـلُّ مـا اشتهوْهُ من الآ
كـــال والأَشـــْرِبات والأشــوابِ
والطَّروقــاتِ والمراكـبِ والـوِل
دانِ مثــلِ الشــَّوادنِ الأســرابِ
واليَلَنْجـوجِ فـي المجامر والند
دِ تــرى نشــرَهُ كمثـلِ الضـبابِ
والغـوالي وعَنـبرِ الهندِ والمس
ك علـى الهـام واللِّحَى كالخضابِ
ولــديهم وذَائلُ الفِضــَضِ الـبي
ضُ تبـــاهي ســـبائكَ الأَذهــابِ
لـم أكُـن دون مـالكي هـذه الأم
لاكِ لـو أنصـفَ الزمـانُ المُحابي
أنــت طَــبٌّ بـذاك لكـن تغـابيْ
تَ وحــابيتَ كــلَّ كــابٍ ونــابِ
آتيـاً مـا أتى الزمانُ من الظل
مِ وهاتيــك منــك ســوطُ عـذابِ
قاتَــل اللَّـه دهرَنـا أو رمـاهُ
باســتواءٍ فقـد غـدا ذا انقلابِ
يَعْلِـفُ النـاطقين مـن جَوْره الأجْ
لالَ والنــاهقين محــضَ اللُّبـابِ
ثـم تَلقـى الحكيـمَ فيـه يُمالي
كـــلَّ وغـــدٍ علــى ذوي الآدابِ
جانحـاً فـي هـواهُ يَحكـم بالحَيْ
فِ علـــى الأنبيـــاء للأحــزابِ
لا يَعُـدُّ الصـوابَ أن تغمـر الثرْ
وةَ إلا ذوي العقـــولِ الخــرَابِ
غيـرَ مسـتكثرٍ كـثيراً لذي الجهْ
ل وإن كـان فـي عديـد الـترابِ
وإذا مـــا رأى لحامِــلِ علــمٍ
قـــوتَ يـــومٍ رآه ذا إخصــابِ
فمــتى مـا رأى لـه قـوتَ شـهرٍ
عـدَّهُ المَلْـكَ في اقتبال الشبابِ
لا تُصــَمِّمْ علــى عقابــك إيَّــا
يَ إذا أحســن الزمــانُ ثـوابي
فعسـى يُمْـنُ مـا تُنيـلُ هو القا
ئِدُ نحـــوي مـــواهبَ الوَهَّــابِ
فمــتى مــا قَطَعْتَـهُ جـرَّ قطعـاً
للعطايــا مــن سـائر الأصـحابِ
كـم نـوالٍ مبـاركٍ لـك قـد قـا
د نــوالاً إلــيَّ طــوعَ الجنـابِ
وأُمــــورٍ تيســــّرت وأُمـــورٍ
بالمفاتيـــح منــك والأســبابِ
لا تُقابِــلْ تَيَمُّنــي بـك بـالرد
دِ ولا الظـــنَّ فيــك بالإكــذابِ
فــاحْمَ أنفــاً لأنْ يُعَــدَّ مُرجِّـي
كَ ســـواءً وعابـــدُ الأنصـــابِ
واجــبي أن أرى جــوابيَ عُتبـا
كَ فلا تجعــلِ الســكوتَ جــوابي
فتكــونَ الــذي تَنصــَّل بـالمُنْ
صــُلِ مـن ضـربةٍ بصـَفْح القِـرابِ
إن فــي أنْ تَعُقُّنـي بعـضَ إغضـا
بــي وفـي أن تُهينَنـي إغضـابي
كنـتَ تـأتي الجميـلَ ثـم تنكَّـرْ
تَ فعــاتبتُ مُجملاً فــي العتـابِ
فــأتَنِفْ توبــةً وراجـعْ فعـالاً
ترتضـــيهِ الأســـلافُ للأعقـــابِ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297